قدمت جمعية شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة قبل سنتين بقسنطينة تقريرا مفصلا حول أهم انشغالات المرضى والمختصين في هذا المجال إلى البروفيسور زيتوني مسعود المكلف من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برصد أهم المشاكل التي يتخبط فيها مرضى السرطان و كذا المؤسسات الإستشفائية التي تعنى بمرضى السرطان، حيث عرض البروفيسور و بعد إستشارة كل الأطراف المعنية من بينها الجمعيات المحلية، البرنامج الوطني المقترح لإحتواء المرض الذي عرضه على الصحافة الوطنية يوم 09 مارس 2015، فكانت المقترحات على شكل 8 محاور و هي :
- تحسين سبل الوقاية من عوامل و مخاطر السرطان : و بالأخص الوقاية و التحسيس من آفة التدخين خاصة منهم الشباب، و قد إقترح البروفيسور زيادة في سعر هذه الأخيرة.
- تحسين الكشف عن بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي الذي هو في تزايد مستمر.
- تحسين تشخيص المرض لإكمال جميع المرافق و المخابر عبر الولايات.
- إعادة بعث سبل العلاج بتحسين التكفل العلاجي للمرضى.
- تنظيم و توجيه و كذا مرافقة ملف المريض بتنصيب ( طبيب منسق ) يسهر على ملف المريض في كل مراحله على مستوى كل ” خلية علاج السرطان ” المتواجدة على مستوى كل ولاية عبر الوطن.
- تطوير نظام المعلومات و الإتصال حول المرض : و في هذا الشأن ركز البروفيسور على إعادة بعث شبكة سجلات المرضى المتواجدة حالياً و إنشاء مراكز جهوية مرجعية لإحصاء و متابعة المرضى على المستوى الوطني و تشجيع التكوين و البحث العلمي في السرطان.
- ضرورة التكوين المستمر للطبيب العام بعد إكمال 7 سنوات الخاصة بالطب العام، خاصة للطبيب المنسق المدمج في المصالح الخاصة بالسرطان بالنظر لبرامج التكوين و كذا محاور المهام داخل مصالح التكفل بمرضى السرطان.
- و أخيراً تعزيز القدرات المالية لإدارة و التكفل بمرضى السرطان عبر الوطن.
حال الجلفة من كل هذا ؟
بعد ما أن تم ترسيم مشروع إنشاء مركز علاج السرطان بالجلفة منذ حوالي سنة ببحرارة لم يتم لحد كتابة هذه الأسطر و رغم تقديم مشاريع مكاتب الدراسة لتصورها حول هذا المركز “الحُلمْ الجلفاوي” إطلاق مشاريع المقاولتية و تحديد المقاولات المعنية بالمشروع لإطلاقه على أرض الواقع.
أما عن وحدة الجلفة المتواجد مقرها بالطابق الثالث في مستشفى الجلفة، فهي يتوفر على أخصائية في الأورام السرطانية و طبيبة عامة و ممرضين … طاقم محتشم جداً و وهو غير كاف لإحتواء احتياجات ولاية مليونية و عدد المرضى الذي لا يقل على 2000 حالة في تزايد مستمر، والوحدة توفر حالياً فحوصات أولية لتشخيص و متابعة المرض و كذا تقديم بروتوكول العلاج الكمياوي، و حتى يفهم القارئ فالطبيبة دورها يتمثل في التشخيص و تحديد البرتوكول الكيماوي المناسب لكل مريض.
و يأتي دور الطبيبة العامة في متابعة الحالة و مراقبتها، أما الممرض فدوره مهم جداً و يتمثل في إعطاء العلاج الكيمياوي للمريض، فلو افترضنا أنه في اليوم الواحد يتقدم للوحدة 7 مرضى، فكل مريض يحتاج على الأقل 1 و نصف من وقت الممرض، فكم ساعة يحتاجها الممرض للتكفل بكل المرضى في آن واحد ؟ ما لا يقل على 14 ساعة و المصلحة تتوفر على ممرضين، كما أن الوحدة تعاني من نقل الطاقم شبه الطبي و يضطر الطبيبتان لمساعدة الممرضين لمتابعة كل المرضى بالتوازي مع الإستقبال و الفحص اليومي.
ويشار هنا إلى أن مرضى السرطان الجدد الذين هم في حاجة لعلاج كيمياوي الذين يقصدون مركز علاج السرطان بالبليدة يرفضون استقبالهم بحجة مقولة أن الجلفة تتوفر الآن على وحدة معالجة السرطان، لذا فالأمر معقول نظريا، إلا أن وحدة الجلفة تفتقر لطاقم لإحتواء كل المرضى، خصوصا وأن الوحدة أصبحت قبلة ليس فقط لمرضى ولاية الجلفة بل حتى الولايات المجاورة.
والسؤال الأهم، متى تتكفل السلطات المحلية بشكل جدي بمرضى السرطان ؟ بتوفير طاقم طبي و شبه طبي كاف لرعاية المرضى و متابعتهم بشكل جيد و توفير ليس فقط وحدة بل مصلحة بمعنى الكلمة من أطباء مختصين في الأورام السرطانية و ما لا يقل عن 4 أطباء عامين و بشكل أوفر للممرضين و مساعد إجتماعي، يكون دوره التكفل بكل الجوانب الإدارية ( إستقبال توجيه و متابعة الملف و تسجيل المرضى الجدد في صندوق الضمان الإجتماعي و غيرها من الخدمات )، و أخصائي نفساني مكون ( يجدر هنا الإشارة إلى أن جمعية شعاع الأمل قد كونت ما لا يقل عن 23 نفساني عبر بلديات الجلفة ).
أخبار الجلفة: زوبيدة كسال