نشطت وتيرة تحركات المخابرات الفرنسية والمغربية بدعم صهيوني بمنطقة الساحل مؤخرا أمام تراجع الهيمنة الفرنسية، ومطالب الشعوب الإفريقية بوضع حد للتواجد الفرنسي بها، على غرار مالي، النيجر وبوركينافاسو، فيما يشكل استهداف الجزائر هدفا مهما في استراتيجية المغرب والكيان الصهيوني المدعومين فرنسيا من خلال توجيه عدد من قادة القوى الأزوادية وتنظيمي داعش والقاعدة، حيث تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية ضد جيوش دول الساحل منذ أشهر على الحدود الجنوبة الجزائرية منذ قرار هذه الدول بإنهاء الهيمنة الفرنسية.
وأفادت مصادر إعلامية عن اندلاع قتال عنيف مؤخرا في معسكر تابع للجيش المالي في مينكا قادته داعش، فيما يركز تنظيم داعش على مهاجمة قوات الجيش ببروكينا فاسو، كان آخرها هجومه الفاشل على قاعدة عسكرية كبيرة.
ومن جهتها، وفي إطار المخطط الفرنسي للدفاع عن وجودها في إفريقيا، أفادت وكالة فرانس برس أن الهجومات الإرهابية أوقعت أزيد من 6 آلاف شخصا ببوركينافاسو منذ مطلع عام 2023، حيث تضاعفت حدة الهجومات الإعلامية الفرنسية مؤخرا لتغليط الرأي العام عقب قرار كل من النيجر وبوركينافاسو بالانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس التي أسستها فرنسا، ليلتحقا بحليفتهما مالي، والتي انسحبت هي الأخرى منذ عام ونصف.
ومن جهة أخرى، قررت السلطات البوركينابية توقيف توزيع صحيفة “لوموند” الفرنسية في البلاد اعتبارًا من السبت 2 ديسمبر الجاري، في وقت أعلن وزراء الخارجية لكل من النيجر، مالي وبوركينافاسو مؤخرا عن تأسيس اتحاد كونفدرالي يهدف إلى توحيد السياسات.
وأمام هذه الضربات الموجعة التي تلقتها فرنسا والكيان الصهيوني والمغرب، عادت المخابرات الفرنسية إلى تنفيذ مخطط مفضوح في إطار الضغط على الدول الإفريقية وحتى الجزائر، حيث أشرفت المخابرات الفرنسية على عقد اجتماع بين بعض قادة الأزواد مع الإرهابي فرحات مهني رئيس تنظيم ” الماك ” والمعروف بأنه صناعة مخابراتية فرنسية.
ويهدف الاجتماع إلى توفير الدعم المالي والعسكري لعدد من قادة الأزواد بتنسيق بين الموساد ومخابرات المخزن لتقويض حالة الاستقرار بدول الساحل الإفريقي، بالتززامن مع توجيه منظمات إرهابية بمهاجمة القواعد العسكرية وحتى المدنيين في هذه الدول انتقاما من مواقف شعوبها برفض التواجد الفرنسي.
وفي نفس السياق، أوعزت المخابرات المغربية لعدد من الطوارق المقيمين بها والحاملين للجنسية المغربية بتقديم مراسلة يوم الفاتح ديسمبر الجاري إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة للتدخل وإنقاذ من وصفوهم بأبناء إقليم أزواد بشمال مالي والوقوف ضد الجيش المالي الذي رفض تقسيم البلاد.
وركز هؤلاء في رسالتهم التي خطتها مخابرات المخزن للتشويش على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، وهو ما أكدته الرسالة، من خلال دعوة هؤلاء ” المملكة المغربية بالتدخل لإيجاد حل سلمي للقضية الأزوادية، بما هو معروف عليها من جهود دبلوماسية دؤوبة وموصولة والتي تبذلها من أجل إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية والساحل والصحراء، وفي عامة القارة الإفريقية، على غرار ما بذلته في الأزمة الليبية”.
وأكد متابعون للشأن الإفريقي أن التحركات الفرنسية الصهيونية المغربية في منطقة الساحل تسعى للاستفادة من تركيز الرأي العام العالمي على ما يحدث من مجازر في قطاع غزة بفلسطين، لضرب استقرار الدول الإفريقية، مضيفين أن هذه المخططات مآلها الفشل بالنظر لقناعة قادة الدول الإفريقية المستهدفة والمدعومين من الشعوب أن جيشهم تقود حربا من أجل الحصول على الاستقلال التام، ووقف المد الاستعماري الفرنسي، وبالتالي استفادة شعوب هذه الدول من ثرواتها التي ظلت لسنوات طويلة تُستنزف من طرف السلطات الفرنسية فيما ظلت الشعوب الإفريقية تعاني التخلف، الأزمات المختلفة، الجوع والأمراض المميتة وغيرها .
أخبار دزاير : عبد القادر. ب
