أكد رئيس حركة البناء الوطني “عبد القادر بن قرينة” اليوم في خطاب افتتاحي لفعاليات المؤتمر التاسع على نهج الشهداء والمؤسسين بقاعة بالشراقة بالعاصمة أهمية العمل السياسي كمسار نضالي مستمر في مختلف الميادين، مشددًا على أنه ليس مجرد نشاط انتخابي وإنما عملية بناءة تهدف إلى تطوير المجتمع وتلبية احتياجات المواطنين. كما أشار إلى أهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب وحمايتها، مؤكدًا على نقل قيم الاستقلال والإصلاح للأجيال الصاعدة.
و سلط عبد القادر بن قرينة الضوء على رؤية الجزائر التاريخية، التي طالما كانت مرتبطة بالقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معربا في السياق عن دعم الجزائر الثابت لفلسطين في ظل التحديات الراهنة، ومشيدًا بالدور الجزائري في تحفيز الوحدة بين القوى الفلسطينية لمواجهة التطبيع وتعزيز صفوف المقاومة.
وتناول رئيس حركة البناء الوطني في خطابه أيضًا مواقف الجزائر تجاه القضايا الإقليمية والدولية، منها الأزمة الليبية ودعم استقرار اليمن والسودان، مع ضرورة التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وندد عبد القادر بن قرينة بمواقف بعض القوى الغربية التي تحاول التأثير في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية، مشيدا بموقف الجزائر الرافض لأي تدخل خارجي يهدف لزعزعة استقرار المنطقة.
وعبر رئيس حركة البناء الوطني عن إدانته وشجبه في خطابه ” الموقف الأخير من تصرفات الحكومة الفرنسية التي تدوس على الشرعية الدولية والأوروبية على حد سواء والتي تخطئ دائما في حساباتها حين تظن بأن الجزائر حديقة خلفية لها”، مضيفا ” إننا في حركة البناء الوطني نعتز بالموقف الوطني الذي يقوده السيد رئيس الجمهورية في مواجهة ومقاومة الاستعمار الجديد الذي يريد أن يساوم الجزائريين على قضاياهم المبدئية لأن من يريد لهذه المنطقة أن تنعم بالسلام فليس على حساب سيادة دول المنطقة.”.
وفي سياق متصل، أعلن عبد القادر بن قرينة عن دعم حركة البناء الوطني “مسعى رئيس الجمهورية لإيجاد كمندوس حكومي يجمع بين معاني النزاهة والكفاءة وهما من ضرورات بناء الحزم الوطني اللازم لإحداث ثورة حقيقية في التسيير والطموح العالي لبلوغ الأهداف والاستجابة لطموحات المواطنين في العيش الكريم في ظل مكتسب الأمن والاستقرار”.
وأمام المشاركين في فعاليات المؤتمر، تحدث رئيس حركة البناء الوطني في كلمته عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الجزائر، مؤكداً أهمية توجهات الحكومة لتحسين الواقع المعيشي ودعم الفئات الأكثر تضرراً، موضحا في نفس الوقت أن هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، مع التركيز على حماية القدرة الشرائية للمواطنين وتعزيز العدالة الاجتماعية. كما دعا إلى بذل جهود حثيثة للتصدي لمعدلات التضخم والبطالة، وتقديم الدعم الضروري للفئات الهشة لضمان حياة كريمة للجميع.
وللتذكير، تتواصل فعاليات المؤتمر إلى غاية يوم غد، والذي يهدف إلى تعزيز وعي النخب الوطنية، وتكوين قادة المستقبل الذين سيحملون رسالة الشهداء وقيم الإصلاح والحرية في سبيل بناء جزائر قوية ومستقلة.
وعرف اليوم الأول من المؤتمر تقديم مداخلات ضمن محورين أولهما ” أسس وتطلعات الجزائر في فكر الرواد والمؤسسين” والثاني بعنوان ” تحديات المرحلة ومسؤوليات النخب الوطنية”، حيث تم تقديم مداخلات من تأطير كل من البروفيسور عطاء الله فشار بعنوان: “فكرة الوطنية والانتماء للأمة ضمن بيان أول نوفمبر”،الأستاذ نصر الدين سالم الشريف “الجزائر المنشودة عن الشيخ محفوظ نحناح”، الأستاذ أحمد الدان “الجزائر الجديدة في تطلعات الحراك الشعبي الأصيل”.
وشمل المحور الثاني مداخلات حول “التلاحم الوطني ضمان الأمن القومي” من تأطير الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، “كسب الرهان الاقتصادي” من تأطير الدكتور عبد المجيد قدي، و “أدوار النخب في مرافقة مسار التحول” من تأطير الدكتور أحمد رميتة.
بوبكر سكيني