ركزت افتتاحية مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر أفريل على مواصلة الجزائر مسيرة البناء والتنمية، انطلاقا من إرادة قوية في تأمين الحاضر والسير بثبات نحو مستقبل مشرق، حيث استحضرت في مستهلها إحدى الجرائم البشعة التي اقترفها المستعمر الفرنسي، والمتمثلة في زرع ما يفوق عشرة ملايين لغم على طول حدود البلاد الشرقية والغربية، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الجزائريين، في محاولة يائسة لثنيهم عن التشبث بأرضهم والدفاع عنها، ووصفت ذلك بـ”إحدى الجرائم البشعة التي اقترفها المستدمر الغاشم في حق الشعب الجزائري”.
وأكدت الافتتاحية أن الجزائر، التي واجهت هذه الجريمة الاستعمارية بإرادة فولاذية، تمكنت من التخلص من هذا الإرث القاتل بفضل جهود وسواعد أبناء الجيش الوطني الشعبي، الذين طهروا الأراضي من الألغام ومنحوها للمواطنين لاستغلالها في النشاط الفلاحي، مضيفة: “فمثلما عزمت بلادنا بالأمس واتخذت قرارها، ضمن قرارات أخرى سيادية وشجاعة، بنزع وتدمير هذه الألغام، وتمكنت قبل سنوات من تطهير عشرات آلاف الهكتارات من أراضينا منها بسواعد شبابنا في الجيش الوطني الشعبي، ومنحها للمواطنين لاستغلالها في الفلاحة”.
وأشارت المجلة إلى أن الجزائر، التي قررت بالأمس إزالة هذه الألغام في قرار سيادي شجاع، تخطو اليوم بخطى عملاقة نحو التنمية الشاملة، من خلال مشاريع استراتيجية كبرى كانت إلى وقت قريب تبدو صعبة المنال، لكنها أصبحت واقعا ملموسا بفضل رؤية قيادة رشيدة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مؤكدة أن “الجزائر تسير اليوم بأقدام ثابتة على درب الرقي والازدهار وبخطى واثقة نحو تأمين حاضرها، وتطلعها لمستقبل مشرق بدأت ملامـحه تتجلى وتتضح”.
وعددت الافتتاحية مختلف الإنجازات التي تحققت في ظرف وجيز، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والمائي والصحي، وغيرها من المجالات، مشيرة إلى أن هذه النجاحات جاءت “وفق رؤية سديدة وحكيمة لقيادة رشيدة تضع مصلحة الجزائر وسيادتها فوق كل اعتبار”، مضيفة أن “كافة المشاريع التنموية التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وتجسدت ميدانيا تصب كلها في خدمة المواطن وتلبية احتياجاته، من منطلق تكريس الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية المستمد من أدبيات ثورة التحرير المظفرة”.
وأكدت افتتاحية مجلة الجيش أن كل هذه الجهود تصب في خدمة المواطن، لاسيما فئة الشباب، التي وصفها رئيس الجمهورية بأنها “أساس وجوهر الوطن”، مشيدا بـ”صحوة شباب اليوم الغيور على بلاده والفخور بها في الداخل والخارج”، ومؤكدا أن “الفضل في ذلك يعود ليس فقط لرئيس الجمهورية أو للحكومة، بل لكل الجزائريات والجزائريين”.
كما سلطت الافتتاحية الضوء على الدور المحوري للجيش الوطني الشعبي، باعتباره ضمانة لاستمرار المسيرة التنموية في ظل محيط إقليمي معقد، مشيرة إلى جاهزية القوات المسلحة في حماية الحدود، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، حيث جاء في الافتتاحية: “تضطلع قواتنا المسلحة بمسؤولية تاريخية في حماية حدودنا الشاسعة، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها، والحفاظ على وحدة التراب الوطني وسيادة الدولة”.
وفي هذا الإطار، نقلت المجلة تصريحات الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي شدد على أن “تشكل التحولات المتسارعة في المنطقة وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية، باعثا أساسيا لزيادة الحيطة ومضاعفة الحذر وتكثيف موجبات اليقظة”، مضيفا: “إننا عازمون في الجيش الوطني الشعبي على مواصلة العمل بإخلاص من أجل تعزيز أمن واستقرار بلادنا، والرفع المستمر لجاهزية جيشنا العتيد، وترسيخ احترافيته، حتى يكون قادرا على التصدي لكافة التهديدات، وردع جميع المشاريع التخريبية المعادية”.
واختتمت الافتتاحية بالتأكيد على أن الجزائر الجديدة، التي تُبنى بسواعد أبنائها، تسير بخطى واثقة نحو مستقبل واعد، عنوانه الأبرز: “تأمين الحاضر لمستقبل مشرق”.
محمد. ي