شرع المغرب مؤخرا في توجيه آلته الإعلامية نحو الجزائر، حيث شنت بعض المواقع الإعلامية هجومات مركزة باستغلال انتشار جائحة كورونا، مع نشر أخبار كاذبة تتعلق بمختلف الإجراءات المتخذة من طرف الدولة الجزائرية لحماية مواطنيها، وتداول صور مفبركة عبر عديد الصفحات الفيسبوكية.
وجاء تحرك المخزن، موازاة مع عقد مجلس الأمن الدولي لاجتماع يوم الخميس الفارط، يتعلق بالتطورات الحاصلة في نزاع الصحراء الغربية ما بعد القرار 2494، والذي تم اتخاذه شهر أكتوبر من السنة الفارطة، ” وهوما رأت جبهة البوليساريو في نتائجه أي (الاجتماع) إخفاقا آخر ينضاف إلى سلسلة إخفاقات مجلس الأمن الدولي في إرسال إشارة واضحة فيما يتعلق بدعمه الموحد لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة وفق للقرارات السابقة للمجلس ومبادئ الأمم المتحدة لإنهاء النزاع الذي عمر طويلا”، وفق بيان صادر عن وكالة الأنباء الصحراوية.
روسيا وألمانيا تدعوان لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره
شددت روسيا من جهتها عبر بعثتها بمجلس الأمن على أن أي حل لهذا النزاع لابد أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وغردت البعثة “لا بد أن تكون الصيغة النهائية للتسوية في الصحراء الغربية مقبولة لكلا الطرفين. كما ينبغي لها أن تفي بتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي في إطار الإجراءات التي تلبي أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة””.
وفي سياق متصل، دعت ألمانيا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف جاد فيما يخص قضية الصحراء الغربية، حيث أكد نائب مندوب ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، السفير يورغن شولتز في بيانه خلال اجتماع مجلس الأمن الأخير حول بعثة الأمم المتحدة قبل يومين أن بلاده وإذ تجدد دعمها الثابت للجهود المبذولة في قضية الصحراء الغربية، تطالب وبإلحاح من الأمم المتحدة تعيين مبعوث جديد في أقرب وقت ممكن. مضيفا أن حكومته تواصل دعمها الكامل للعملية السياسية فيما يخص النزاع في الصحراء الغربية ولبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الإقليم وكذلك لشعب الصحراء الغربية.
تجمع المدافعين الصحراويين يفضح الانتهاكات المغربية ضد الصحراويين العزل
فضح تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في تقريره للعام 2019 الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها سلطات الاحتلال المغربية في حق الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، إذ ” شكلت جريمة الاختطاف والاعتقال السياسي والتعذيب الجسدي والنفسي ، والمحاكمات الجائرة ومنع المراقبين الدوليين من زيارة الإقليم ، وقمع المدنيين الصحراويين الذي امتد للمدافعين عن حقوق الإنسان والمدونين والإعلاميين والمعطلين والنقابيين والطلبة والمعاقين والمعتقلين السياسيين المتواجدين بالسجون المغربية ، ملامح عامة وأساسية لوضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية خلال سنة 2019 ، بالرغم من الإدانة الشديدة للحركة الحقوقية والديمقراطية الدولية بكل اتجاهاتها لهذه الممارسات المنافية لحقوق الإنسان الدولية ” .
وكشف التقرير عن تسجيل ” قمع أكثر من 170 مظاهرة سلمية خلفت أكثر من 700 ضحية صحراوية ومن كل الأعمار والفئات الاجتماعية، بما فيها الفئات الهشة كالمسنين والنساء والأطفال والمعاقين ، واستمرار حملات الاعتقال السياسي مع صعوبة تحديد بشكل نهائي عدد المدنيين الذين طالهم الاعتقال ، نظرا لعملية المد والجزر التي تعرفه عملية الاعتقال السياسي على طول السنة ، بحيث يتم اعتقال حالات لمدة وجيزة ثم يتم إخلاء سبيلها تحت ضغط ظروف سياسية معينة أو المنظمات الحقوقية و الصحافة الدولية”.
أما بخصوص المحاكمات التي استهدفت مجموعة من النشطاء و المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و الطلبة الصحراويين ، فأشار التقرير إلى أنها ” تميزت بغياب معايير و شروط المحاكمة و العادلة و بمنع المراقبين الأجانب و العائلات و المدافعين عن حقوق الإنسان من الحضور إليها (حالات المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان المعتقلة السياسية محفوظة بمبا لفقير و السجين السياسي الصحراوي علي السعدوني و المدونة و الإعلامية الصحراوية نزهة خطاري الخالدي ) ، كما تميزت بإصدار أحكام جائرة و قاسية بلغت في مجملها 71 سنة و 4 أشهر موزعة على 25 متابعا رهن الاعتقال و في حالة سراح مؤقت لدى القضاء المغربي ، كان أقساها الحكم الصادر في حق الطالب و السجين السياسي الصحراوي ” الحسين البشير إبراهيم أمعضور ” ، و البالغ 12 سنة سجنا نافذا “.
المخزن من إغراء الجزائر إلى مهاجمتها خوفا من عودتها الدبلوماسية
تحرك الآلة الإعلامية للمخزن من جديد هذه الأيام، وهي التي كانت تأمل أن تغير الجزائر من موقفها تجاه قضية الصحراء الغربية، باعتبارها ” مسألة تصفية استعمار “، وعن حق الشعب الصحراوي الثابت في تنظيم استفتاء حر ونزيه وفقا للمواثيق والقوانين الدولية، إذ فشلت الإغراءات المغربية العديدة في استمالة الجزائر عن موقفها التاريخي من القضايا الاستعمارية الأمر الذي جعلت من دكاكينها تتحرك فيسبوكيا وإعلاميا عبر حرب قذرة، باستغلال انتشار جائحة كورونا، والحديث عن ضعف المنظومة الصحية في الجزائر، في وقت أحصت فيه المغرب 1617 حالة، ووفاة 113 شخصا، فيما تم وقف عادة تقبيل يد الملك محمد السادس وأفراد عائلته خوفا من إصابته بهذا الفيروس.
ووفق المعلومات، فقد جنّد المخزن هذه الأيام أرمادة من المواقع الإعلامية لتشويه صورة الجزائر عالميا، مع تحرك أجهزته فيسبوكيا لنشر الإشاعات والأكاذيب بهدف تهييج الرأي العام الجزائري ضد أي إجراءات تتخذ تفاديا للعب الجزائر لدور نوعي في الساحة الإفريقية، الإقليمية والدولية، خاصة وأن الجزائر قد نجحت في العودة من جديد إلى المشهد الدبلوماسي العالمي منذ وأصبحت قبلة لعديد الدول منذ أشهر.
من جهة أخرى، لم يستبعد بعض المتتبعين أن تكون هذه الهجمة ” المخزنية ” بالتنسيق مع فرنسا، وهي التي أعلنت الحرب على الجزائر منذ فترة، نتيجة تقاربها مع كل من الصين وروسيا، معتبرة ذلك ضربا لمصالحها الاقتصادية.
مواقع إعلامية وصفحات فيسبوكية مغربية تفبرك أخبارا وصورا كاذبة لتأجيج الرأي العام
أكد بعض المتتبعين للشبكة العنبكوتية أنهم لا يستبعدون تورط ” المخزن ” في إنشاء كثير من الصفحات الفيسبوكية والحسابات بأسماء جزائرية والهدف منها نشر الإشاعات ونشر البلبلة في الجزائر.
وأشار عدد من المتتبعين إلى نشر بعض الصفحات لصور من دول أخرى على أنها في الجزائر، بهدف تهييج الرأي العام، حيث تتقاطع هذه الوقائع مع تصريحات أدلى بها مؤخرا الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ” محند أوسعيد بلعيد ” والذي أكد أنه ليس بالضرورة كل ما يُنشر في الفيس بوك كُتب في الجزائر ومن طرف جزائريين، معترفا أن هناك أجهزة ومختبرات ومصادر خارجية تعمل على صناعة هذه المحتويات وتقدم معلومات مغلوطة بهدف تصفية حساباتها مع الجزائر.
وأشار الناطق باسم رئاسة الجمهورية أنه وحسب بعض الدراسات، فإن هناك 70 % من المنشورات الفيسبوكية في الجزائر هي غير جزائرية، وقال أنه لا يتوقع الخير من الأجنبي.
كما شدد ” محند أوسعيد بلعيد ” أنه على الجزائريين أن يدركوا أن الجزائر مستهدفة، وهناك من يستغل أزمة جائحة كورونا لاستهداف الجزائر، وتابع أن هؤلاء سيواصلون هجماتهم حتى بعد نهاية هذه الأزمة، مضيفا أن الجزائر في حالة حرب حقيقية لكن العدو غير مرئي.
وتسعى بعض الدول لاستغلال انتشار جائحة كورونا لتصفية حساباتها مع دول أخرى، بالاعتماد على الشبكة الافتراضية عبر بث الإشاعات والصور المفبركة بما يخدم مصالحها في إطار الحروب الجديدة التي ترتكز على الإعلام والأنترنيت، إذ يزيد الحجر الصحي من ميول المواطنين إلى تصفح الأنترنيت، وهو ما يجعل من عقولهم لدى الدول العدوة ميادين لمعارك تستهدف إفقاد الفرد لثقته بدولته ومنه تحويله إلى أداة هدم فيها، وفق منظور حروب الجيل الرابع والخامس التي غزت العالم.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب