حققت الجزائر انتصارا دبلوماسيا مدويا عالميا، بنجاحها أمس في إقناع مجلس الأمن الدولي بتبني قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث صوت الأعضاء الأربعة عشر لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس بمبادرة من الجزائر، فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف قد تلقى اتصالات هاتفيا صباح أمس من كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية أنتوني بلينكن، حيث ” تبادل الوزيران وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مع التركيز بصفة خاصة على المفاوضات الجارية في إطار مجلس الأمن بشأن مشروع القرار المقدم من قبل مجموعة الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس “E-10″، وذلك بهدف إقرار وقف فوري، مستدام، وغير مشروط، لإطلاق النار في قطاع غزة”، وفق ما أوضحته الوزارة.
وأكد البيان ” أنه ضمن مجموعة “E-10″، فإن مشروع القرار سالف الذكر يعد مبادرة من قبل الجزائر التي تفاوضت بشأن مضمونه مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.”، وأضاف أن الاتصال الهاتفي يندرج “في إطار تحضير التصويت على مشروع القرار هذا المزمع عقده قريبا في مجلس الأمن”.
وقد بذلت الدبلوماسية الجزائرية جهودا كبيرة لتمرير هذا القرار الهام، عقب استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض ثلاث مرات كاملة، إلا أن الجزائر واصلت عملها الدبلوماسي عبر بعثتها برئاسة المندوب الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع والذي لا تزال كلماته القوية التي تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي تتردد إلى اليوم، ردا على الفيتو الأمريكي حين قال ” أقول للجميع، سندفن شهداءنا هذا المساء بفلسطين، والجزائر ستعود غدًا باسم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ومعنا أرواح آلاف الأبرياء التي أزهقها المحتل الإسرائيلي، ستعود الجزائر لتدق أبواب مجلس الأمن وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين ولن نتوقف، فلنا نفوسًا لا تمل وعزيمة لا تكل“.
وبهذه العزيمة التي لا تكل نجحت الجزائر في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الهام، حيث صرّح السفير عمار بن جامع عقب عملية التصويت “إنّ التصويت على مشروع قرار تقدمت به الجزائر في شهر فيفري كان ضمن وعودنا”، مضيفا “منذ تقديمنا لهذا المشروع لم نكل ولم نمل لنعود مجدداً اليوم كما وعدنا سابقاً”.
وأكد السفير عمار بن جامع “بتوجيهات من رئيس الجمهورية، الجزائر سترافع مجدداً حتى تكون فلسطين في مكانها”، وتطلع لـ “التزام المحتل بهذا القرار وأن يتوقف القتل فوراً”، وأردف قائلا : “لقد استمرّ حمام الدم طويلاً وأصبح من الواجب وضع حدٍ له قل فوات الآوان”.
وذكر ممثل الجزائر “أخيراً ارتقى مجلس الأمن إلى حجم المسؤوليات التي تقع عليه، ويجب أن يسهر على تطبيق هذا القرار”، مشددا أن “اعتماد هذا القرار ما هو إلاّ بداية نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني”، وأكد السفير عمار بن جامع أنّ “المجموعة الدولية بمختلف أطيافها تشعر بآلام سكان غزة ولن تتخلى عنهم”.
ليؤكد من جديد أن الجزائر ستعود قريبا إلى مجلس الأمن مرة أخرى حتى تصبح دولة فلسطين في مكانها الطبيعي، “عضوا كاملا وسيدا بالأمم المتحدة”.
ويأتي الإنجاز التاريخي الذي حققته الدبلوماسية الجزائرية وسط عالم مضطرب وحروب كواليس كبيرة ومتعددة تعمل على إطالة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مع إصرار عديد الدول ومن بينها دول عربية على توفير التغطية للكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من المجازر.
وللتذكير، فقد ثمّن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء الأحد الماضي ” الأداء المُشرّف للبعثة الدبلوماسية الجزائرية وعلى رأسها المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع.”
أخبار دزاير : محمد. ي