شكّل إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم أمس على مراسم التدشين الرسمي لجامع الجزائر بكل مرافقه بالمحمدية الحدث الأبرز، باعتبارها صرحا حضاريا ودينيا وعلميا ضخما، إذ يعد الأكبر في إفريقيا والثالث عالميا بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون أمس أهمية دور جامع الجزائر في ترسيخ قيم الوسطية والعتدال ونبذ التطرف والغلو والفكر المتطرف، كما شدد خلال معاينته لمكتبة جامع الجزائر على ضرورة أن تعتمد المكتبة على ضوابط مدروسة للموافقة على عرض الكتب، كي لا تحتوي ” على “انزلاقات وأفكار خارجة عن ديننا الحنيف وتقاليدنا ووسطية أجدادنا ومشايخنا”.
ودعا رئيس الجمهورية إلى إثراء المكتبة بكتب مرجعية في مختلف التخصصات العلمية، وتطرق أيضا إلى أهمية التكوين في الصيرفة الإسلامية والاقتصاد والقانون، مع التأكيد على أهمية التواصل والتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة من أجل تنظيم ملتقيات وندوات فكرية بالمركز الثقافي بجامع الجزائر.
جامع الجزائر ثالث أكبر مسجد في العالم :
المنارة:
منارة جامع الجزائر أو المئذنة هي أبرز ما يُميّز المكان، صُمِّمَتْ بأصالة المآذن المغاربية على الطراز الأندلسيّ، وبهندسة معمارية حديثة.
هي أطول مئذنة في العالم، بارتفاع مائتين وخمسة وستين (265) مترًا، يُرفع منها الأذان، وتؤدي عدَّة وظائف عبر طوابقها الـثلاثة والأربعين (43).
انتقلت مئذنة جامع الجزائر من مجرد مكان عال يُرفع منه أذان الصلاة، إلى منارة شاهقة بوظيفة علمية وسياحية مبتكرة، إذ تضم متحفًا للحضارة الإسلامية في الجزائر ومركزًا للبحث في العلوم الدّينية وحوار الحضارات.
المركز الثّقافيّ:
هو مبنى عام به غرف اجتماعات متعدّدة الوظائف، وقاعة مؤتمرات مركزية تتسع لحوالي (1500) شخص، وقاعة معارض واستوديوهات، ومنطقة إدارة داخلية.
في الطّابق الأرضي، يوجد مدخلان كبيران يسمحان للزّوار بالوصول إلى المبنى من الحديقة أو الجادة، ثم يتم إرشاد الزّائر في امتداد بهو المدخل إلى المداخل الرئيسية للقاعة الكبرى في الطّابق الأول.
تُشكّل قاعة المؤتمرات الدولية قلب المركز الثّقافي، بها أربعة أكشاك للمترجمين الفوريين في الجزء السّفلي من الغرفة، واثنتين في الجزء العلوي يمكن استخدامهما كغرفتي اجتماعات، إلى جانب توفّر المركز على تكنولوجيا رقمية متطوّرة.
كما يتوفر المركز على الإضاءة المباشرة وغير المباشرة من السّقف، ومن خلف الكسوة الخشبية الأفقية للجدران، بالإضافة إلى الإضاءة الفردية المتوفّرة لكل مكان، تخلق أجواء ضوئية متباينة تتكيف مع كل استخدام لهذه القاعة.
مكتبة جامع الجزائر:
هي مكتبة بحثية، وتُعَدُّ تحفة معمارية، تتسع لـ: 1800 مكان للقراءة، صُمّمت لتضم (1.000.000) مليون كتاب، في مختلف العلوم والفنون والتخصصات: العلوم الاسلامية والانسانية والتجريبية.
تتكون من ثلاثة طوابق، بها قاعة رئيسيّة للعمل، وقاعات ثانوية، وأخرى متخصّصة، وأجنحة إدارية، وتجهيزات تكنولوجية حديثة.
أما المكتبة الرّقمية فتضم قسم الوسائط السمعيّة والبصريّة، والمكتبة الصوتيّة، ومكتبة الأفلام، إضافة إلى قسم المخطوطات التاريخيّة.
دار القرآن :
هي المدرسة الوطنيّة العليا للعلوم الإسلاميّة، تستقبل طلبة الدكتوراه، صُمِّمت لاستقبال 300 طالب وطالبة، يدرسون وفق نظام داخلي.
تضُمُّ إقامتها السكنية 300 غرفة فردية للطلبة، و15 جناحا للأساتذة.
أما المبنى البيداغوجي فبه بَهْوٌ كبير، ومدرج يتسع لـ 304 مقاعد، ومطعم، ونادٍ.
المِحراب :
هو أهم عناصر قاعة الصّلاة وقبلتها، يُحاكي تصميمه محراب الجامع الكبير بتلمسان.
ارتفاعه 17.4 مترا، وعرضه 16.9 مترا. ينقسم إلى جزأين رئيسيين هما: الواجهة والكُوَّة.
زُيّن بزخارف الخط الكوفي والنباتات في جزئه الرّخامي، أما المساحة الكبرى فمن المرمر العسلي المضيء، ونُقشت عليه أسماء الله الحسنى. كما تُميِّزه 5 شمسيات، وتقاسيم هندسية، وعقد في جزئه السفلي.
المنبر :
هو من أضخم المنابر في العالم حجما وشكلا. استُلهم تصميمه من منبر الجامع الكبير بالجزائر العاصمة، ومنبر صلاح الدين الأيوبي بالمسجد الأقصى المبارك.
صُنع من خشب البلوط الإفريقي الرّفيع، وزُيِّن بالصدف الطبيعي. ونُحِت بزخارف هندسية بها نجمة ثمانية، تعلوه قُبَيبَة مزخرفة. كُتب على جنبيه بخط الثلث الأندلسي، عبارات “الملك لله” “العزة لله” “القدرة لله”، كما له خاصية الإخفاء في الطّابق السّفلي.
المصدر: مديرية الإعلام بجامع الجزائر