أشرف وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، أحمد بداني، يوم الثلاثاء بميناء الجزائر العاصمة، على انطلاق حملة تقييم الثروة السمكية القاعية على طول الساحل الجزائري لعام 2024، والمعروفة باسم “2024 ALDEM”. تهدف هذه الحملة إلى دراسة ومتابعة مخزون الموارد البيولوجية البحرية ضمن المياه الوطنية.
أوضح الوزير أن سفينة البحث “قرين بلقاسم” ستقوم بتنفيذ هذه الحملة التي تمتد على مدار 30 يومًا في عرض البحر، بمشاركة 13 باحثًا مختصًا في علوم البحار من المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات. وتهدف الحملة إلى دراسة أكثر من 40 نوعًا سمكيًا عبر تنفيذ حوالي 80 عملية صيد بشباك الجر على أعماق تتراوح بين 20 و800 متر.
وأشار الوزير إلى أن الحملة تهدف إلى تقييم مخزون الموارد البيولوجية وتحديث خرائط توزيع الموارد الصيدية القاعية ذات القيمة التجارية. وستساعد هذه الدراسات على فهم التوزيع الديموغرافي للموارد البحرية عبر مناطق الصيد المختلفة، وكذلك تقييم المخزون البيولوجي للأسماك، القشريات، والرخويات في المياه الوطنية.
تتوقع الوزارة أن تسهم نتائج هذه الحملة، التي تأتي ضمن استراتيجية البحث العلمي للقطاع، في تقديم توصيات علمية تهدف إلى تحسين إدارة الثروة السمكية وحمايتها. تشمل النتائج المتوقعة تحديد مؤشرات وفرة الأسماك القاعية حسب المناطق الجغرافية والعمق، وتوفير بيانات حول درجة حرارة المياه والملوحة، بالإضافة إلى جمع ملاحظات حول الحوتيات وتقدير النفايات البحرية بشكل نوعي وكمي.
كما ستتيح الحملة الفرصة لإجراء أبحاث حول أسباب النقص الملحوظ في كميات الأسماك السطحية الصغيرة، مثل السردين، وهو ما أثر على الأسعار، حيث أشار الوزير إلى أن هذا النقص قد تم تسجيله حتى في دول مجاورة.
وسيتم الإعلان عن نتائج الحملة في يوم دراسي تنظمه الوزارة بمشاركة الجهات المعنية، مع إصدار توصيات تهدف إلى الحفاظ على الثروة السمكية. وأكد الوزير أن هذه الحملة ستتبع بحملة أخرى تهدف إلى استكشاف مناطق جديدة للصيد.
وأفادت الوزارة بأن حملة تقييم الموارد الصيدية القاعية تجري وفقًا لبروتوكول الدراسة “MEDITS” المعتمد في جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط، مما يتيح توحيد النتائج ومناقشتها في إطار التعاون الدولي مع الهيئات الإقليمية مثل اللجنة العامة لمصايد البحر الأبيض المتوسط التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “CGPM”.
وفي تصريحاته على هامش الحدث، أعلن الوزير بداني عن خطة الوزارة لاستزراع 18 مليون وحدة من صغار الأسماك خلال النصف الثاني من العام الحالي، ليصل إجمالي المستزرع إلى نحو 35 مليون وحدة بنهاية العام، مما سيسهم في ضخ 10 آلاف طن من الأسماك في الأسواق الجزائرية العام المقبل.
وفيما يتعلق بتربية المائيات في المياه العذبة، تستهدف الوزارة استزراع 1.2 مليون وحدة خلال النصف الثاني من السنة، بعد أن تم استزراع أكثر من 1.8 مليون وحدة من صغار سمك البلطي الأحمر (التيلابيا) في الأحواض المائية وأحواض السقي الفلاحي خلال النصف الأول من السنة الجارية.
أخبار دزاير: فتحي.ش