منذ أن تم الإعلان عن تنظيم ملتقى وطني حول جوانب من شخصية العلامة سيدي عطية مسعودي ، وأنا أتقصى الأخبار عن مجريات التحضيرات وظروفها ، فعلمت أن السيد والي الولاية بارك الله فيه قد كلف مديرية الشؤون الدينية والجامعة بالإشراف على العملية ، وبما أن الوالي معروف عنه أنه لا يحب البريكولاج ، إلا أن الملتقى تعرض لعملية تقزيم ، وتسويف ، إن لم نقل تمييع !!
وسأبدأ من البداية : معروف عن أي حدث أو ملتقى أو تظاهرة ، هو الترويج الإعلامي ، والتغطية.
لماذا لم يعلن عن الملتقى إلا في موقعين اثنين، وهما مشكوران على ذلك ، رغم أنه لم يطلبا منهما ذلك ، وكان الاشهار مجاني ، ولم يعلن عنه في ولو في جريدة واحدة من أكثر من 90 عنوانا مادام أنه وطني!!
لماذا لم يعلن عنه في موقع الولاية وهي الراعية له ؟
لماذا لم يعلن عنه في موقع الجامعة وهي شريك في العملية ؟؟ عكس ما تفعله في ملتقيات بلا معنى؟
ثم :
لماذا لم يتم إقامة ندوة صحفية يتم دعوتنا فيها أنا وزملائي، للتعرف على محاور الملتقى؟؟ على الأقل كنّا سنقوم تغطية كاملة لتعد بمثابة إشهار بالمجان؟
لماذا لم يتم إشعار الجامعات على الأقل ؟ أليس هذا الملتقى يعني الدكاترة والباحثين بالدرجة الأولى ؟؟ فجامعة الجلفة موقفها معروف من الشيخ سيدي عطية منذ بداية إقامتها للملتقيات وصرفها للملايير؟؟
لماذا لم يتم الإعلان عنه كما يعلن عن ملتقى الشيخ العمودي ، والشيخ العربي التبسي، والشيخ مبارك الميلي، رحمهم الله ؟؟؟
ثم ، هل من المعقول أن تتم دعوة الضيوف بالهاتف دون توجيه دعوات كتابية ؟؟؟ هذا لم يحصل في تاريخ الملتقيات، حتى أنني التقيت بدكتور صديقي درس معي في الجامعة ، وقال لقد جئت بدعوة شفاهية ولم أبرر حتى غيابي عن عملي ؟؟
ثم : أنه ورغم أن قائمة لجنة التحضير تضم ما يقارب 20 شخصا من دكتور وأستاذ ، إلا أن من تعب وعمل لا يتعدى عددهم 05 ؟؟؟
رغم كثافة المحاضرات إلا أنه تم تجميعها في صبيحتين عكس البرنامج الذي تحصلنا على نسخة منه ، والغريب أننا لم نبلغ بذلك !! 8 محاضرات بين العاشرة والواحدة ؟؟؟
أما عن المحافظ والإشارات التي تم توزيعها فحدث ولا حرج ، فهي من أرخص الأنواع في الأسواق؟؟ يضاف إلى ذلك اللافتات التي لم تدرس بعناية حيث صممت بألوان فاترة غير واضحة ويتطلب الوقوف عندها وتعطيل حركة المرور لتقرأ ما فيها ؟؟؟
والغريب أن من وضعها ركز على الشارع الرئيسي وشارع الولاية أي المسلك الذي يمر منه الوالي؟؟ بدل أن توضع في المداخل الأربعة للمدينة أو الولاية ؟؟
ولا ننسى التصرفات غير المسؤولة للمكلف بالتنظيم وخاصة مع الشاعر حرزلي الذي قام بإهانته أمام ضيوف الملتقى بدون سبب.
في التلفزيون !!!
أما عن التوصيات فبدل أن تتضمن إنشاء جائزة باسم الشيخ تعطى لأحسن بحث في كل سنة عن عالم من علماء الجلفة ، فحدث ولا حرج. وتم اقتصار الأمر على تسمية مدرسة نموذجية ، بدل دار الإمام أم ومشروع كبير !!
والمؤسف أن هذا الشيخ سيدي عطية ، الذي هو قامة من قامات الكبار بشهادة علماء معروفين، لم يتم ذكره في الكثير من خطب الجمعة رغم أن مدير الشؤون الدينية طلب منهم ذلك وعلنا بعد اختتام الملتقى.
الخطأ الكبير هو عدم دعوة تلاميذ المتوسطات والثانويات لحضور هذا الملتقى، فهم الأولى وما فائدة تقديم المحاضرات للشيوخ والدكاترة من طرف زملاء لهم ؟؟؟
هذه السلبيات المقصودة التي أراد من خلالها أصحابها تمييع الملتقى وتقزيمه وجعل حتى سكان بلدية زكار لا يسمعون به ؟؟
أما ما تبقى فهي كلها ايجابيات، يشكر عليها الوالي أولا وأخيرا، فهو صاحب الفكرة، وصاحب الإشراف وصاحب الآجر. ومن يستحق الشكر كذلك هو مدير الشؤون الدينية والدكتور بن داود والدكتور حمام زهير ، الذين اجتهدوا وتعبوا بحق .
أخشى أن يتكرر الأمر مع علمائنا : الشيخ العسالي ، والشيخ بن ربيح ، والشيخ عبد القادر المسعدي ، والشيخ سي احمد صادقي ، والشيخ الرايس، والشيخ عبد القادر بن بوزيد ، والشيخ الدلماجي ، والشيخ عبد القادر طاهري وكل الشيوخ رحمه الله عليهم الذين لم أتذكر أسماؤهم.
وشكرا وألف شكر يا والي الجلفة يا من دخلت التاريخ بإحياء مآثر العلماء الذين نكن لهم الحقد الدفين حتى و هم موتى !!! وكل الشكر لمواقع الجلفة ( من الإنفو مرورا بصوتها، ووصولا إلى أخبارها ) على التغطية المحترفة ، والعلامة الكاملة لزملائي في إذاعة الجلفة.
بقلم: بومدين سلسبيل