شهدت شوارع العاصمة الفرنسية باريس اليوم تحركًا مشبوهًا لمجموعة من أفراد الجالية المالية، رُفعت خلاله أعلام المغرب وسط الحشود، في مشهد يثير تساؤلات جدية بشأن خلفيات هذا التحرك وتوقيته.
وجاءت هذه التحركات عقب نجاح قوات الدفاع الجوي للجيش الوطني الشعبي في إسقاط طائرة مسيّرة من نوع “بيرقدار أقينجي”، إثر اختراقها المجال الجوي الوطني في مهمة هجومية غير شرعية، جنوب البلاد بضواحي تيقنتورين، وهي منطقة معروفة بحساسيتها الأمنية نظرًا لنشاط بقايا الجماعات الإرهابية والمهربين.
ورصدت عدسات المشاركين في التجمع بباريس رفع علم المغرب بشكل لافت، رغم أن الحشد كان مخصصًا – وفق منظميه – للتعبير عن قضايا تتعلق بالجالية المالية. كما رفع بعض المشاركين لافتات تنتقد دور الجزائر في منطقة الساحل، ما يعزز فرضية وجود توجيه خارجي لهذا التحرك، وتحديدًا من جهاز المخابرات المغربي، في محاولة للتشويش على مسار التقارب الجزائري الفرنسي.
ويؤكد متابعون أن المخابرات المغربية تقف وراء هذه التحركات بالتنسيق مع تنظيم ” الماك” الإرهابي، في محاولة لتأليب الجالية المالية ضد الجزائر، خاصة بعد سلسلة النجاحات التي حققتها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين حدودها الجنوبية.
وتتهم الجزائر، منذ سنوات، جهاز الاستخبارات المغربي بالضلوع في تمويل وتوجيه أنشطة معادية لها، وحتى داخل دول الساحل الإفريقي، إلى جانب التورط في عمليات تجسس استهدفت مسؤولين في أوروبا عبر برنامج “بيغاسوس”.
وتكشف هذه التحركات الأخيرة عن محاولة جديدة لشراء ذمم بعض أفراد الجالية المالية لإثارة الفتنة وتشويه صورة الدولة الجزائرية ومؤسساتها، في سيناريو بات مكشوفًا للرأي العام.
وتزامن هذا التحريض مع حملة إعلامية مغربية موجهة حول حادثة الطائرة المسيّرة، في محاولة لتبرير اختراقات استخباراتية محتملة، ما يعكس حجم الانزعاج المغربي من الدور الإقليمي المتعاظم للجزائر في منطقة الساحل وإفريقيا والعالم.
عبد القادر. ب