وجّهت الجزائر صفعة مدوية لدبلوماسية ” الحشيش” المغربية بفوزها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، خلال الانتخابات التي جرت ضمن أشغال القمة السنوية للمنظمة القارية في أديس أبابا بأثيوبيا، حيث حصدت مرشحتها سلمة مليكة حدادي تأييدًا واسعًا، متفوقة بفارق كبير على المرشحة المغربية لطيفة أخرباش، ما شكل نكسة جديدة لمحاولات المغرب التغلغل داخل هياكل الاتحاد الأفريقي من خلال المراهنة على شراء الذمم والابتزاز.
ويؤكد هذا الانتصار مجددًا مكانة الجزائر الدبلوماسية ودورها البارز في القارة، حيث جاء هذا الفوز بعد حملة دبلوماسية نشطة قادها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الذي أشرف خلال شهر ديسمبر الفارط في أديس أبابا، على الإطلاق الرسمي لحملة ترشيح السفيرة سلمة مليكة حدادي.
وشهدت الفعالية، التي نظمتها سفارة الجزائر، حضورًا واسعًا لممثلي السلك الدبلوماسي ومسؤولي المنظمة القارية، حيث أكد أحمد عطاف أن هذا الترشح يعكس العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتعزيز دور الجزائر في دعم العمل الأفريقي المشترك، تحقيقًا لأهداف السلم والاستقرار والتنمية في القارة.
ويشكل هذا الفوز خطوة إضافية نحو تعزيز تأثير الجزائر داخل الاتحاد الأفريقي، حيث تقترب أيضًا من حسم مقعدها في مجلس السلم والأمن عن منطقة شمال إفريقيا، في الانتخابات المؤجلة إلى الشهر المقبل.
ونجحت الجزائر، الأربعاء، في جمع “30 صوتًا من أصل 33 صوتًا مطلوبة”، متفوقة على المغرب بفارق كبير في جميع الجولات الانتخابية، ما كشف عن الدعم القوي الذي تحظى به على مستوى القارة.
وتميّزت العملية الانتخابية بمنافسة قوية، حيث استمرت على “سبع جولات متتالية تفوقت فيها الجزائر جميعًا”، متجاوزة المغرب وليبيا في السباق نحو العهدة الممتدة من 2025 إلى 2027. وبلغ الفارق بين الجزائر والمغرب في الجولة السادسة “30 صوتًا مقابل 17 فقط”، ما أدى إلى إقصائه رسميًا، بعد أن أثبت عدم قدرته على منافسة الجزائر دبلوماسيًا.
وتواصل الجزائر، من خلال سياستها الدبلوماسية النشطة بقيادة وتوجيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون العمل على تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية، وهو ما انعكس في دعم الدول الأعضاء لموقفها، في مقابل محاولات المغرب المستمرة للتغطية على إخفاقاته المتتالية، وغياب الملك المريض محمد السادس الدائم عن حضور قمم الاتحاد الإفريقي، وهو ما يثير أكثر من تساؤل.
ومع هذه النجاحات، تستعد الجزائر لتفعيل دورها أكثر داخل الاتحاد الأفريقي، من خلال نائب رئيس المفوضية المنتخب، الذي سيساهم في تنفيذ قرارات القمة وتعزيز البرامج والمشاريع القارية. في المقابل، تستمر دبلوماسية ” الحشيش” المغربية في تلقي الضربات، بعدما أثبتت محدوديتها وضعف نفوذها داخل المنظمة القارية، مقابل تركيزها على انتصارات وهمية عبر الترويج للإشاعات والأكاذيب بمواقعها الإلكترونية ومن بينها ” هسبريس”.
عبد القادر. ب