أثار تواجد المدير العام للمخابرات المغربية، عبد اللطيف الحموشي، في إسبانيا جدلًا واسعًا، خصوصًا في ظل استمرار تداعيات فضيحة التجسس التي تورطت فيها المملكة المغربية عبر برنامج “بيغاسوس”. وطرحت الصحافة الإسبانية تساؤلات عديدة حول خلفيات هذه الزيارة السرية، حيث سربت مقاطع فيديو لتحركات الحموشي بالعاصمة مدريد، متسائلة إن كان تواجده المريب مرتبط بمحاولات التأثير على التحقيقات المتعلقة باستخدام البرنامج الصهيوني من طرف المخزن للتجسس على مسؤولين كبار داخل إسبانيا وأوروبا.
وربطت وسائل إعلام إسبانية بين زيارة عبد اللطيف الحموشي وبين الجدل القائم حول استهداف هواتف شخصيات بارزة، من بينها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغريتا روبليس، حيث سبق أن كشفت تقارير أمنية أن البرنامج الخبيث استُخدم لاختراق بيانات حساسة تخص الحكومة الإسبانية، فيما أشار متتبعون إلى أن تغير مواقف بعض الدول من قضية الصحراء الغربية مرده إلى ابتزاز تعرضوا له جراء عمليات التجسس، فيما أشار متتبعون إلى تحضير المخزن للأرضية اللازمة لخلافة الملك المريض محمد السادس، وربط هؤلاء تواجد مدير المخابرات المغربية بالتنسيق مع الإسبان في هذا الملف الملغم.
وتواجه الرباط اتهامات خطيرة بالتورط في أعمال تجسس غير مشروعة، ما دفع القضاء الإسباني إلى فتح تحقيق موسع حول الجهة التي تقف وراء استخدام “بيغاسوس” داخل إسبانيا. وقد أكدت منظمات حقوقية وتقارير استخباراتية دولية أن المغرب كان من بين الدول التي حصلت على البرنامج واستغلته في استهداف شخصيات سياسية وإعلاميين ومعارضين داخل البلاد وخارجها.

وفي ظل هذه التطورات، تساءلت الصحافة الإسبانية عن أسباب الزيارة المفاجئة لمدير المخابرات المغربية، وما إذا كانت محاولة للتأثير على المسار القضائي للقضية. كما أثيرت مخاوف بشأن استمرار العلاقات الأمنية بين مدريد والرباط، في وقت تتزايد فيه المطالب داخل الأوساط السياسية الإسبانية بإعادة النظر في التعاون الاستخباراتي مع المغرب، خاصة بعد ثبوت تورطه في أنشطة تجسس غير قانونية.
وتعد قضية “بيغاسوس” واحدة من أخطر الفضائح التي هزت العلاقات الدولية، حيث تورطت عدة دول ومن بينها المملكة المغربية في استخدامها للتجسس على شخصيات سياسية رفيعة المستوى، وسط إدانات دولية ودعوات لمحاسبة المتورطين.
وقد ركز القضاء الإسباني والأوروبي على دور المخابرات المغربية القذر في هذه الفضيحة، إذ تم فتح تحقيقات معمقة، ما يضع الرباط في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي، خاصة مع استمرار الكشف عن تفاصيل جديدة حول عمليات التجسس التي استهدفت مسؤولين أوروبيين وصحفيين ومنظمات حقوقية.
عبد القادر. ب