أشرف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب اليوم بمقر الوزارة، على مراسم إحياء اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في طبعته الحادية والعشرين، الذي جاء تحت شعار “ثورة في مجال الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل”.
وشهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الصحة، وممثلون عن الهيئات الوطنية والدولية، بالإضافة إلى شركاء اجتماعيين ومؤسسات اقتصادية.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الوزير فيصل بن طالب على أهمية هذا اليوم، الذي يشكل فرصة لتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين بيئة العمل وضمان صحة وسلامة العمال، خصوصًا في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها عالم العمل بفعل التطور التكنولوجي والرقمنة.
وفي هذا السياق، شدد فيصل بن طالب على ضرورة مواكبة هذه التحولات من خلال تطوير السياسات الوطنية للسلامة والصحة المهنية، وتحديث الهياكل الإدارية وسلاسل الإنتاج. كما أشار إلى أهمية تعزيز قدرات جمع وتحليل البيانات المتعلقة بظروف العمل والحوادث المهنية، ما يسهم في تحسين استباق المخاطر وحماية العمال.
وأكد الوزير على دور النظام الوطني للوقاية من المخاطر المهنية، الذي يعتمد على تضافر جهود مفتشيات العمل، وهيئات الوقاية من المخاطر المهنية التابعة للوزارة. كما استعرض حصيلة تدخلاتهم خلال سنة 2024، والتي شملت حملات تفتيش وتحسيس وتكوين موجهة نحو تحسين ظروف العمل وتقليل الحوادث. وفي خطوة إضافية لتعزيز الإطار المؤسساتي الوطني، أعلن الوزير عن تنصيب “المجلس الوطني للوقاية الصحية والأمن وطب العمل”، بالإضافة إلى “اللجنة الوطنية للأمراض المهنية” خلال السنة الجارية، دعمًا للحوار الاجتماعي المتخصص.
وتطرق الوزير أيضًا إلى أهمية توحيد الجهود بين جميع الفاعلين، من مستخدمين، عمال، منظمات نقابية، وهيئات مختصة، لترسيخ ثقافة الوقاية وضمان بيئة عمل آمنة وصحية، مما يساهم في دعم السلم الاجتماعي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
من جانبه، ألقى وزير الصحة مداخلة تناول خلالها الجهود التي تبذلها وزارته في مجال الوقاية الصحية، منوهًا بالحصيلة الإيجابية التي تحققت بفضل التنسيق المستمر مع وزارة العمل. وأكد على أهمية إدخال الرقمنة والذكاء الاصطناعي في مجال الوقاية الصحية، مشيرًا إلى أن “العنصر البشري والذكاء الجماعي لا يزالان الفاعلين الرئيسيين في هذا المجال”.
كما تم استعراض حصيلة الأنشطة التي قامت بها هيئات القطاع في مجال الوقاية من المخاطر المهنية خلال سنة 2024، حيث سجلت مفتشيات العمل إنجاز “10.378 محضر مخالفة” وتوجيه “98.764 إعذار” بعد زيارات ميدانية وتحقيقات، أما هيئة الوقاية في قطاع البناء والأشغال العمومية والري، فأحصت تحسيس “104.431 عاملا” وإصدار “81.317 توصية وقائية” للحد من الحوادث المهنية، فيما سجل المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية: تكوين “5.134 عاملا”، من بينهم “174 مفتش عمل”، ودراسة وتحليل “565 منصب عمل”.، إضافة إلى مؤسسة طب العمل “بريستيماد”: إجراء فحوصات طبية لـ “56.526 عاملا” عبر “799 مؤسسة”.
وأشار الوزير إلى أن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء أحصى إنجاز “6.709 زيارة ميدانية” في “4.414 مؤسسة”، وإجراء “4.345 تحقيق” في مجال الوقاية، وتحسيس “12.361 عاملا” حول الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية.
وقد اختتمت الفعالية بتأكيد الجميع على ضرورة تكاتف الجهود لتعزيز السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل بما يخدم مصالح العمال ويسهم في استدامة التنمية في البلاد.
عيسى. ض