مثل الكاتب كمال داود أمام القضاء الفرنسي عقب دعوى رفعتها ضده الجزائرية سعادة عربان، التي تتهمه بسرقة قصتها وجعلها محور روايته “Houris”، الصادرة عن دار “غاليمار” والفائزة بجائزة غونكور 2024.
وكشفت سعادة عربان عن تفاصيل هذه القضية خلال مقابلة مع الصحفي يونس صابر الشريف على قناة “وان تي في”، ضمن برنامج “التحقيق المضاد”، حيث صرحت بأن الرواية ليست سوى عملية “سطو أدبي” على تفاصيل حياتها الشخصية.
وأوضحت سعادة عربان، وهي بطلة في الفروسية، أنها لا تعرف كمال داود شخصيًا، لكنها تعرف زوجته وولده، مشيرة إلى أن زوجته كانت طبيبتها النفسية وتعرف الكثير عن حياتها الخاصة. وأضافت أنها أدركت أن بطلة الرواية تعكس حياتها بكل تفاصيلها، قائلة: “ندبتي، أنبوب التنفس، الأوشام، الإجهاض، صالون التجميل، ثانوية لطفي، علاقتي بأمي والعملية التي كنت سأجريها في فرنسا، والتي كانت الأولى من نوعها في فرنسا، لكنها لم تتم”.
وأكدت أن الرواية تضمنت حتى تفاصيل مرتبطة بالمعاش الذي تتلقاه كضحية، مضيفة أن كمال داود تحدث عن كل تفاصيل حياتها، مشددة على أن “زوجته هي الوحيدة التي تحدثت معها عن هذه التفاصيل، ولم تخبر أي شخص آخر”.
وأشارت إلى أن كمال داود طرح عليها عدة مرات، خلال زيارتها لمنزله بدعوة من زوجته، فكرة نشر قصة حياتها، لكنها رفضت ذلك تمامًا.
المحامية فاطمة الزهراء بن براهم : ما فعله كمال داوود يعد ” تعديا صارخا على قيم وذاكرة الشعب الجزائري”
وللتذكير، فقد أعلنت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في ندوة صحفية نشطتها قبل فترة بالجزائر العاصمة، عن رفع دعوى قضائية أمام محكمة وهران ضد الكاتب كمال داود، متهمة إياه باستغلال القصة الشخصية لضحية الإرهاب، سعادة عربان، في روايته “حوريات”، واصفة ما فعله “تعديًا صارخًا على قيم وذاكرة الشعب الجزائري”.
وأوضحت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن الكاتب “سرق شخصية موكلتها وقصتها وكلامها، ونشر رواية دون أي اعتبار لمعاناتها وما سببه لها ذلك من ألم”، مشددة على أن النجاح الأدبي الذي حققه داود وفوزه بجائزة “غونكور” الفرنسية “كان على حساب مأساة الكثيرين”.
وأشارت إلى أنها أودعت الشكوى باسم مفقودي الإرهاب والمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، ممثلة في زهرة فليسي، لافتة إلى أن الملف الطبي لموكلتها، الذي أودعته لدى طبيبتها النفسية -زوجة كمال داود- قد تم إخفاؤه، وهو ما سيتم التحقق منه خلال التحقيقات القضائية.
وأضافت بن براهم أن “الرواية كُتبت في الجزائر ونُشرت في فرنسا، وأن كمال داود بنى نجاحه الأدبي على حساب حياة موكلتها”، مؤكدة امتلاكها أدلة تدعم شكواها، من بينها وشم أعلى ظهر سعادة عربان، والذي ورد وصفه في الرواية، إضافة إلى شهادات طبية موقعة من عائشة داود، زوجة الكاتب.
عيسى. ض