لا يزال قطاع الصحة الجوارية بولاية باتنة، يعيش تحت وقع تراكم العديد من المشاكل والنقائص على مستوى العديد من المؤسسات الجوارية للصحة وكذا قاعات العلاج المتواجدة بمختلف بلديات الولاية، والتي لم يتم إيجاد لها حلول ناجعة في الآونة الأخيرة خصوصا منها ما يتعلق سوءا بالكوادر البشري أو غياب التجهيزات ألازم توفرها لمزاولة ابسط ضروريات العلاج جعلت قاطني هذه البلديات يعيشون بين مطرقة معاناة التنقل إلى مستشفيات المدن المجاورة لمسافات تقدر بعشرات الكيلومترات وسندان الظروف الطبيعية.
تعاني العديد من أحياء بلدية تازولت من مشكل نقص الخدمات الصحية بعد أن أضحى القطاع الصحي مؤخرا بالمدينة في وضع اقل ما يقال عنه كارثي وتسوده العديد من النقائص التي جعلته يعرف شللا واضحا يتمثل في النقص الفادح للمستخدمين الصحين كغياب أعوان الاستقبال والنظافة وقلة تعداد القابلات كون هذه الفئة غير كافية لتغطية النقص ناهيك عن جانب الكوادر الطبية إلى تشكل الهاجس الأكبر للسكان لعدم وجود أطباء متخصصين في أمراض النساء والتوليد فضلا عن الأطباء العامين، وهو ما بات ينذر بوقوع كارثة صحية تكون نتائجها وخيمة على المصالح المعنية والمواطنين بصفة عامة وجعل السكان يطالبون بضرورة إيجاد حلول عاجلة لانتشالهم من دائرة المعاناة في وقت يضطرون فيه إلى التنقل إلى المراكز الصحية بعاصمة الولاية من أجل تلقي العلاج.
مراكز أخرى بالجهة الشرقية تعرف نفس الإشكال على غرار قاعة العلاج المتواجدة بقرية بولفرايس التابعة لبلدية أولاد فاضل ، هذه الأخيرة منذ مدة طويلة تحولت هيكل بلا روح نظرا لاهترائها الشبه الكلي وكذا عدم توفرها على التجهيزات الطبية اللازمة بالإضافة عدم احتوائها على الطاقم الطبي والمناوبة الطبية الأمر الذي جعل اغلب قاطني هذه القرية النائية يتحولون إلى المؤسسات الاستشفائية بمدينة قايس التابعة لولاية خنشلة، أو تحولهم في بعض الأحيان إلى عاصمة الولاية وهو نفس الحالة التي تعيشها قاعة العلاج بقرية حيزة في بلدية غسيرة أين قام سكان القرية بترميم وتهيئة قاعة العلاج المغلقة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي لتسهيل عملية فتحها بعد أن وعدهم المير السابق بذلك ولكن على ما يبدو أن رئيس المجلس المنتهية عهدته رحل ومعه وعوده.
وبالجهة الشمالية للولاية تعيش وحدة العلاج لمنطقة جرمة الظاهرة تحت مظاهر لا تشاهد إلا في سنوات العشرية السوداء نتيجة افتقارها للمعدات الصحية بالإضافة لتذبذب عملية فتحتها أمام المرضى ومرتاديها ما جعل البعض من المواطنين يطالبون بخيار إغلاقها نهائيا أو بسبب عدم التفات السلطات لهم ولها، المؤسسة الجوارية للصحة بمدينة عين جاسر وقاعة العلاج المتواجدة بثنية السدرة في زانة البيضاء أيضا تدخلان في خانة المؤسسات المهمشة في ظل النقص المسجل في تعداد الكوادر البشرية الكافية لتغطية أزيد من 10 ألاف نسمة تقطن بهذه المنطقتين.
من جهة أخرى تعتبر بلديات الشمال الغربي لباتنة المتضرر الأكبر من غياب الخدمات العلاجية منها كل من بلدية أولاد سي سليمان بومقر، رأس العيون، مروانة، حيث تعاني من نقائص واضحة أبرزها نقص المناوبة الليلية وانعدام سيارات الإسعاف وخير دليل يترجم ما سبق ما تعرفه بلدية تالخمت فلا تزال الوعود التي أطلقتها الجهات الوصية بإعادة ترميم قاعات العلاج المتواجد بكل من مشاتي عين قسمية، الصفاصف، بئر لحسان والخربة ببلدية تالخمت، مؤجلة إلى إشعار آخر بعد أن طال تجسيدها على أرض الواقع رغم أن وضع هذه القاعات بات ينذر بالخطر ويحول دون راحة الممرضين العاملين بها في الساعات المعدودة التي تفتح فيها هذه المرافق الصحية وكذا راحة المرضى الذي يقتصر قدوم أغلبهم على الحقن وأخذ علاج بسيط، ـ إن كانوا من المحظوظين طبعا ـ، في ظل بقاء هذه القاعات مغلقة لأغلب أوقات النهار في بعض الأحيان واضطرار أغلب المرضى إلى التنقل نحو العيادة المتعددة الخدمات بمقر البلدية من أجل تلقي أبسط العلاج، وهو ما ساهم في اكتظاظ هذه العيادة طوال أوقات النهار خاصة وأنها تستقبل مرضى سكان البلدية بمختلف مشاتيها، وكذا المواطنين الوافدين من البلديات المجاورة على غرار لمسان، كما أن الوضع المزري الذي تتواجد فيه هذا الهياكل الصحية لا يتوقف عند اهتراءها فقط بل يتعدى إلى انعدام المياه بها وانبعاث روائح كريهة منها، ما جعل بعض الممرضين يشتكون من ظروف العمل على مستواها، وقاموا برفع شكاوى إلى الجهات الوصية من أجل التدخل لاحتواء الوضع، غير أن ذلك لم يبدل في الأمر شيء حسب ما أسره بعض المواطنين ليومية المقام.
في انتظار التفاتة حقيقة من طرف مسؤولي قطاع الصحة بالولاية، لإصلاح ما يمكن إصلاحه وضمان الحد الأدنى من التغطية الصحية لسكان هذه المناطق يبقى حالهم ينادي عالجوا القطاع حتى يعالجنا.
أخبار دزاير: إسلام بن سالم