أعلن المجلس الانتقالي في النيجر عن تشكيل حكومة جديدة تضم 21 وزيرا من بينهم 4 نساء، بقيادة الأمين زين علي مهمان رئيس مجلس الوزراء وزير الاقتصاد والمالية، في خطوة وصفها المتتبعون بالاستباقية لقطع الطريق أمام أي تدخل عسكري خارجي بدعم فرنسي.
وتحركت فرنسا مؤخرا نتيجة قرار المجلس الانتقالي الجديد المدعوم شعبيا بوضع حد لاستغلال المستعمر القديم لخيرات النيجر، حيث تم وقف تصدير اليورانيوم والذهب نحو باريس في خطوة اعتبرها ” الإليزيه ” إعلان حرب.
ووفق المتتبعين، فإن التحرك المتزامن لمنظمة ” إيكواس ” وبقايا التنظيمين الإرهابيين للقاعدة و داعش يؤكد أن أن هذه التنظيمات مجرد واجهة للاستخبارات الفرنسية ” الدي آس تي ” والتي شكل التحول الحاصل في النيجر بعد كل من مالي وبوركينافاسو ضربة موجعة لها في إفريقيا.
وفي هذا الإطار، أعلن مؤخرا أعضاء بقايا ما يعرف بتنظيم داعش البيعة للمرة الثانية لزعيمه الجديد في منطقة “آضرنبوكار” قرب حدود النيجر مع مالي ، فيما كشف أعضاء بقايا تنظيم القاعدة في الساحل عن رغبتهم في محاصرة مدينة تينبكتو شمال مالي قبل أيام، وفق تسجيل صوتي، حيث أوضح المدعو طلحة أبو هند عن حصار المدينة.
وأمام تحرك الاستخبارات الفرنسية من خلال بقايا هذه الجماعات الإرهابية، وصلت يوم الثلاثاء الفارط قوات للجيش المالي مدعومة من قوات فاغنر الروسية إلى المدينة، ردا على التهديدات السابقة.
ومن جانبها، ورغم إعلانها عن تدخل عسكري وشيك بالنيجر، فقد أخلط تصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لقائه الدوري مع وسائل الإعلام الوطنية قبل أيام كل الحسابات، بتأكيده رفض الجزائر رفضا قاطعا أي تدخل عسكري في البلد الجار ، حيث أكدت المنظمة في قمتها اليوم أن الأولوية للخيار ” الدبلوماسي ” وأن التدخل العسكري آخر الخيارات.
ويرى المتتبعون للمشهد في النيجر، أن فرنسا فشلت لحد الآن في تحقيق أي مكاسب من خلال تحريكها لمنظمة ” إيكواس ” وبقايا التنظيمات الإرهابية للقاعدة وداعش مع اتساع رقعة الرفض الشعبي لتواجدها في دول الساحل، الأمر الذي جعلها تتدخل على الأرض، وفق اتهامات صريحة للمجلس الانتقالي، والذي كشف مؤخرا عن مهاجمة الجيش الفرنسي موقعًا لقوات الأمن والدفاع المالية في بورك بوركي، بالقرب من موقع منجم الذهب الشهيرة سميرة، ببلدية دارجول ، مقاطعة جوث، مع خرق طائرة حربية فرنسية الأجواء النيجرية رغم قرار إغلاق الحدود الجوية.
وأكد المجلس الانتقالي أن القوات الفرنسية أطلقت سراح عدد من الإرهابيين المحتجزين لديها في النيجر، وهو ما يثبت اتهامات سابقة للمجلس شدد فيها أن “دولة أجنبية عظمى” بالتعاون مع الإيكواس والمنظمات الإرهابية تستعد للهجوم على النيجر.
وانكشفت الأساليب الفرنسية والغربية بدول منطقة الساحل بإفريقيا عبر الحديث عن نشر الديمقراطية والحرية بعد أن رفضت شعوبها الوصاية الفرنسية والغربية على خيرات بلادها.
وفي هذا الإطار يؤكد محللون سياسيون أن فرنسا والغرب يعتمدان نفس النظرية، والتي تشمل توفير التهديد في البلد المستهدف ثم التدخل لحمايته، وهو الأسلوب الذي اتبعته أمريكا في أفغانستان، العراق، سوريا، ليبيا، وغيرها، وهو نفس النهج الحالي الذي تعتمده فرنسا مع بلدان الساحل الإفريقي التواقة للتحرر من الاستعمار نهائيا.
أخبار دزاير : عبد القادر. ب