واجه طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني ونائب حاكم أبوظبي، اتهامات متزايدة في السنوات الأخيرة تتعلق بالتجسس، وتشويه السمعة، والتورط في شبكات تهريب الذهب، ما أثار جدلًا واسعًا حول أدواره الخفية في السياسة الإقليمية والدولية.
واتهمت تقارير أوروبية في عام 2022 دويلة الإمارات، بقيادة طحنون بن زايد، بالوقوف خلف فضيحة “قطر غيت” التي هزّت البرلمان الأوروبي، حيث يُشتبه في تمويله حملات رشوة لتشويه صورة دولة قطر والتأثير على مواقف برلمانيين أوروبيين. ورغم نفي السلطات الإماراتية لأي علاقة بالقضية، إلا أن أصابع الاتهام استمرت في الإشارة إلى دور طحنون المباشر في التخطيط والتوجيه.
وفي عام 2023، كشفت تحقيقات صحفية استقصائية ضمن ملف “أسرار أبوظبي” أن طحنون بن زايد كان على صلة بحملة ممنهجة استهدفت أكثر من ألف شخصية و400 منظمة في أوروبا، اتُهموا زورًا بالتطرف أو الانتماء إلى جماعات مثل الإخوان المسلمين.
وأوضحت التقارير أن الحملة هدفت إلى التأثير على السياسات الأوروبية تجاه كل من قطر والتيارات الإسلامية المعتدلة، عبر إنتاج محتوى مفبرك وترويجه لوسائل إعلامية ومنصات إلكترونية.
من جهة أخرى، وجهت الأمم المتحدة انتقادات حادة إلى شركة “إنترناشيونال ريسورسز هولدنغ” المملوكة لطحنون، بعد ثبوت تعاملها مع شبكات تهريب ذهب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ أشارت تقارير دولية إلى أن هذه العمليات تمت خارج القنوات القانونية، وأسهمت في تمويل أطراف مسلحة، ما يهدد استقرار منطقة البحيرات الكبرى.
أما في مجال التكنولوجيا، فقد طُرحت تساؤلات جدية بشأن تطبيق المراسلة الشهير “ToTok” الذي طورته شركة “G42” التابعة لطحنون. وأشارت تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن التطبيق استُخدم كأداة مراقبة جماعية، حيث تم تتبع المحادثات والمواقع والبيانات الشخصية للمستخدمين دون علمهم، في ما اعتُبر انتهاكًا صارخًا للخصوصية.
وتثير هذه القضايا تساؤلات جدية حول طبيعة الدور الذي يلعبه طحنون بن زايد في ملفات التجسس الإقليمي والدولي، ومدى تأثيره على المشهد السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة بمنطقة الساحل.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية وأمنية بأن طحنون بن زايد يقف وراء مخطط ممنهج لتشويه صورة الجزائر على الساحة الدولية، عبر حملات تضليل منسقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت تقارير إلى أن الحملات اعتمدت على حسابات وهمية ومنصات إلكترونية تموَّل من جهات مقربة من طحنون بن زايد، هدفها بث الفتنة وتشويه المؤسسات الجزائرية، واستهداف النسيج الاجتماعي بنشر الفتن والتجييش والشحن العاطفي، ضمن ما يعرف بهندسة العقول.
ويُعرف طحنون بن زايد في الأوساط الاستخباراتية الدولية بخططه “القذرة” في الحروب الناعمة، خاصة من خلال توظيف التكنولوجيا والإعلام الرقمي في تنفيذ أجندات سياسية عدائية، في إطار ما يُوصف بـ”الابتزاز السيبراني” ضد دول عربية وإسلامية.
عبد القادر. ب