تعرف ولاية الجلفة ديناميكية متسارعة في مجال الاستثمار منذ فترة، حيث استقطبت الولاية شركات عالمية على غرار شركة ” بلدنا ” القطرية لإنتاج الحليب، وشركات وطنية كبرى مثل ” سيفيتال “، ” سيم “، و ” طازج ” لإنجاز مشاريع استثمارية جد هامة ستساهم في توفير الآلاف من مناصب الشغل.
ويحظى ملف الاستثمار بمتابعة شخصية من والي الجلفة عمار علي بن ساعد، والذي عقد عدة اجتماعات مع مسؤولي الشركات المذكورة، مبرزا المؤهلات الاقتصادية، الجغرافية، الفلاحية، السياحية وغيرها للولاية، والتي تؤهلها لأن تكون قطبا استثماريا بامتياز مثلما أكده في تصريحات عديدة.
وعمل الوالي تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتشكيل لجنة ولائية لرفعل العراقيل ومرافقة المستثمرين الجادين، حيث أشرف على توزيع 47 رخصة استثنائية لحد الآن، استفاد منها مستثمرون جادون في قطاعات الصناعة، السياحة، الفلاحة، الخدمات، وغيرها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تطهير العقار الصناعي من المتطفلين، الذين استولوا على عدة قطع أرضية بالمنطقة الصناعية بالجلفة إلا أنهم لم يجسدوا مشاريعهم، وحولوها إلى مستودعات أو أراض مهملة، حيث تم استرجاع عديد الأراضي.
وأكد الوالي أكثر من مرة أن الرهان سيكون على الاستثمار الجاد لتوفير مناصب شغل، مضيفا أن الدولة تقدم كافة التسهيلات بما يضمن تجسيد المشاريع الاستثمارية دون أي عراقيل إدارية، حيث قام بزيارة عديد المشاريع، شملت المناطق الصناعية بعين وسارة، حاسي بحبح، الجلفة ومسعد بهدف الاستماع لانشغالات المستثمرين وتقديم الحلول الفورية لها.
ويعرف قطاع السياحة تجسيد عديد المشاريع عقب منح رخص استثنائية لأصحابها، على غرار فندق أربع نجوم ” عسلوني”، وفندق دار الضياف، وفندق البيت ذي أربع نجوم، والذي تم إنجازه بمقايسس عالمية، ومن المتوقع أن يفتح أبوابه قريبا.
وتشهد منطقة السرسو ببنهار هي الأخرى تجسيد عديد المشاريع الفلاحية، إذ تحولت إلى قطب فلاحي وطني، وتمكن عدد من المستثمرين من تصدير منتجاتهم إلى الخارج، رغم محاولة بعض الوسطاء وتجار الأراضي التشويش من حين لآخر من خلال حملات للتأثير على صورة هذا القطب الفلاحي الاستراتيجي.
شركة ” بلدنا ” القطرية : نحو إنجاز مشروع ضخم يشغل 5000 عاملا بالجلفة
تعتزم شركة بلدنا القطرية إقامة مشروع ضخم بمنطقة البيرين بولاية الجلفة، عقب زيارة مسؤولين عن الشركة للمنطقة والاستماع لعرض تفصيلي أشرف عليه الوالي عمار علي بن ساعد تضمن المؤهلات الاقتصادية الكبيرة للولاية، من نقل بري، وخطوط السكة الحديدية، والمياه، إضافة إلى الامكانيات الاقتصادية وتوفر اليد العاملة وغيرها. كما عقد اجتماعا بتاريخ 19 جوان الفارط لمناقشة مختلف التفاصيل المتعلقة بتجسيد المشروع.
وكشف الوالي عمار علي بن ساعد في تصريحات إعلامية سابقة أن هذا المشروع الضخم سيعمل على توفير 25 ألف بقرة حلوب، في المرحلة الأولى، لتموين المصنع بالمادة الأولية، وسينطلق الإنتاج، بـ 336 مليون لتر حليب طازج سنويا، على أن تتضاعف الكمية تدريجيا، للوصول إلى إنتاج 1 مليار لتر حليب سنويا عام 2030، مضيفا أن هذا المشروع سيوفر 5 آلاف منصب عمل.
وشركة ” بلدنا ” القطرية ، حسب معلومات موقعها الرسمي ـ ” واحدة من أكبر شركات تربية الأبقار في المنطقة، تمتد مساحتها على 2.4 مليون متر مربع وبقدرة استيعابية لتربية 24000 رأس من الأبقار في بيئة مريحة وملائمة تُمكّن الأبقار من الوصول إلى إنتاج الحد الأعلى من الحليب. ”
“وتقدم مزرعتنا منتجات طبيعية متميزة بطعمها الطازج وقيمتها الغذائية العالية. يتم حلب الأبقار يومياً باستخدام أحدث أنظمة الحلب الدوارة لاستخدامه في تصنيع مجموعة واسعة من منتجات الألبان والأجبان. وتفتح المزرعة أبوبها للعامّة لزيارتها، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة أحدث أنظمة الحلب الدوارة في المنطقة. كما تضم المزرعة مطعماً متميزاً وحديقة بديعة التنسيق وقسم لألعاب الأطفال وحديقة حيوانات أليفة، وبذلك تعتبر مزرعة بلدنا وجهة مثالية للراغبين في التعرف على الحياة في المزرعة”.
التسهيلات الإدارية تحفز شركات وطنية كبرى للاستثمار بولاية الجلفة
عقد والي الجلفة عمار علي بن ساعد عدة اجتماعات مع مديري عدد من الشركات الوطنية الكبرى، ومن بينها مجمع سيفيتال، والذي من المقرر أن يعمل على إنجاز 3 مصانع بولاية الجلفة، ستوفر مئات مناصب الشغل، من بينها مصنع لصناعة الزجاج وآخر لمعالجة الرمل.
ويعتبر مجمع سيفيتال من أكبر المجمعات الصناعية في الجزائر وحظي الرئيس المدير العام للمجمع ماليك ربراب بتكريم من طرف رئيس الجمهورية، شهر جويلية الفارط خلال مراسم احتفالية جائزة الوسام الشرفي للتصدير تحت شعار: التزام، إنجازات، وآفاق، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة، في إطار تشجيع المجهودات المبذولة من طرف الشركات الاقتصادية في مجال التصدير خارج المحروقات.
وقد شكلت التسهيلات الإدارية المختلفة بإشراف من الوالي حافزا لعديد الشركات الوطنية المعروفة للاستثمار ببلديات ولاية الجلفة، ومن بينها ” مجمع سيم ” و” طازج “، حيث التقى الوالي مع مسؤوليهم، وتم التطرق إلى طبيعة المشاريع التي سيتم إنجازها وعدد العمال الذين ستشغلهم، إلى جانب الحديث عن المؤهلات الاستراتيجية المختلفة لولاية الجلفة ومرافقة الإدارة للمستثمرين الجادين إلى غاية إنجاز هاته المشاريع.
وبالمقابل، تمكن عدد من المستثمرين المحليين من تجسيد مشاريعهم ميدانيا على غرار مجمع فتحي للصناعة، الذي يوفر منتجات متنوعة في مجال أشغال البناء والتهيئات العمرانية المختلفة، تتميز بجودة عالية، ويختص في مجال تدوير الفولاذ، الإنتاج الصناعي للمنتجات الخرسانية غير المجمعة، والشبابيك الحديدية وغيرها. ليدخل مؤخرا مجال الاستثمار في المجال السياحي، بإنجاز فندق البيت ذي 4 نجوم، وإطلاق مشروع آخر للاستجمام موجهة للعائلات بغابة سن اللباء.
وقد عاين وزير الدولة وسيط الجمهورية مجيد عمور في زيارة سابقة سير عدة مشاريع استثمارية، ومن بينها مجمع فتحي للصناعة، حيث جدد تأكيده على أهمية هذه المشاريع الاستثمارية الجادة في توفير مناصب شغل، واستعداد السلطات لمرافقة أي مشروع جاد.
كما تتواجد عدة مشاريع استثمارية ناجحة بولاية الجلفة على غرار صناعة المناديل والورق الصحي ” وفاء”، صناعة المضخات، إنتاج الأجبان، إنتاج ” الشيبس “، صناعة الآجر وغيرها.
وتشغل هذه المشاريع مئات العمال، في انتظار تجسيد المشاريع الجديدة ميدانيا، والتي تعد إضافة نوعية للولاية وسكانها، رغم محاولة بعض الأطراف التشويش على سير الاستثمار بولاية الجلفة، نتيجة إصرار السلطات على استرجاع العقار الصناعي غير المستغل، ووضع حد للتلاعبات بهذا الملف الهام الذي يشكل ركيزة أساسية في تحقيق الإقلاع الاقتصادي.
أخبار دزاير: عيسى. ض