تطرق صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في حوار صحفي مع مجلة الشرطة، بمناسبة الذكرى الـ 62 لتأسيس الشرطة الجزائرية ” عظمة ثورة أول نوفمبر الخالدة ومنطلقاتها وغاياتها، معرّجا على محطات مفصلية ساهمت في تغلّبها على قوى الاحتلال وسياساته الشنيعة”.
وأكد في حواره الصحفي ” أنّ التحديات التي تمّ رفعها صبيحة الاستقلال لبناء مؤسسات الدولة الوطنية حديثة العهد بالاستقلال، لم تكن أبداً بالهيّنة”، كما أعرب لمجةل الشرطة الجزائرية ” عن تمام فخره باعتناق الجزائر الجديدة لتلك الروح والالتزام المتّبع من طرف الجزائر النوفمبرية..”
وأثنى صالح قوجيل رئيس مجلة الأمة في هذا الحوار الصحفي الخاص على ” مسار التطور والاحترافية الذي وصلت إليه الشرطة الجزائرية، الأمر الذي يمكّنها من أداء المهام المنوطة بها، في ظل ما تمليه قوانين الجمهورية، إلى جانب المجهودات الجهيدة التي يتصدّى لها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة ومختلف أسلاك الأمن، في سبيل حرمة الوطن وحماية المواطنين”.
وتوجه رئيس مجلس الأمة بالمناسبة بتهانيه ” إلى أفراد ومنتسبي الأمن الوطني، محيّياً دورهم في البناء المؤسساتي للبلاد، حاثاً إياهم على الاستمرار في أداء واجب التضحية وخدمة الوطن بفخر وإقدام وعزم، كي تبقى الجزائر دوماً، شامخة ومزدهرة، وتخليداً لمجد شهدائنا الأبرار.”
وركز رئيس مجلس الأمة في حواره على ” مدى أهمية حرص قادة الثورة طوال مراحلها على إستقلالية القرار الوطني في كل الظروف مؤكدين قبول كل أشكال الدعم والعون والمساعدة، ما عدا ضريبة الدم أي أن الدماء التي تسيل من أجل التحرير كان لابد أن تكون جزائرية خالصة حفاظا على إستقلالية القرار الوطني إبان الثورة وبعد الإستقلال مما يؤكد حنكة وتبصر قادة الثورة وبعد نظرهم لما ستكون عليه الدولة الوطنية الجزائرية المستقلة.”
وأوضح ” من هذا المنطلق أقولها بصدق وقناعة كمجاهد، نوفمبر بكل مبادئه وقيمه هو مستند رفض الجزائر المستقلة بالأمس واليوم وغدا لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها أو للتواجد الأجنبي فوق أرضها.”
وأضاف رئيس مجلس الأمة في حواره الصحفي مع مجلة الشرطة الجزائرية ” أن الدولة الوطنية الجزائرية المستقلة هي ثمرة جهاد مقدس خاضه الشعب الجزائري طوال ثورة التحرير المباركة، تلك الثورة العظيمة التي أخضعت بثباتها وقوتها المحتل وأجبرته على التفاوض مع قادة الثورة الجزائرية حول وقف القتال والاعتراف بكافة حقوق شعبنا المشروعة، لتستعيد الجزائر المكافحة سيادتها كاملة غير منقوصة.”
وأكد صالح قوجيل في هذا الحوار ” لقد كانت حقبة صعبة جدا وما جاء لاحقا كان أصعب حيث كان لزاما علينا ألا نخفق في إنطلاق الجزائر المستقلة، وهو ما تحقق بفضل الله ثم يفضل تظافر جهود الجميع، بأقل من خمسة مئة إطار وبأقل من ألف طالب جامعي، وبأعداد كبيرة من البطالين والأرامل واليتامى واستطاعت بلادنا خلال ما يفوق ستة عقود من الاستقلال من تحقيق إنجازات ومكاسب معتبرة، يحق لشعبنا أن يفتخر بها، رغم الصعاب والعراقيل التي واجهتنا غداة الاستقلال، ورغم قلة الإمكانيات المالية والقدرات البشرية. ومع ذلك تجاوزت الجزائر بفضل الله وبفضل شعبها العظيم كل المحن والتحديات التي واجهتها في مراحل مختلفة، إلى أن وصلت الى مرحلة مميزة في تاريخها المعاصر وهي مرحلة بعث مسار بناء الجزائر الجديدة الذي انطلق مع إنتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية.”
وقال رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل في حواره الصحفي ” ونحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة ستنطلق محدداتها وطموحاتها مع الانتخابات الرئاسية للسابع من سبتمبر 2024، مرحلة تأتي بعد ان أصبحت الجزائر تنعم بإنتصارها في كنف الحرية والاستقلال والأمن والاستقرار لتعزز كل ذلك بعدد كبير من المكاسب والإنجازات طوال الأربع سنوات ونصف الأخيرة تحت القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث شهدت فيها بلادنا ديناميكية قوية لتحقيق التغيير الديمقراطي السلس والقائم على ضمان الحريات وإصدار القوانين والآليات التي تكرس محاربة الفساد ومشاركة المواطن في الحياة السياسية، كما تحققت خلالها تنمية وطنية شاملة وتنوع إقتصادي، بما أعاد للشعب مجده، وللجزائر مكانتها بين الأمم، تنمية شملت كل مجالات الحياة من توفير العيش الكريم للمواطن، وضمان حقوقه الأساسية في التعليم والصحة والسكن والحماية الإجتماعية والنقل وهي متواصلة الى غاية اليوم.”
وتابع قائلا ” فمن واجبنا جميعا أن نجعل من الإنتخابات الرئاسية القادمة محطة للمضي قدما والإستمرار في تجسيد مشروع الجزائر الجديدة ومواصلة معركة البناء والتشييد والتزاما مع الوطن ووفاء الرسالة الشهداء الأبرار.”
ونوّه صالح قوجيل إلى أن الدولة مازالت ” ماضية قدما في بناء الجزائر الجديدة في جانبها التنموي اقتصاديا واجتماعيا، وسط محيط جيوسياسي إقليمي ودولي تعتريه أزمات ونزاعات ورهانات وتهديدات، ورغم هذه الظروف الحساسة، تسهر الجزائر على حماية حرمة ترابها وسلامة شعبها وذلك بفضل تضحيات شبابها المنضوي في صفوف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بجدارة واستحقاق وضمن مختلف أسلاك الأمن، والمرابط على حدودنا متصديا لأية مخاطر.”
نص الحوار كاملا :