لا تزال ارتدادات الضربة الموجعة التي وجهتها مصالح الشرطة مؤخرا إلى العميل عبدو سمار وشبكته التحريضية تلقي بآثارها إلى اليوم، حيث أكدت هذه الضربة النوعية قدرة مصالح المديرية العامة للأمن الوطني على تتبع خونة الخارج والمتعاملين معهم عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما عكست الاحترافية العالية لأفراد المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة في الدفاع عن السيادة الرقمية للجزائر.
وشكلت الاعترافات التي أدلى بها أعضاء الشبكة الإجرامية التحريضية في الفيديو الذي نشرته المديرية العامة للأمن الوطني صدمة للعميل عبدو سمار، بعد اعتراف أعضاء الشبكة الإجرامية الذين كانوا ينشطون تحت غطاء موقع ” ألجيري بارت ” بتلقي أموال من طرفه، مقابل “فبركة وتزييف المعلومات وتسريب التقارير الإدارية، وفق أجندات أجنبية معادية وانتهازية”، وفق ما كشفه بيان المديرية.
وبدا العميل عبدو سمار في فيديوهات كثيرة له مصدوما من حجم الاعترافات التي تدينه، ووصول عناصر المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة لشركائه وحتى زوجته الثانية، حيث سعى إلى نفي أي علاقة تجمعه بهم، إلا أن الحقائق التي تضمنها فيديو المديرية العامة للأمن الوطني وتسريب عدد من اتصالاته جعله ينهار ويعترف بتلقي أموال من رجل الأعمال المسجون محي الدين طحكوت !

فيديوهات ومحادثات واتس آب واتصالات هاتفية … الضربة القاضية ضد الخونة
وجّهت مصالح الأمن الوطني الضربة القاضية للعملاء بالخارج، بعد بثها مؤخرا الجزء الثاني بعنوان ” المديرية العامة للأمن الوطني في مواجهة العملاء “، إذ فضحت هؤلاء الخونة وبالأدلة الدامغة.
فقد أماطت التحقيقات المعمقة التي قامت بها مصالح الأمن الوطني ” اللثام عن ما كان يدور بين عناصر تلك العصبة القذرة ونواياهم الخبيثة، لضرب مؤسسات الدولة وزعزعة استقرار الوطن”، حيث كشف سمير لوناس المدعو ” أمير يونس ” الذي يعد أحد مسيري صفحة موقع ” ألجيري بارت ” للخائن عبدو سمار عن كافة التفاصيل المتعلقة بالابتزاز والعمالة.
كما عرض فيديو مصالح الأمن مكالمات هاتفية خطيرة ومحادثات ” واتس اب ” للمسماة ” وردة نوارة الزوجة الثانية لعبدو سمار”، والتي أوضحت مصالح الأمن أنها ” جزائرية مقيمة بفرنسا حاملة لجواز سفر جزائري الصادر بتاريخ 01 جوان 2017 عن القنصلية الجزائرية بنانتير بفرنسا صالح لمدة عشر سنوات، المعنية متحكمة في التكنولوجيات الرقمية، وعلى اطلاع دقيق بكواليس السياسة ومواضيع الساعة، تعد المسير الرئيسي لموقع ALGERIE PART ، والعلبة السوداء لعبدو سمار “.
ونشرت مصالح الأمن محادثة بالصوت والصورة لاتصالات سمير الوناس الذي “يعمل كمترجم للإرهابي أمير بوخرس المعروف بأمير DZ ، فأينما حضر المال حضر والولاء له وليس للوطن.”، إلى جانب عرض فيديو لسمير الوناس وطحكوت، وأخرى بينه وبين مديره الإرهابي عبدو سمار وولد قدور، إضافة إلى محادثة صوتية بين عبدو سمار ومحي الدين طحكوت.
وأكد فيديو مصالح الأمن الوطني أن ” رجل الأعمال الهارب من العدالة أيوب عيسيو، واحد من الذين يواصلون تمويل عبدو سمار ، وهذه محادثات بين سمار وسمير الوناس، تؤكد تورطه رغم حرصه على التواصل معهم وجها لوجه لإبعاد الشبهة عنه.”
ولم تتوقف الحقائق الخطيرة التي عرضتها مصالح الأمن الوطني عند هذا الحد، بل كشفت عن فصول أخرى من المؤامرة والخيانة، حيث جاء في الفيديو أن ” عادل عبد الرحمان خالف ، المسير السابق لشركة مختصة في العملة الالكترونية وامن المعلومات، اًسقط عنه القناع هو الأخر، كواحد من اذرع عبدو سمار.. والذي عمل على تجنيد خونة داخل مؤسسات اقتصادية حساسة ، للتشويش على مسار تطورها، والمساس بالاقتصاد الوطني، ومن جهة اخرى الاستفادة من عائدات العمالة والابتزاز والجوسسة الاقتصادية”، ليتم بث فيديوهات لهذا الخائن.
وختمت المديرية العامة للأمن الوطني تحقيقها المصور الذي كشف عن قدرات كبيرة لمحققي مصالحها تصل حد اختراق ” الواتس آب ” ورصد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ومحادثات العملاء والخونة والمتعاملين معهم أن ” الخيانة ليست وجهة نظر، هي وصمة عار… جريمة في حق وطن وشعب عنوانه الشهامة وصفته النخوة، والمتآمرون على مصلحة الوطن، الذين باعوا ضمائرهم … سيكسر دابرهم، وستستمر أقنعتهم بالسقوط واحدا واحدا بأيادي المخلصين، المتسلحين بحب الوطن وقوة القانون، للوقوف سدا منيعا في وجه مآرب الخونة، فالجزائر تستحق التضحية وأمنها خط أحمر.”
لقد أزعجت العمليات النوعية المتتالية للأمن الوطني عملاء الخارج وقيادات حركتي ” الماك ” و “رشاد ” الإرهابيتين، كما فضحت مخططات المخزن الفاشلة، خصوصا بعد أن نجحت مصالح الأمن الوطني في تجفيف منابع الحركتين داخليا، وشلّت من نشاطهما عقب عديد العمليات النوعية بتوجيهات من المدير العام للأمن الوطني فريد زين الدين بن شيخ.

الأمن الوطني يفكك عدة شبكات تابعة لحركتي ” الماك ” و” رشاد ” الإرهابيتين
لا تزال قيادات حركة ” الماك ” الإرهابية تتذكر جيدا نجاح مصالح الأمن الوطني في توقيف 27 مشتبه فيه ينشطون ضمن هذه الحركة الإرهابية حاولوا زرع الفتنة والرعب بمدينتي خراطة وبني ورتيلان بولاية تيزي وزو.
وجاء في بيان للأمن الوطني بتاريخ 5 سبتمبر 2021 ” تمكنت مصالح الأمن الوطني خلال 48 ساعة الأخيرة، من معالجة قضية المساس بالوحدة الوطنية والإخلال بالنظام العام والتحريض على التجمهر، مع توقيف 27 شخص مشتبه فيهم ينتمون إلى المنظمة الإرهابية الماك (MAK)، بمدينتي خراطة وبني ورتيلان في محاولة منهم لزرع الفتنة والرعب وسط المواطنين ومحاولة إعادة تفعيل نشاط الخلايا النائمة لهذه المنظمة الإرهابية، بأمر من جهات في الخارج.”
كما بثت مصالح الأمن الوطني وبالدليل بعد 4 أيام فيديو تضمن محجوزات تم ضبطها بحوزة مجموعة يشتبه فيهم في قضية الانتماء للمنظمة الإرهابية ” الماك “.
ولم تتوقف جهود مصالح الأمن الوطني عند هذا الحد، حيث أعلنت بتاريخ 14 أكتوبر 2021 عن تفكيك نشاط جماعة إجرامية تنتمي إلى المنظمة الإرهابية “الماك MAK”، تنشط على مستوى ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، تتكون من 17 مشتبه فيه، ” كانوا بصدد التحضير للقيام بعمليات مسلحة، تستهدف المساس بأمن البلاد والوحدة الوطنية، وذلك بتواطؤ أطراف داخلية تتبنى النزعة الانفصالية.”
وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني أن ” الأدلة الرقمية واعترافات المشتبه فيهم المتوصل إليها خلال التحقيق الابتدائي، كشفت أن أعضاء هذه الجماعة الإرهابية كانت على تواصل دائم مع جهات أجنبية عبر الفضاء السيبرياني، تنشط تحت غطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني متواجدة بالكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا.”
وتابع البيان أن ” عمليات تفتيش منازل المشتبه فيهم، التي تمت تحت إشراف الجهات القضائية المختصة، مكنت من حجز وثائق ومستندات دالة على اتصالات مستمرة مع مؤسسات الكيان الصهيوني، أسلحة وعتاد حربي، رايات ومناشير تحريضية خاصة بالمنظمة الإرهابية الماك MAK.”.
ومن جهة أخرى، وجّهت مصالح الأمن الوطني صفعة قوية إلى المنظمة الإرهابية ” رشاد “، من خلال بث اعترافات أحد أعضائها محمد بن حليمة بتاريخ 27 مارس 2022، والذي قدم معلومات تفصيلية حول عمل هذه المنظمة الإرهابية، وتورط الإرهابيين محمد زيتوت وشقيقيه، إضافة إلى الخائن أمير بوخرص وعلاقة التنظيم بنظام المخزن المغربي، وعدد من أجهزة المخابرات الأجنبية.

الأمن بالمرصاد لتحركات المخزن لزعزعة الاستقرار وحرب متواصلة ضد الحشيش المغربي
كشفت مصالح الأمن الوطني بتاريخ 6 ديسمبر 2022 عن تفاصيل قضية جد خطيرة، تورط فيها المخزن تتعلق بتفكيك شبكة إجرامية تحرض على استغلال الجنسي للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم شخصين من جنسية مغربية.
وأوقفت المصلحة المركزية لمكافحة الجرائم السبريانية 16 شخصا، من أصل 20، ينشطون ضمن مجموعات مغلقة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، من بينهم شخصين من جنسية مغربية “تُسوّق لمنشورات غير أخلاقية، تستهدف الأطفال المتمدرسين في الطور الابتدائي، وجعلهم بالتالي عرضة للإستغلال الجنسي”.
وأردف البيان أن ” التحرّيات التقنية المنجزة تحت إشراف الجهات القضائية المختصة، مكّنت من تحديد هوية وتوقيف المشتبه فيهم عبر 14 ولاية من الوطن، مع تحديد موقع شخصين إثنين أخرين ينشطان ضمن هذه الشبكة إنطلاقا من المغرب، واللذان انتحلا هويات وهمية على أساس أنهما من الجزائر”.
ولم تكن هذه العملية النوعية الوحيدة للأمن الوطني التي كشفت عن تورط المخزن في استهداف أمن الجزائر واستقرارها، بل سبقتها عديد العمليات، حيث تمكن عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بمنصورة التابعة لأمن ولاية تلمسان خلال شهر أكتوبر 2021 من تفكيك نشاط جماعة إجرامية منظمة تتكون من 05 أشخاص مشتبه فيهم، وحجز 3 قناطير و 65 كغ من مادة الكيف المعالج قادمة من المغرب، فيما حجز عناصر المصلحة المركزية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات أزيد من قنطارين من الكيف المعالج بعد تفكيك شبكة إجرامية مختصة في التهريب الدولي للمخدرات، يمتد نشاطها بين ولايتي البيض وبشار، انطلاقا من دولة المغرب خلال شهر أفريل 2022.
تنظيما ” الماك ” و ” رشاد ” الإرهابيان في سيناريو مفضوح بتوجيه مغربي !
من الواضح أن العمليات المتواصلة النوعية والناجحة لعناصر الأمن الوطني ضد منظمتي ” الماك ” و ” رشاد ” الإرهابيتين والمخزن قد أصبحت تشكل مصدر قلق متزايد لأجهزة المخزن الأمنية وعملائه، خصوصا بعد أن تم فضح مختلف السيناريوهات القذرة التي كانت تستهدف الأمن والاستقرار في الجزائر، بما في ذلك قضية اغتيال الشاب جمال بن إسماعيل، التي أثبتت المصالح المختصة للأمن الوطني تورط حركتي ” الماك ” و ” رشاد ” في فصولها الأمر الذي جعل خونة الخارج وبالتنسيق مع مخابرات المخزن يشنون خلال الفترة الأخيرة حملة متزامنة ضد المدير العام للأمن الوطني، وهو سيناريو مكشوف طالما اعتمده الخونة أمثال الإرهابيين محمد زيطوط، عبدو سمار، هشام عبود، أمير بوخرص، أنور مالك وغيرهم بتوجيه من المخابرات المغربية لتشويه القيادات العسكرية والسياسية ردا على النجاحات الأمنية والسياسية والإنجازات الاقتصادية التي تعرفها الجزائر في شتى الميادين.
الأكيد أن هذا السيناريو الفاشل الذي تزامن مع فضح الخائن وعميل المخزن والكيان الصهيوني عبدو سمار و الإرهابي أمير بوخرص وغيرهم مؤخرا لن يزيد عناصر الأمن الوطني وقياداته إلا عزيمة وإصرارا وتمسكا ببذل المزيد من الجهود لفضح أي مخططات عدائية بما فيها تلك التي تقف وراءها منظمتا ” الماك ” و” رشاد ” الإرهابيتان أو المخزن وعملائه، مادام أمن الجزائر واستقرارها خط أحمر والحفاظ على أمانة الشهداء هدف يجتمع حوله كل الجزائريين ومستعدون لبذل أرواحهم في سبيله.
أخبار دزاير: كريم يحي
بالفيديو : ” المديرية العامة للأمن الوطني في مواجهة العملاء “