أكد الأمين العام مصطفى ياحي على تمسك الحزب بخطّه الوطني الجمهوري، معبّراً عن “الاعتزاز بلقاء القيادة الحزبية بين المؤتمرين والإطارات المخلصة”.
وشدّد مصطفى ياحي في كلمته خلال افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي على رمزية هذا اللقاء السياسي “في ظل الظروف الوطنية، الإقليمية والدولية الحساسة”، معتبراً أن الدورة تشكّل فرصة لتجديد مواقف الحزب ورؤاه إزاء التحديات الراهنة.
وأوضح مصطفى ياحي: “نحن في الأرندي نؤمن بالأمل، ونواجه خطاب اليأس والتشكيك بالحجج والبراهين”، مستعرضاً المقومات التي تُشكّل جدار المناعة للجزائر، من تاريخها العريق، وهويتها الأصيلة المرتكزة على الإسلام، العروبة والأمازيغية.
وأوضح المتحدث أن “قوة الشعب الجزائري لا تُستمد من ماديات زائلة، بل من آلامه وتضحياته، من قيمه وثوابته الوطنية، ومن طموح شبابه لبناء دولة حديثة، عصرية، نوفمبرية”.
وتطرق الأمين العام لدى حديثه للوضع الداخلي إلى دور الدولة ومؤسساتها في تلبية حاجات المواطنين، قائلاً: “جهود الدولة واضحة في قوانين المالية المتتالية، وحرص رئيس الجمهورية ظاهر في حماية الفئات الهشة والطبقات المتوسطة، في انسجام مع روح أول نوفمبر”.
وفي معرض دفاعه عن برنامج الرئيس عبد المجيد تبون، قال مصطفى ياحي: “جاحد من ينكر نواياه الصادقة، سواء في ترشيد النفقات أو في رسم معالم اقتصاد وطني صلب”، مشدداً على التزام الأرندي بدعم هذا البرنامج كخيار استراتيجي.
وفي ما يخص التهديدات الخارجية، أبدى الحزب قلقه من التصعيد الإعلامي “العدائي” تجاه الجزائر، داعياً “لتعزيز اللحمة الوطنية ودعم قدراتنا الدفاعية والالتفاف بقوة حول مؤسساتنا الجمهورية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية. كما نوه الحزب بأهمية” تشكيل جبهة إعلامية وطنية موحدة لإحباط هذه الحرب الإعلامية من خلال تسخير كل طاقاتنا البشرية من مختلف المشارب، ومن الكفاءات الإعلامية والإطارات الوطنية التي تزخر بها الجزائر، وتمكينها من حقها وواجبها في الدفاع عن الوطن ضمن استراتيجية إعلامية للدولة واضحة المعالم.”
وفي الشق الدبلوماسي، ثمّن الأرندي جهود الرئيس تبون في المحافل الدولية، خاصة ما يتصل بإفريقيا، و”الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
كما استعرض مصطفى ياحي التحديات التي عاشها الحزب بعد الحراك الشعبي سنة 2019، معتبراً أن “الأرندي كان على شفا الانهيار، لكن وعي المناضلين والتزام القيادة ساهم في استعادة موقع الحزب تدريجياً”.
وأشار إلى أن المؤتمر السادس شكّل “محطة لتصحيح المسار”، في حين يُعوّل على المؤتمر السابع المرتقب ليكون “قوياً وجامعاً، ومعبّراً عن تطلعات المناضلين في كل ربوع الوطن”.
واختتم مصطفى ياحي كلمته بالدعوة إلى التعبئة من أجل إنجاح هذا الموعد السياسي، قائلاً: “عاش التجمع الوطني الديمقراطي، تحيا الجزائر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.
عيسى. ض
