يواجه المستفيدون من السكنات الاجتماعية المنجزة من طرف ديوان الترقية و التسيير العقاري ببلدية برج عمر إدريس، شمال ولاية إليزي، واقعا نغّص عليهم فرحة انتظروها لسنوات.
وعبر المستفيدون الذين التقيناهم في زيارة تفقدية لسكناتهم عن غضبهم واستنكارهم للحالة التي توجد عليها هذه الأخيرة حيث أبدو تخوفهم من توزيعها عليهم في الأيام المقبلة قبل ترميمها.
ووقفت “أخبار دزاير” على حالة السكنات التي بقيت معظمها ورشات في حين طال الخراب الكثير منها.
وفي هذا الصدد، يتساءل المستفيدون الذين سدّدوا ثمن المفاتيح عن جدوى دفتر الشروط و العقد الملزم لشركات الإنجاز و أين كانت مصالح الرقابة التقنية، حيث استنكر “عيسى”، أحد المستفيدين، عدم احترام النوعية في الإنجاز ناهيك عن غياب التهيئة الخارجية للأحياء.
وقال متحسرا : “لايوجد ربط بمختلف الشبكات و لا إنارة عمومية في الحي فضلا عن غياب مساحات خضراء و ساحات لعب الأطفال ناهيك عن مواقف للسيارات”.
وقد أصبحت السكنات العمومية الإيجارية المنجزة من قبل ديوان الترقية و التسيير العقاري حديث العام و الخاص في هذه البلدية وتشغل الفضاء العام المحلي و الافتراضي عبر منتديات شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية أين يعبر المواطنون عن قلقهم وخيبة أملهم في استلام سكنات مثل تلك التي توزع بباقي مدن الوطن.
وكشف ” العيد” في تصريح له : ” السكنات التي نشاهدها في نشرات الثامنة لا تتطلب من المستفيد سوى عملية تنظيف و تجفيف خفيفة، أما التي توزع علينا في برج عمر إدريس فتكبد أصحابها خسارة بالملايين من أجل ترميمها قبل الدخول إليها. وللأسف يتم إدراجنا ضمن البطاقية الوطنية كمستفيدين من سكن لائق”.
تفعيل المراقبة التقنية للبنايات
شدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال ترأسه لمجلس الوزراء، في شهر جانفي الماضي، على حق المواطنين في الحصول على مسكن لائق، وألح على ضرورة تشديد الرقابة الفنية على البنايات و محاربة الغش في مواد البناء.
و رئيس الجمهورية توجيهات صارمة لتهيئة بيئة حضرية و ريفية مريحة بما يحقق رفاه المواطن من خلال تفعيل ديناميكية مهنة المراقبة و تطبيق سياسة عمرانية حقيقية تأخذ بعين الاعتبار المعايير المعمارية و تحافظ على التراث.
أرقام تَسُر .. وواقع يَضُر ..
حسب حصيلة نشاطات ديوان الترقية و التسيير العقاري لسنة 2020، فإن بلدية برج عمر إدريس استفادت في إطار برنامج السكن العمومي من 918 وحدة سكنية منها 898 وحدة منتهية و 20 في طور الإنجاز.
ولعل أبرز ظاهرة عاشتها ولاية إليزي في السنوات الأخير عبر كامل بلدياتها هي اقتحام وتخريب السكنات قبل توزيعها، حيث شملت هذه الاقتحامات أكثر من 35 موقعا عبر جميع بلديات الولاية و بلغ عدد السكنات المقتحمة إلى غاية شهر ديسمبر 2020، حوالي 114 وحدة سكنية، حسب الحصيلة ذاتها.
إليزي: إبراهيم بودة