في تصعيد جديد ضد الجزائر، أعاد السياسي الفرنسي برونو ريتايو تفعيل أذرعه الإعلامية المغتربة والمتمركزة في فرنسا، والتي ما فتئت تُطلق حملات تضليل وهجمات ممنهجة ضد الدولة الجزائرية ورموزها، في سياق يعكس محاولة منظمة لخلق صورة مشوشة عن الجزائر في الخارج.
في مقدمة هذه الهجمات، برز اسم الصحفي الجزائري المقيم في فرنسا فريد عليلات، المراسل السابق لجريدة Le Matin، الذي اتخذ من حسابه على فيسبوك ومقالاته المنشورة في مجلات فرنسية معادية، منابر للطعن في بلاده والتشكيك في نوايا مؤسساتها، وعلى رأسها وزارة الاتصال.
في مقال نشره عبر مجلة Le Point، أعرب عليلات عن “قلقه” حيال مصير اللغة الفرنسية في الجزائر، مدّعيًا – استنادًا إلى “اعتراف” مزعوم لدبلوماسي فرنسي – أن مسؤولين جزائريين ربطوا فتح ثانوية فرنسية ثانية بشروط معينة. لم يتردّد عليلات في التلميح إلى وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، متهمًا إياه زيفًا بأنه “يكرّس وقته لمهاجمة فرنسا”، وهي تهمة لا تستند إلى أي دليل أو تصريح رسمي.
الحقيقة أن الوزير يؤكد في جميع خطاباته على الاحترام الكامل للشعب الفرنسي، ونفي أي عداء للجمهورية الفرنسية، في مقابل تأكيده المتواصل على رفض روايات الاستعمار وتزييف التاريخ.
لم تتوقف الاتهامات عند هذا الحد، بل لجأ عليلات إلى إعادة تدوير شائعة تم نفيها سابقًا من قناة “الحياة تي في”، زاعمًا أن لأبناء الوزير علاقة بجامعات باريسية. وهي كذبة تفتقر لأي تفاصيل، وتُظهر مستوى مقلقًا من الاستسهال المهني.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل أن فريد عليلات كان وراء إشاعة أخرى تتعلّق بتقديم الجزائر لـ30 ألف طن من الوقود عالي الجودة إلى لبنان، الأمر الذي أدى إلى استبعاده من مجلة Jeune Afrique، رغم تغطية ذلك بعبارة “مغادرة طوعية”.
هجوم متعدد الرؤوس بأقلام جزائرية في الخارج
وتزامنًا مع ذلك، انخرط صحفيون جزائريون آخرون في الحملة، مثل محمد سيفاوي، الذي نشر في Journal du Dimanche بتاريخ 11 ماي 2025 هجومًا غير مسبوق على رئيس الجمهورية وأجهزة الأمن الجزائرية، في مقال سماه “تحقيقًا”، دون تقديم أي مستند أو دليل.
كما نشرت الصحفية الفرنسية شارلوت لالان مقالًا عن مسؤول جزائري متقاعد منذ عشر سنوات، في مشهد إعلامي يعكس تنسيقًا واضحًا ضد الجزائر، عبر عدة منصات فرنسية لها سجل معروف في التهجم والتضليل.
هذا التصعيد الإعلامي، الذي يستغل أسماءً جزائرية مهاجرة مثل كمال داوود وبوعلام صنصال، يدفع إلى التساؤل حول أجندات خفية تستهدف استقرار الجزائر ورموزها. ومن هذا المنطلق، بات من الضروري، كما دعا وزير الاتصال، التحول من جبهة إعلامية إلى جبهة تحرير فكرية وثقافية، تستلهم روح المقاومة من إرث أدبي وشعري جزائري عريق، لطالما شكّل عمقًا استراتيجيًا في معركة الوعي والسيادة الوطنية.
عن: مقال للأستاذ بوزيان بلحوار – جامعة وهران