قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تصريحات الرئيس الفرنسي، كإرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا إنما هي إرضاء لواشنطن ومحاولة لتقويض موقع ألمانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأشار لافروف في مقابلة مع وكالة أنباء “تاس” إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدلي بهذه التصريحات أيضا من أجل استفزاز الحلفاء في حلف الناتو ولا علاقة للأمر أبدا بما يسمى “الاستقلال السيادي الاستراتيجي”.
ولفت إلى أن جميع المحادثات التي أجراها ماكرون خلال السنوات القليلة الماضية (وكان يحييها بشكل دوري عبر الفضاء الإعلامي) حول إنشاء نوع من الاستقلال الاستراتيجي – كل هذا تبين أنه عبارة عن لا شيء مع المعذرة على استخدام هذا التعبير الشائع، “واليوم لا أحد يفكر في هذا الأمر مطلقا”.
وشدد على أن السياسيين وجيل الشباب في دول البلطيق يطرحون مثل هذه الأفكار.
سياسة ناضجة في بولندا وشولتس حذر
وتابع في هذا الجانب: “في بولندا، سياسيون ناضجون، ولكنهم على استعداد أيضا للعب مثل هذه اللعبة الاستفزازية. وفي ألمانيا، لا يزال المستشار أولاف شولتس يظهر على الأقل بعض الحذر. لكن استفزاز فرنسا لموضوع نشر قوات لحلف الناتو في أوكرانيا يهدف، بين أمور أخرى، إلى تقويض موقعها (برلين) في الاتحاد الأوروبي في سياق التنافس الفرنسي الألماني”.
لن يكونوا مثل ديغول وشيراك وشرودر
ونوه وزير خارجية روسيا بأن أوروبا بالكامل سقطت تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب تقييمه فإن المقارنة بين جيل السياسيين في العصر السابق ومستوى أسطورته مقارنة مع الجيل الحالي، فإن “المراهقين” و”السياسيين في العمر البيولوجي الناضج” في الآونة الأخيرة لا يصلون إلى مستوى شخصيات كبيرة مثل شارل ديغول وجاك شيراك وفرانسوا ميتران، وهلموت كول وغيرهارد شرودر.”
وأضاف: “هؤلاء هم الأشخاص الذين يفكرون حقا في مصالح بلادهم، دون إخضاعهم للمطلب الغربي الجماعي الوحيد الذي نراه في كل مكان الآن.. لقد سقطت أوروبا بالكامل تحت سيطرة الولايات ولا يوجد لديها استقلال”.
وعبر لافروف عن حزنه على الكثير من الأمور التي تحيط بحلف الناتو واصفا إياه بالمنظمة المثيرة للجدل وأن ما يأتي منها ليس في المصلحة الوطنية لشعوبهم ودولهم، بل للخطط والتطلعات والمؤامرات السياسية والأنانية الشخصية.. “إنه لأمر محزن”.
المصدر: تاس