تتواصل عملية دخول القاطرات المُعاد تهيئتها حيز الخدمة، بعد أن خضعت لعملية عصرنة شاملة ضمن برنامج إعادة تهيئة 20 قاطرة ديزل كهربائية قديمة.
وتأتي هذه العملية التي تمت بسواعد جزائرية على مستوى ورشات الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، في إطار تجديد أسطول النقل الحديدي بهدف تحسين الأداء وتعزيز البنية التحتية للسكك الحديدية في الجزائر.
وتتم عملية تجديد القاطرات في ورشات متخصصة؛ الأول في المحمدية AMF بولاية معسكر، والآخر في القاعدة الرئيسية لصيانة القاطرات بالرويبة BPML في الجزائر العاصمة. وتشرف على هذه العملية فرق من مهندسي وتقنيي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، حيث يتم تجديد القاطرات باستخدام تقنيات حديثة وبأيدٍ جزائرية متخصصة.
وأوضحت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أنه في خطوة تهدف إلى تعزيز نقل التكنولوجيا والتحكم فيها، تمت العملية “بأيادٍ وكفاءات جزائرية من تقنيي ومهندسي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية متخصصين في مجال صيانة وعصرنة وتجديد العتاد”، و”بتأطير وإشراف تقني من قبل إطارات ومهندسين المجمع الأمريكي EMD (Electro-Motive Diesel) لصناعة قاطرات الديزل”.
وشملت عملية إعادة تهيئة القاطرات العديد من التعديلات التقنية الهامة، أبرزها تغيير أنظمة التشغيل الإلكترونية. وتم “تغيير أنظمة التشغيل الإلكترونية لا سيما نظام EM2000 العصري المطور من طرف شركة EMD”، الذي “يسمح بتحكم أفضل في أنظمة التشغيل الموجودة داخل القاطرة”، بالإضافة إلى “تقليل استهلاك الوقود بفضل نظام Electronic Injection وبالتالي تخفيض انبعاث الغازات في الجو مع الحصول على قوة دفع أكبر من قوة المحرك الأصلي”.
كما “تم تعديل نظام التعليق ومحركات الجر مما يسمح بقيادة مريحة وأكثر سلاسة على السكة”، خاصة “مع تزويد القاطرة بالتكييف الهوائي”.
ووفق المعطيات التقنية، فإن “بفضل هذا المشروع تم تخفيض تكاليف تجديد قاطرات الشركة إلى نسبة تصل حتى 50% من تكلفة اقتناء قاطرات جديدة بنفس الخصائص والمواصفات”.
ويُعتبر هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة المالية في قطاع النقل الحديدي بالجزائر، مع توفير قاطرات أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، بما يعكس توجها استراتيجيا نحو تطوير البنية التحتية بالاعتماد على الكفاءات والخبرات الوطنية.
فتحي. ب
