أعلن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، اليوم الاثنين، عن أربعة مطالب أساسية طرحتها الجزائر لتصحيح الظلم التاريخي الذي تعاني منه إفريقيا في مجلس الأمن الأممي. جاء ذلك خلال كلمته في النقاش المفتوح رفيع المستوى لمجلس الأمن في نيويورك، الذي تناول مسألة “تصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا بسبب غياب التمثيل الفعّال لها في مجلس الأمن”.
المطالب الأربعة للجزائر
- تصحيح الظلم التاريخي: أكد مقرمان على ضرورة تصحيح الظلم التاريخي الذي تعاني منه إفريقيا، مشيرًا إلى أن القارة هي الغائب الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والأقل تمثيلاً في فئة الأعضاء غير الدائمين. لذلك، تطالب إفريقيا بحقها في الحصول على مقعدين دائمين ومقعدين غير دائمين في مجلس الأمن مع جميع الامتيازات المرتبطة بهذه المقاعد.
- إصلاح مجلس الأمن: شدد مقرمان على أهمية إجراء إصلاحات تعيد للمجلس فعاليته وقدرته على التحرك أمام التهديدات المتزايدة للسلام والأمن الدوليين. وطالب ببلورة تصور يمكّن هذه الهيئة الأممية من النأي بنفسها عن التجاذب والاستقطاب، والتركيز على دورها ومسؤولياتها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
- تمثيل الدول النامية: طالب مقرمان بإصلاح لا يقتصر فقط على تمثيل الدول النامية، خاصة إفريقيا، بل يشمل جميع المسائل المتعلقة بأساليب عمل مجلس الأمن واستعمال حق النقض (الفيتو) والتفاعل بين المجلس والهيئات الأممية. وأكد أن التمثيل دون فعالية لا يكفي، وأن الفعالية دون التمثيل المناسب لا تحقق الهدف.
- التزام الأعضاء الدائمين: دعا مقرمان الأعضاء الدائمين في المجلس إلى إظهار دعم صريح والتزام واضح بمسار الإصلاح، من خلال الاستجابة الفعلية لتطلعات إفريقيا المشروعة. كما أكد على ضرورة الالتزام بالجمعية العامة للأمم المتحدة والمفاوضات الحكومية كإطار جامع لمعالجة ملف إصلاح مجلس الأمن، ورفض أي محاولات لتقويض مصداقية هذا الإطار لصالح مبادرات أو خطط موازية.
تحديات دولية وإقليمية وأثرها على إفريقيا
وفي كلمته، أشار مقرمان إلى أن اجتماع مجلس الأمن يُعقد في سياق دولي وإقليمي مليء بالتحديات والمخاطر التي تهدد السلام والأمن الدوليين. وأوضح أن هذه التحديات تشمل تجدد حالة الاستقطاب بين القوى العالمية، وتآكل هيبة القانون الدولي، وعودة الانتقائية في تحديد الأولويات الأممية. وأضاف أن إفريقيا تعاني بشكل خاص من هذه التحديات، خاصة في منطقة الساحل الصحراوي، حيث تتفاقم التحديات الأمنية والتنموية والإنسانية.
معاناة الشعبين الصحراوي والفلسطيني
أشار مقرمان إلى المعاناة المستمرة للشعب الصحراوي الذي ينتظر اعتراف المجتمع الدولي بحقه في تقرير مصيره. كما تطرق إلى ما يعيشه الشعب الفلسطيني من مأساة جراء حرب الإبادة التي تشنها سلطة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى عجز مجلس الأمن عن ردع هذه الجرائم.
الصوت الإفريقي في مجلس الأمن
أكد مقرمان أن التطورات الحالية تفرض ضرورة تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن بصوت قوي يعبر عن الحكمة والالتزام والمسؤولية. وأشار إلى التزام الجزائر بالموقف الإفريقي المشترك وتأكيدها على ضرورة تصحيح الظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة فيما يتعلق بالتمثيل في مجلس الأمن.
التزام الجزائر بموقف إفريقيا
اختتم مقرمان بتأكيد التزام الجزائر بأن تكون صوتًا صادقًا في خدمة مصالح إفريقيا وتطلعاتها، مشددًا على أن الجزائر ستواصل جهودها للحفاظ على مصداقية مجلس الأمن وضمان فعاليته في مواجهة التهديدات المتزايدة للسلم والأمن الدوليين.
أخبار دزاير: هشام.ق