تداركت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الورطة التي تسبّبت فيها مراسلتها من دمشق، سعاد المخنث، ذات الأصول المغربية، حين اتهمت جبهة البوليساريو بإرسال عناصرها إلى سوريا للتدرّب على يد الحرس الثوري الإيراني، من دون أن تستمع إلى ردّ مسؤولي الجبهة، خلافًا لما تفرضه المعايير الصحفية المتعارف عليها دوليًا.
وكتبت سعاد المخنث، بمساعدة لوفداي موريس، تقريرًا صحفيًا بتاريخ 12 أفريل الجاري، بعنوان: “سوريا تسعى إلى قطع آخر الشبكات المرتبطة بإيران لتهريب الأسلحة والأموال”.
وقد سارعت رئاسة تحرير واشنطن بوست إلى تدارك الوضع، حيث أدرجت تصحيحًا أكدت فيه أنه “تم تحديث هذا المقال ليشمل تعليقًا من جبهة البوليساريو، والتي لم تتواصل معها صحيفة واشنطن بوست قبل النشر”.
وأوردت الصحيفة في المقال: “وتنفي جبهة البوليساريو أي صلة لها بإيران، قائلة إن الإيحاء بأن مقاتلي البوليساريو سيتخلون عن نضالهم المستمر منذ عقود ضد الاحتلال المغربي لصالح صراعات بعيدة لا مصلحة لهم فيها، ليس فقط أمرًا غير قابل للتصديق—بل إنه إهانة لكرامة وتصميم شعب يقاتل من أجل حريته”.
وبذلك توجه جبهة البوليساريو صفعة قوية لسعاد المخنث، التي استغلّت عملها بإحدى أكبر الصحف الأمريكية وأكثرها تأثيرًا للترويج للدعايات المغربية، وهي التي طالما عبّرت عن اعتزازها ببلدها الأصلي، حيث أكدت خلال حصولها على الجائزة الأدبية “لودفيغ مورنيه” عام 2018 في ألمانيا، أنها تعتز كثيرًا بانتمائها إلى بلدها المغرب، وكشفت عن تأثّرها الكبير به.
وسعاد المخنث صحفية ألمانية من أم تركية وأب مغربي، من مواليد 1978، حصلت خلال مسيرتها على عدة جوائز، واشتهرت بتغطيتها لقضايا الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، كما أنجزت عدة تحقيقات في العراق وأفغانستان وسوريا.

وزارة الدفاع الصحراوية: “الجيش الصحراوي يمتلك القدرات والخبرات اللازمة لتدريب منتسبيه“
فنّدت وزارة الدفاع للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، يوم 15 أفريل الجاري، التقارير التي نشرتها جريدة واشنطن بوست الأمريكية، والتي ادّعت وجود أسرى صحراويين لدى سوريا وتدريبات أجرتها إيران لمقاتلين صحراويين.
وأكد البيان أن هذه التقارير “لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى أي دليل يثبت صحة ما ورد فيها”.
وأوضح البيان أن الصحيفة والمراسل المعني من سوريا قد فشلا في تقديم أي إثبات أو مستند يدعم هذه المزاعم، التي اعتبرتها الوزارة “محاولة لتشويه سمعة كفاح الشعب الصحراوي”.
وشددت الوزارة على أن “الجيش الشعبي الصحراوي يمتلك القدرات والخبرات اللازمة لتدريب منتسبيه، دون الحاجة إلى الاستعانة بأي طرف خارجي”.
ونوّهت وزارة الدفاع الصحراوية إلى أن “الشعب الصحراوي، بجنوده ومقاتليه، مستمر في تصعيد حرب التحرير بهدف طرد الاحتلال واستكمال السيادة الوطنية، متمسكًا بحقوقه المشروعة في الاستقلال”.
وأكد البيان أن “الحرب ضد الاحتلال ليست مجرد خيار عسكري، بل هي معركة جماهيرية تؤمن بها كافة فئات الشعب الصحراوي، الذي سيواصل مقاومته مهما كانت التحديات”.
عبد القادر. ب