كثّفت جمهورية الريف مؤخرا من أنشطتها أوروبيا وإفريقيا، حيث توجت هذه التحركات القوية بعقد أول لقاء لها خارج أوروبا بالجزائر العاصمة هذا اليوم، لتختار عنوان ” جمهورية الريف وحق استعادة الاستقلال”.
وقد حقق اللقاء نجاحا كبيرا من خلال مشاركة الوزير المنتدب في حكومة جنوب إفريقيا ورئيس حزب الجماعة وعديد الأحزاب السياسية المساندة لقضية الريف من دولة الموزمبيق وممثلين من جمهورية الصحراء الغربية وأحزاب سياسية من الجزائر ونواب برلمانيين ونشطاء وغيرهم.
وقال القيادي في الحزب الوطني الريفي يوبا الغديوي في كلمة له بالمناسبة أن “جمهورية الريف لم تكن يوما جزءا من المغرب ولم يكن المغرب يوما في صف الريفيين الذين يدافعون عن أرضهم”.
وشدد بالمناسبة على أهمية “تبني موقف يعتبر أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجمهورية الريف آخر مستعمرتين في إفريقيا وأنهما جرحان في جسد القارة، لا يلتئمان إلا باستقلالهما”.
وجدد القيادي في الحزب الوطني الريفي تأكيده أن جمهورية الريف تعد “أول جمهورية مستقلة في شمال إفريقيا سنة 1921 وإلى غاية ، كانت كيانا يتمتع بالاستقلال والسيادة ولم تكن يوما خاضعة لنظام المخزن الذي تحالف مع القوى الاستعمارية على حساب الشعب الريفي”.
وأضاف في كلمته أن “جمهورية الريف تحوز كل الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية التي يقوم عليها مطلب الريفيين لاستعادة ما سلب منهم”.
وللتذكير، فقد تأسست جمهورية الريف عام 1921 بعد انتصار المقاومة الريفية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي في معركة ” أنوال” الشهرية، والتي هزم فيها الريفيون من القوات الإسبانية ولقنوها درسا في مقاومة الغزو والاحتلال.
وامتدت جمهورية الريف بشمال إفريقيا عبر منطقة معروفة جبالها المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ومن اشهر مدنها الحسيمة والناظور.
واعتمدت جمهورية الريف عند تأسيسها نظاما جمهوريا، يعتمد أساسا على مجلس استشاري محلي لإدارة شؤونها المختلفة، إذ كان محمد عبد الكريم الخطابي رئيسا وقائدا للمقاومة في نفس الوقت.
وقد تعرضت جمهورية الريف إلى حملة عسكرية واسعة من طرف قوات الاحتلال الإسباني والفرنسي، استخدمت فيها أسلحة متطورة بما في ذلك الكيميائية، وتعرض شعب جمهورية الريف إلى إبادة جماعية، بتواطؤ من المخزن، الذي واصل اعتماد نفس أساليب المستعمر في تعامله مع المناطق المحسوبة على الجمهورية.
وعادت اليوم جمهورية الريف من جديد إلى المطالبة بحقها في الاستقلال من خلال ثورات لا تتوقف، وعمل دبلوماسي مكثف للحزب الوطني الريفي في أوروبا وإفريقيا ومختلف بلدان العالم، للتأكيد على حق الشعب الريفي في تقرير مصيره ونيل الاستقلال.
محمد. ي