أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية بتعليق الإعانات المالية الأمريكية المقدمة لعدد من الدول ومن بينها المغرب جدلاً واسعًا، سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين أو على مستوى الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذا القرار، حيث شكل صفعة في وجه الملك محمد السادس، عقب استثناء كل من مصر والكيان الصهيوني فقط من هذا القرار.
و أفادت وكالة “رويترز” بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تلقت أمرا بوقف تمويل المشاريع في أوكرانيا، فيما كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو أعطى توجيهات بتعليق تمويل كافة البرامج للمساعدات تقريبا لمدة 90 يوما، بما في ذلك أوكرانيا و المغرب.
وشمل القرار وقف مجموعة من المساعدات المالية التي كانت تقدم في إطار التعاون الثنائي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، خاصة في مجالات البنية التحتية، الزراعة، التعليم، والطاقة المتجددة، حيث برر البيت الأبيض حينها هذا القرار ضمن خطة الإدارة الأمريكية لتقليص الإنفاق الخارجي وإعادة توجيه الموارد نحو الداخل الأمريكي.
وبرأي المتتبعين، فإن وقف الإعانات سيؤدي إلى تأثير مباشر على عدة مشاريع تنموية في المغرب، خصوصا وأن جزءا كبيرا من هذه الأموال يوجه لدعم برامج مكافحة الفقر والتنمية الريفية. كما أثرت هذه الخطوة على مشاريع متعلقة بالطاقة المتجددة.
وحسب هؤلاء المتتبعين، فإن الشركات الأمريكية والمغربية ستعمل على إعادة تقييم استثماراتها المشتركة عقب القرار الأمريكي الجديد، والذي سيزيد من حدة الفقر، موازاة مع توسع رقعة الاحتجاجات التي انطلقت منذ عدة أسابيع بعدة مناطق من المملكة المغربية، تعبيرًا عن الغضب المتزايد تجاه تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وتزامنت هذه الاحتجاجات مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما دفع المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير فرص عمل، حيث رفع المحتجون شعارات طالبوا فيها بتوفير العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، كما أعربوا عن استيائهم من تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء. مطالبين بتحسين خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية، التي يعاني الكثيرون من ترديها في المناطق النائية.
وبدأت الاحتجاجات في بعض المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء وفاس، قبل أن تمتد إلى مناطق الريف والجنوب المغربي، حيث تعاني هذه المناطق من الفقر المدقع و نقص حاد في الخدمات وفرص العمل والرعاية الصحية، إذ شهدت المناطق الريفية احتجاجات قوية، إذ يعد السكان فيها الأكثر تضررًا من التهميش الاقتصادي والاجتماعي.
وأرجع المراقبون اتساع رقعة الاحتجاجات إلى تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى الزيادات الأخيرة في أسعار المواد الأساسية، وارتفاع أسعار الوقود عالميًا، ليضيف القرار الأمريكي الأخير بتعليق الإعانات مدة 90 يوما أزمة أخرى إلى الأزمات التي تعرفها مملكة ” الحشيش”، وهو مؤشر قوي ـ حسب المراقبين ـ على احتمال انفجار الأوضاع في أي لحظة، خصوصا مع الصراعات الدامية التي يعرفها المخزن لتولي خلافة الملك محمد السادس الذي تدهورت حالته الصحية كثيرا مؤخرا واضطر إلى الإقامة الدائمة بباريس برعاية من الكيان الصهيوني.
عبد القادر. ب