تعيش المملكة المغربية في الفترة الأخيرة أزمة حادة في توفير غاز البوتان، ما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، إذ تسببت هذه الأزمة الحادة في حالة من التوتر الاجتماعي والاقتصادي في مختلف أنحاء البلاد، وانجر عنها اندلاع احتجاجات واسعة للمواطنين وأعمال شغب بعدة مدن، في ظل تحديات اقتصادية متعددة.
و تزايدت الاحتجاجات في مختلف المدن المغربية نتيجة أزمة غاز البوتان، حيث خرج العديد من المواطنين في مظاهرات تطالب السلطات بتوفير هذه المادة الحيوية التي تعد ضرورية للطهي والتدفئة في المنازل.
ونظم المواطنون احتجاجات كبيرة أمام محطات توزيع الغاز في عدة مدن مغربية من بينها الدار البيضاء مراكش، فاس، طنجة، وأكادير، حيث طالب المحتجون بتقديم تفسيرات حول أسباب النقص الحاد في إمدادات البوتان وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة التي تزايدت حدتها مع فصل الشتاء.
وأبدى المواطنون استياءهم من الارتفاع الكبير في الأسعار، خاصة في بعض المناطق التي شهدت نقصًا في الكميات المتوافرة من الغاز. ورغم محاولات السلطات تهدئة الوضع من خلال فرض إجراءات رقابية على أسعار الغاز في بعض الأسواق، إلا أن الاحتجاجات استمرت في العديد من المناطق وتطورت إلى أعمال شغب، حيث أغلقت بعض الطرق الرئيسية وأضرم المحتجون النيران في الإطارات، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن لقمع هذه المظاهرات، مثلما وقع بالدار البيضاء، فاس، وطنجة.
وعبر المواطنون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى ضعف القدرة على تخزين كميات كافية من البوتان خلال فترات الطلب العالي.
ولم تقتصر هذه الاحتجاجات على المدن الكبرى فقط، بل امتدت أيضًا إلى العديد من المناطق الريفية التي تعتمد بشكل رئيسي على البوتان للتدفئة والطهي، حيث انتفض المواطنون في كل هذه المدن تعبيرا عن استيائهم من سياسات حكومة المخزن، مطالبين بالإسراع في إيجاد حلول جذرية للأزمة التي أثرت في حياتهم اليومية.
ومن غير المستبعد أن يلجأ الإعلام المغربي مدعوما بالذباب الإلكتروني إلى تصدير أزمة غاز البوتان إلى الجزائر باعتماد الفوتوشوب كالعادة، وفبركة صور وفيديوهات خاصة بالولايات الجنوبية، في إطار تصدير أزمات المخزن الداخلية التي أثر كثيرا على المواطنين المغاربة، ومن بينها النقص الحاد في قارورات غاز البوتان في مختلف مناطق المملكة، أمام فشل الحكومة في إيجاد أي حل، نتيجة تركز اهتمامها على إنتاج وتصدير ” الحشيش” بشتى الطرق والوسائل.
عبد القادر. ب