في موقف مباشر، نشر جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، مقالًا رأيًا في صحيفة واشنطن تايمز يوم 28 ماي 2025، دعا فيه الإدارة الأمريكية إلى العودة إلى جذور موقفها من قضية الصحراء الغربية ودعم إجراء استفتاء يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، طبقًا لاتفاقية التسوية المعتمدة عام 1991.
موقف واضح ضد المغالطات المغربية
أكد جون بولتون أن “جبهة البوليساريو ليست حركة إرهابية”، مفندًا حملات التشويه التي تقودها بعض الأطراف بهدف ربط الجبهة بإيران أو الجماعات المسلحة، معتبرا ذلك “ادعاءات لا أساس لها من الصحة” و”ذريعة لصرف النظر عن مسؤولية المغرب في عرقلة مسار الاستفتاء منذ أكثر من ثلاثة عقود”.
وأوضح جون بولتون أن هذه الدعاية الجديدة هدفها “تحريف النقاش وتبرير دعم غير مشروط للموقف المغربي”، رغم أن الصحراويين – حسب تعبيره – “من بين أكثر الشعوب اعتدالًا في توجهاتهم الدينية، ولم ينجرفوا قط إلى التطرف”.
دعوة لتطبيق مخطط التسوية
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة إلى أن الحل الوحيد والمنطقي يكمن في “العودة إلى قرار مجلس الأمن 690 لسنة 1991″، الذي أنشأ بعثة المينورسو لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وذكّر بأن الاتفاقية الموقعة بين المغرب وجبهة البوليساريو سنة 1988 تحت إشراف الأمم المتحدة نصّت بوضوح على هذا المسار.
وأضاف: “كان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر قريبًا من تحقيق انفراج حقيقي بعد اتفاق هيوستن سنة 1997، غير أن المغرب انسحب مجددًا ورفض أي صيغة تتضمن خيار الاستقلال”.
تحذير من تمدد النفوذ الصيني والروسي
في سياق متصل، حذّر جون بولتون من تداعيات الغياب الأمريكي عن شمال إفريقيا، خصوصًا مع تزايد النفوذ الروسي والصيني في القارة. واعتبر أن التهاون في قضية الصحراء الغربية “يفتح الباب أمام قوى أخرى لملء الفراغ”، داعيًا إلى “انخراط أمريكي جاد وفعّال يعيد التوازن ويمنح الصحراويين حقهم القانوني”.
الجزائر تتحرك بثبات
وتطرّق مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة إلى ما اعتبره “تغيرًا ملحوظًا” في موقع الجزائر الجيوسياسي، مستشهدًا باتفاقيات التعاون العسكري الأخيرة مع واشنطن، وقال: “الجزائر باتت اليوم شريكًا مهمًا يمكن البناء عليه في مقاربة أكثر واقعية للمنطقة”.
دعوة للكونغرس لزيارة مخيمات اللاجئين
وفي ختام مقاله، دعا جون بولتون أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف بأنفسهم، كما فعل عدد من النواب سابقًا، للوقوف على “واقع شعب صامد يطالب فقط بحق قانوني”.
يُذكر أن موقف جون بولتون يعكس موقفًا غير تقليدي داخل المؤسسة الأمريكية، ويعيد تسليط الضوء على مسؤولية المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل ونهائي لقضية تصفها الأمم المتحدة بـ”آخر مستعمرة في إفريقيا”.
عبد القادر. ب