احتضن مساء اليوم المركز الثقافي الإسلامي، قراءة في كتاب لأولى الإصدارات التاريخية التي كشفت عن تاريخ المقاومات الشعبية لمنطقة أولاد نايل تحت عنوان ” المقاومات الشعبية ببلاد أولاد نايل …. مقاومة الحاج موسى بن الحسن المدني الدرقاوي ” ، حيث جمعت منصة القراءة المؤلفين السبعة للكتاب بلخضر شولي ، حكيم شويحة ، عمر بن سالم ، محمد شبيري ، محمد مويسة ، المسعود بن سالم ، بلقاسم السعيد خاليد ، وهو ما اعتبره الحاضرون جهدا محليا نفض الغبار عن احدى المقاومات الشعبية الجزائرية التي كانت تسعى الى توقيف الزحف الاحتلالي الفرنسي في الجزائر .
الكتاب جاء ليزيح الستار عن شخصية تاريخية همشتها الأقلام ، ومقاومة لم يسلط عليها الضوء في جنوب الجزائر الكبير من قبل المؤرخين وهو ما عبّر عنه الأستاذ “محمد تاج الدين طيبي” بانه كتاب يثير العديد من الأسئلة حول المقاومة خاصة وأنه ركز على مصطلح ” الرباط ” الذي اعتبرها تاج الدين نجاحا للمؤلفين والتي كانت غير بعيدة عن أولاد نايل متسائلا عن عدم التعريج على علاقة موسى بن الحسن الدرقاوي بالشيخ شريف بلحرش في هذا الاصدار.
وعن الظروف التي أحاطت بالعمل وضح الباحث في التراث “بلخضر شولي” أن الاهتمام بالموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة هو ما جمع الباحثين لاستكتاب هذا الإصدار خاصة وأن ما دون إلى اليوم لا يرقى إلى ما تزخر به الجلفة ونواحيها ، كما أشار مدير موقع الجلفة انفو الإعلامي” د. خالدي بلقاسم” ان هذا الاجتهاد جاء نتيجة الايمان بالعمل الجماعي خاصة وأن مؤسسة الجلفة أنفو اليوم تحتضن مركز للدراسات والبحوث إضافة الى دار النشر وتهدف إلى تدوين تاريخ المنطقة .
من جهته أكد الإعلامي والباحث “مسعود بن سالم ” أن هذا العمل هو من الإسهامات التي تسلط الضوء على أولاد نايل والمنطقة بكل أعراشها من 1831 إلى 1849 وهو تأكيد على أن مشاركة المنطقة في المقاومات الشعبية لم يكن كرد فعل لوصول الفرنسيين للمنطقة بقدر ماكان الهدف هو تحرير العاصمة التي وطأت فرنسا قدمها فيها .
وعن مضمون الكتاب، كشف الباحث “حكيم شويحة” أنه تناول شخصية الدرقاوي في أربعة فصول ، حيث عرف الفصل الأول ببلاد أولاد نايل ومخزونها الحضاري والجغرافي والثقافي والسياسي، فيما كان الفصل الثاني من الكتاب يتحدث عن شخصية حسن الدرقاوي بكل تفاصيلها وسلط الفصل الثالث الضوء على الانتهاكات وسنوات الدم التي عانت منها المنطقة جراء الحملات العسكرية التي تعرضت لها في أربعينيات القرن 19 فيما كان الفصل الرابع والأخير مخصصا لحملة الزعاطشة ومذبحة الدراويش بقصر الشارف .
كذلك ذكر الباحث “عمر بن سالم” أن الكتاب ليس عبارة عن معلومات تاريخية فقط بقدر ما يحمل مشاعر وتساؤلات دفينة حول تاريخ المنطقة وأن هذا السريان التاريخي بدأ بالبحث في جريدة المبشر إلى الوصول للمصادر والمراجع التي تحدثت عن مقاومة موسى بن الحسن الدرقاوي ، وعن شخصية الكتاب ، أشار الكاتب والإعلامي “محمد مويسة” إلى المشروع التحريري الذي كان يحمله الدرقاوي بناء على الطريقة المدنية التي قامت في ليبيا ومحاولته توحيد الطرق الصوفية بكل خصوصياتها في الجهاد .
يذكر أن الكتاب الصادر عن منشورات الجلفة أنفو قد جاء في 399 صفحة ، وتصدره الدكتور ” داودي مصطفى ” أستاذ بقسم التاريخ جامعة الجلفة ، وساهم في إخراجه الفني كل من الخطاط “محمد بن بوعبد الله “و الرسام “العروسي لمير” ، وسيتنقل الباحثون إلى عدة مناطق خلال الأيام المقبلة للقاء الجمهور والقراء عبر تراب الولاية .
أخبار الجلفة: مريم براهيمي