أبرمت السفارة المغربية في مدريد عقدا مع شركة الاستشارات السياسية “Acento Public Affairs” بقيمة سنوية تتراوح بين 500 ألف و600 ألف يورو، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور المملكة داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام إسبانية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل سياق دبلوماسي حساس، بعد قرارات محكمة العدل الأوروبية التي ألغت الاتفاقيات الفلاحية والبحرية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بسبب ما اعتبرته غياب موافقة واضحة من طرف الشعب الصحراوي.
وأثار التعاقد مع الشركة الإسبانية موجة انتقادات في الأوساط الفلاحية الإسبانية، حيث عبّرت العديد من الجمعيات المهنية عن مخاوفها من أن يسهم هذا التعاقد في تعزيز المنافسة من طرف المنتجات المغربية، مما قد ينعكس سلبا على الفلاحين الإسبان.
وحسب المتتبعين، فإن هذا العقد يعد جزءًا من استراتيجية مغربية أوسع لتعزيز حضورها داخل أروقة القرار الأوروبي، في ظل تصاعد الجدل حول قانونية الاتفاقيات التجارية القائمة، ومساعي الرباط لتأمين تموقعها الجيوسياسي والاقتصادي في أوروبا.
ويُرتقب أن يشكل هذا التعاقد نقطة ارتكاز في تحركات المغرب القادمة ببروكسل، وسط تصاعد الأصوات المعارضة للاتفاقيات التجارية التي تشمل الأقاليم الصحراوية.
وفي سياق متصل، تتهم تقارير عديدة النظام المغربي بـ”استغلال عائدات تجارة المخدرات في إبرام صفقات مشبوهة تهدف إلى شراء ذمم مسؤولين أوروبيين وأفارقة”، وذلك في إطار حملة ممنهجة للترويج لما يُسمى بالإنجازات الاقتصادية للمملكة.
وتأتي هذه التحركات الدعائية في وقت يعاني فيه الشعب المغربي من أوضاع اجتماعية واقتصادية متردية، وسط ارتفاع نسب الفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، ما يثير تساؤلات حول أولويات النظام في توزيع الموارد والثروات.
وتُعد شركة “Acento Public Affairs” من أبرز شركات الضغط في إسبانيا، أسسها الوزير الاشتراكي السابق خوسيه بلانكو، وتضم في صفوفها مسؤولين سابقين من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) والحزب الشعبي (PP)، وتعتبر هذه الشركة شركة استشارية متخصصة في مجال الشؤون العامة والعلاقات المؤسسية. تأسست عام 2019 ويقع مقرها الرئيسي في مدريد، مع فروع في برشلونة وبروكسل .
وتقدم شركة ” Acento ” خدمات استشارية استراتيجية للقطاعين العام والخاص، بما في ذلك الشركات الإسبانية والأوروبية والدولية، وكذلك الحكومات والوكالات والمنظمات، كما تتخصص الشركة في مجالات مثل الدبلوماسية المؤسسية والعلاقات المؤسسية .
وتضم الشركة فريقا من أكثر من 40 خبيرا في الشؤون العامة، وتعمل على مساعدة عملائها في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال استراتيجيات فعالة.
ومن بين الشخصيات البارزة في الشركة، الدبلوماسية ماريا ليدو، التي انضمت مؤخرا لرئاسة قسم الشؤون الأوروبية .
وتُعد Acento واحدة من أبرز شركات الضغط في إسبانيا، حيث تصدرت المشهد في عام 2022 كأكبر شركة ضغط في البلاد .
عبد القادر. ب
