أحدثت قوة الاستعراض العسكري التاريخي لجيشنا السليل هزات ارتدادية قوية على المملكة المغربية وداعميها، إذ أبان السليل عن جاهزية قتالية عالية وتحكم تام في مختلف منظومات الأسلحة، وأظهرت وحدات الجيش المشاركة استعدادها لخوض أي معارك أو حروب مع أكثر من جهة إن تطلب الأمر، حماية للجزائر ودفاعا عن شعبها الأبي، برا، بحرا وجوا، ترجمة لعقيدة قتالية ” دفاعية “، وفق ما أكده رئيس الجمهورية في كلمته أثناء إشرافه على افتتاح هذا الاستعراض العسكري الضخم، إذ قال أن ” سلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر، وحماية سيادتها الوطنية “.
وتركزت تعاليق المتابعين لهذا الاستعراض العسكري القوي على بعض أنواع الأسلحة المقحمة، والتي تشكل مجرد مثال عن منظومات قتالية متكاملة، كمنظومة أس 300، منظومة سكندر وغواصة الثقب الأسود وغيرها، تعكس الرفع من جاهزية قوام المعركة لجيشنا السليل، وفق ما أكده الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش اولطني الشعبي في زيارة قادته إلى الناحية العسكرية الأولى يوم 21 سبتمبر 2023، حين قال “ تشكل التحولات المتسارعة في المنطقة وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية، باعثا أساسيا لزيادة الحيطة ومضاعفة الحذر وتكثيف موجبات اليقظة، فضلا عن السعي باستمرار لإجراء التحسينات والتكييفات الصحيحة لما تم إنجازه حتى الآن، لتتوافق مع ما نصبو إلى تحقيقه هذه السنة، سواء فيما يخص التحضير القتالي للأفراد والوحدات، والرفع من جاهزية قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، أو فيما يتعلق بحماية الحدود ومحاربة شبكات تهريب المخدرات والمهلوسات والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها“.
وأضاف في كلمته التوجيهية : “وأؤكد له أننا عازمون في الجيش الوطني الشعبي على مواصلة العمل بإخلاص، تحت قيادته، من أجل تعزيز أمن واستقرار بلادنا، والرفع المستمر لجاهزية جيشنا العتيد، وترسيخ احترافيته، حتى يكون قادرا على التصدي لكافة التهديدات، وردع جميع المشاريع التخريبية المعادية.“.
وعرف الاستعراض العسكري التاريخي ظهور منظومة “إسكندر” لأول مرة وهي واحدة من أقوى أنظمة الصواريخ التكتيكية عالميا، إذ تتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة ودقة استثنائية تجعل منها الخيار الأمثل للهجمات التكتيكية.
وتتميز هذه المنظومة الصاروخية التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 6 ماخ، بقدرتها على التخفي، المناورة، والاختراق، مما يجعلها قادرة على هذه تنفيذ مهام استراتيجية نتيجة عدم اكتشافه أو اعتراضه، مما يؤهل هذه المنظومة التفوق العسكري في ساحات المعارك الحديثة.
كما شاركت منظومة الدفاع الجوي إس-300 في هذا الاستعراض، بعد أن شاركت لأول مرة في الاستعراض القوي بمناسبة الاحتال بستينية الاستقلال، وهي تعد من بين أقوى أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وقد أثبتت كفاءتها في توفير حماية جوية متعددة الطبقات ضد التهديدات الجوية المختلفة.
وتضاف هذه المنظومات إلى الجاهزية التي كشف عنها نسور الجو أثناء عمليات التزود بالوقود بإشراك طائرات النقل س_ 90 وبي . 350 وطائرات النقل التكتيكي س- 130 وطائرة اليوشين لعملية التزود بالوقود لسرب من طائرات سوخوي “سو 30″، إضافة إلى مشاركة سرب طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان من نوع “سوخوي 24 م,ك” الذي قدم عرضاً دقيقا لعملية التزود بالوقود جوا.
وعرف الاستعراض حضور دبابة “تي – 55” التي شاركت في الحرب ضد الكيان الصهيوني وتتميز بنظام حماية تفاعلي ونظام إدارة النار ذي معين المدى الليزري وجهاز الحاسب البالستي، إضافة إلى دبابة القتال الرئيسية “تي _ 72” المطورة مواكبة لمتطلبات الحروب العصرية، وظهرت خلال هذا الاستعراض العسكري دبابات القتال “تي _ 90″ وتعتبر من أحدث الدبابات المجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية والتسليحية في العالم.
وشارك أسياد البحرفي هذا الاستعراض التاريخي، على غرار غواصة الثقب الأسود، المجهزة بطوربيدات وصواريخ موجهة، والتي تتمتع بقدرات فائقة على التخفي، والهجوم في نفس الوقت، وتنفيذ عمليات فائقة الكفاءة، إضافة إلى السفينة قلعة بني عباس، وعدد من الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام وغيرها.
وبرأي المتابعين، فإن الاستعراض العسكري الضخم لجيشنا السليل في سبعينية الثورة الخالدة حمل عدة رسائل تعكس استعداد جيشنا لمواجهة أي تهديدات أو أخطار مهما كان نوعها ومصدرها، دفاعا عن الجزائر وشعبها وصونا لأمانة ملايين الشهداء، فيما شكلت الشعارات التي رددها الجزائريون وهم يتابعون استعراض جيشهم بفخر واعتزاز ” جيش شعب خاوة خاوة ” أهم هاته الرسائل، التي جددت التأكيد على الرابطة القوية بين الشعب الجزائري وجيشه، فجيشنا سليل جيش التحرير الوطني، تشكلت وحداته وقياداته من أبناء هذا الشعب أثناء الثورة ولا يزال ..
كريم يحي