يقود اليمين المتطرف بفرنسا منذ فترة حملات تشويه متواصلة ضد الجزائر، تهدف تارة إلى زرع الفتنة وأخرى لضرب التماسك الوطني، لكن الجزائريين أثبتوا قدرة وعي كبيرة بحجم هذا التكالب، بل وأفشلوا هذه الحملات بمواقع التواصل الاجتماعي وأظهروا وعيا وطنيا كبيرا، مؤكدين بذلك وقوفهم وراء رئيسهم ومؤسسات الدولة الجزائرية التي اختارت الندية في التعامل بدل الرضوخ للتوجيهات الفرنسية أو غيرها.
ويركز اليمين المتطرف الفرنسي في حملاته على استهداف الجزائر والتشويش على ما تحققه من إنجازات سواء كانت اجتماعية، سياسية، دبلوماسية وخاصة الاقتصادية منها عبر أدوات عدة، منها الإعلام والمنصات الرقمية، بالتركيز على ما تبثه وسائل الإعلام المحسوبة على اليمين المتطرف مثل “لوفيغارو” و”أوروب 1″ و”سود راديو” ” سي نيوز” وغيرها، وهو ما يترجم خطة مفضوحة لطالما اعتمدتها فرنسا الاستدمارية، وهو ما أكده جول بول سارتر في مقولة لا تزال تتردد إلى اليوم عن دور الإعلام الفرنسي في تجميل فظاعات وجرائم الاستدمار، حيث كتب مقولة بمجلة “الأزمنة الحديثة” Les temps modernes “ “لإعلام يكذب علينا بالخداع، والتزييف، والدعاية، وجريمتهم الوحيدة والمريعة أنهم بارعون في التضليل والتركيز على تصوير الآخرين مثل “أوباش“.
الجزائريون في مواجهة حرب إعلامية ممنهجة ومفضوحة
أكّد مختصون في مجال الحروب الناعمة أن تعزيز اللحمة الوطنية ورابطة “جيش-أمة” يُعد واجبًا وطنيًا لا يقبل النقاش في هذه المرحلة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الجزائر نتيجة استقلالها التام في قراراتها السياسية والاقتصادية وتعاملها بندية مع مختلف الدول.
وأشار هؤلاء إلى أن المحاولات الأخيرة من قبل جهات استخباراتية معادية، مثل الكيان الصهيوني وفرنسا لإثارة الفتنة داخل البلاد قد باءت بالفشل نتيجة وعي الشعب الجزائري وتماسكه مع مؤسساته الوطنية.
وأوضح المختصون أن التخبط الذي تعانيه أطراف معادية، بما في ذلك عملاء المخزن وأطراف داخلية متواطئة، دفع هذه الجهات إلى تبني استراتيجيات بديلة، أبرزها استغلال الإعلام كسلاح لشن حرب ممنهجة على الجزائر. مضيفين أن الفترة المقبلة قد تشهد حملات إعلامية تستهدف تشويه صورة القيادة السياسية والعسكرية للبلاد، بهدف إيصال رسائل مغلوطة إلى الرأي العام العالمي بأن الجزائر تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي.
ويرى المختصون أن هذه الحملات تأتي ردًا على ما حققته الجزائر خلال السنوات الأخيرة من نجاحات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة، ووضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي مع التأكيد على استقلاليتها التامة، حيث تعمل على المخابر التي تقف وراء هذه الحملات على إجبار الجزائر على التحول إلى موقع المدافع بدلًا من المهاجم. وأكدوا أن القيادة الجزائرية، بحكمتها المعهودة، ستتعامل مع هذه التحديات بحنكة وذكاء، مع العمل على معالجة الاختلالات التي تستغلها الأطراف المعادية.
وفي هذا السياق، شدد المختصون على أهمية عدم انجرار الجزائريين في هذه المرحلة وراء الأخبار المغلوطة والشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي. كما دعوا المواطنين إلى الالتفاف حول رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي السليل، ودعم كافة القرارات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
وحذّر المختصون في الحروب الناعمة من مغبة التطرق إلى المواضيع ذات الطابع العرقي أو الجهوي أو العروشي وغيرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن استغلالها من قبل الأعداء كأدلة مادية ضد وحدة الشعب الجزائري باعتبارها أهم الركائز التي تستند إليها الحروب الجديدة.
وأكد الخبراء أن الجزائر مقبلة على مرحلة تتطلب وعيًا شعبيًا كاملاً لمواجهة حرب إعلامية علنية، داعين الجميع إلى التحلي باليقظة وتجنب الوقوع في فخ الفتنة، صونا لأمانة ملايين الشهداء.
عبد القادر. ب