عادت الطموحات لتراود الأمير مولاي الرشيد أخ الملك محمد السادس وهو الذي ظل مبعدا عن الواجهة لسنوات خوفا من منافسته للملك المريض، إلا أنه عاد إلى الواجهة مع مرض أخيه واستقراره في فرنسا للعلاج، حيث تم تكليفه بتمثيله في بعض المناسبات السياسية، في مرحلة تتسم بالغليان، فالأمير مولاي الرشيد يرى في الوضع الراهن فرصة لسحب البساط من تحت قدمي ابن الملك محمد السادس وولي عهده الحسن الذي يحظى برعاية خاصة من مستشاره الصهيوني أندري أزولاي، المدعوم من مدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي، وهو الجناح الذي الذي تمثله والدة الأمير الحسن وطليقة محمد السادس لالة سلمى بناني.
وبالمقابل، يراهن الأمير مولاي الرشيد على قيادات الجيش الملكي الرافضة للوضع المتردي، والذي ينذر بالإنفجار في أي لحظة، خاصة إذا تولي مقاليد الحكم الأمير الصغير، لذا يرى أنه الأحق بخلافة أخيه، ومواجهة حالة الغليان المتزايدة في الشارع المغربي جراء الوضع الاقتصادي المتردي واتساع رقعة الرفض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وتحول الصراع الصامت مؤخرا بين الأمير مولاي الرشيد وابن أخيه الحسن إلى مواجهة مسلحة ودامية، حيث كشفت معلومات مؤكدة عن حصول تبادل لإطلاق النار بين حرس الأمير مولاي الرشيد وولي العهد الحسن، وأدى ذلك إلى وقوع ضحايا وجرحى من الجانبين، وسط حالة من التكتم من طرف المخزن والإعلام، الذي تلقى تعليمات صارمة بعدم تناول هذا الحادث الدامي.
وبرأي المتتبعين، فإن المواجهة المسلحة لن تتوقف وقد تنذر بتحول الصراع المسلح إلى العلن، مع رغبة شديدة من الأمير مولاي الرشيد لتصفية الأمير الصغير، لإنقاذ الوضع المتردي في المغرب، حيث أشار هؤلاء إلى أن اغتيال المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية ورئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عبد الحق الخيام قبل فترة وعدد من القيادات الأمنية في ظروف وصفت بـ ” الغامضة ” يأتي في إطار هذه الحرب غير المعلنة، والتي يسعى جهاز الموساد إلى استغلالها لدعم اسم يكون قادرا على تنفيذ مخططاته القذرة في المنطقة المغاربية والإفريقية.
منظمة الضباط الأحرار تنجح في إقناع قيادات عسكرية بالجيش الملكي
على صعيد آخر، نجحت منظمة الضباط الأحرار في إقناع عدد من القيادات العسكرية بالجيش الملكي، ومن بينهم ضباط سامون بمختلف الأسلحة، والذين أبدوا رفضهم لاستمرار الأوضاع وسيطرة الكيان الصهيوني على المغرب، حيث تنتظر المنظمة الوقت المناسب للقيام بما يجب تجاوبا مع المطالب الشعبية التي عبرت عنها المظاهرات الحاشدة بمختفل المدن المغربية.
وللتذكير، فقد أصدرت قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية قبل أشهر بيانا نفت فيه حصول أي حالات انشقاق، إذ أفادت الصفحة الرسمية للجيش المغربي أن ” بعض المنابر الإعلامية المحسوبة على جهات معادية للمغرب، نشرت خبرا كاذبا حول انشقاق مجموعة من الضباط بالجيش المغربي”.
وأضافت أن “الترويج لهاته المعلومة الزائفة، يظهر مدى يأس وتخبط أعداء المغرب بعد عجزهم على النيل منه بشتى الوسائل، مشيرة إلى أنه يبدو أن الجهات التي تقف وراء نشر هذا الخبر، الزائف والخال من الصحة، تستهدف المس بمعنويات الجنود المغاربة”.
وأعلنت 138 شخصية عسكرية ومن بينهم ضباط سامون قبل فترة انشقاقهم عن الجيش الملكي، وأعلنوا عن تشكيل أول نواة لمنظمة الضباط الأحرار التي تضم في صفوفها ضباط سامون يتمتعون بمصداقية كبيرة بمختلف الوحدات العسكرية.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب