أكد اليوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في كلمة له خلال استقباله الرئيس الفلسطيني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام أن ” العلاقات بين الجزائر وفلسطيــــن أكبرُ بكثير من أن يتمَّ وصفُهــا لـِما تُجسّدُه من قيمٍ مثلى ومشتركـة في النضال والتضحية والتحرر ولـِما تحملـــُه من أواصــرِ الترابــط والتعاضد بين البلدين والشعبين الشقيقين فـي كل الظـــروف وعَبــرَ كلِّ الأزمنـــة.”، وتابع” وما الفرحـــةُ التي تعلو وجوهَ الجزائريات والجزائريين وهـــم يحملون العلَـــم الفلسطيني ويُزينون به بيوتَـهم ومدنَـهــــم بمنــــاسبةٍ أو دون مناسبة، إلا تعبيرٌ بسيـــــط عن هــــذه العلاقة الوجدانية العميقــــة التي نـاصر عبـرهــــا الشعبُ الجزائري برُمّتــِه قضيةَ فلسطين العادلة فـي كل مراحلهـــا.”
وأضاف الرئيس عبد المجيد تبون ” كما أن احتضانَ الجزائر حكومةً وشعبا للقضية الفلسطينية الـمقدسة والدفاع عنهــا في كـل المحافل الدولية والإقليمية، ليُشكلُ بالنسبة لنا مسألةَ وفاءٍ قبل كل شيء. وفاءً لتاريخنا التحرري الـمجيــــد والتضحيات الجسيمـــــة لأسلافنا الأبرار الذين آمنوا بحقٍّ أن قضيةَ فلسطين هي قضية حقٍ وعدالة.”
وقال رئيس الجمهورية مخاطبا الرئيس الفلسطيني ” تأتي زيارتُكم الـمباركـــة إلى بلدكم الثـــاني الجزائر ونحن نحتفل بالذكرى الثالثةِ والثلاثين (33) لإعلان قيامِ الدولة الفلسطينية يومَ 15 نوفمبر 1988 على أرضِ الجزائر”، مشددا ” إن هذه الـمحطةَ التاريخيةَ التي مهّدت لاعتراف غالبيةِ الدولِ عبر العالم بالدولة الفلسطينية على حدودِ 1967 وعاصمتُـها القدسُ الشريف فـي مسارٍ ابتدأتُــــه الجزائــــر، لا تزال تمثل مرجعـــا أساسيــــا وهدفا جوهريـــا بالنسبة لنـــا.”
وذكر رئيس الجمهورية في كلمته ” وأمامَ حالةِ الجمود غيرِ المسبوقة التي تعرفها عمليةُ السلام في الشرق الأوسط وفي ظلِ السياساتِ الإجراميةِ للمحتل والتي ترمــي إلى تغييرِ الطابـــع الجغـــرافي والديموغرافي وترسيخِ الأمــــرِ الواقع، نــرى أنه من الضروري تعزيـــزُ العملِ العربي الـمشتـرك حول قضيتِنــــا الـمركزيــــة والأولى وتوحيـــــدُ الـمواقــــف لدعــــمِ الشعــــبِ الفلسطيـــــني ومقاومتِه الباسلة.”
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون ” ارتأينا ونحن نتأهبُ لاحتضانِ القمة العربية المقبلة، أن نسعى جاهدين لوضع القضية الفلسطينية فـي صُلبِ أولويات هذا الحدث الهام الذي نأمــُـل أن يكـــون شامـــــلاً وجامعًا وأن يشكـــلَ انطلاقةً جديدة للعمل العربي الـمشترك.”
وأردف ” ولا شكَّ أن بلورةَ موقفٍ موحدٍ ومشترك حول دعمِ حقوقِ الشعبِ الفلسطيني عبر إعادةِ التمسكِ الجماعي بمبادرةِ السلامِ العربية لعامِ 2002، سيكون له الأثرُ البالغُ في إنجاحِ أعمالِ هذه القمة وتعزيزِ مسيرةِ العمل العربي الـمشترك”.
وأكد عبد المجيد تبون ” أن الجزائرَ ستبقى وفيةً لـمبادئها الأصيلة والـمنادية بإعلاءِ الحقِ ونُصرةِ الـمظلومين مهما طال الزمنُ، ومهما كان الثمن.”
وأعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في ختام كلمته أنه ” وفاءً لتاريخِ الجزائر الثوري المجيد والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته، بمساندة القضية الفلسطينية العادلـــــــة في كل الظروف وعملا بقــــرارات جامعــة الدول العربية ذاتِ الصلة، قررتْ الدولةُ الجزائرية تقديمَ هذا الصكِ الذي يتضمن مساهمةً ماليةً من الجزائر بقيمة مئة (100) مليون دولار، لأخي فخامة الرئيس أبومازن رئيسِ دولـــــة فلسطين ورئيسِ منظمـــــة التحريـــــــر الفلسطينية.”
أخبار دزاير: محمد. ي