أقحمت وزارة الدفاع الوطني عديد المفارز والمروحيات التابعة للقوات الجوية للمساعدة في السيطرة على النيران التي اندلعت في مختلف المناطق من الوطن، وبشكل متزامن إبتداء من يوم 09 أوت 2021، حيث أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد في خطاب موجه للشعب الجزائري أن غالبية الحرائق المندلعة تسببت فيها أياد إجرامية، مؤكدا أنه طلب صورا للأقمار الصناعية التي وثّقت أماكن الحرائق، وأسدى تعليماته خلال ترأسه اجتماعا استثثنائيا للمجلس الأعلى للأمن ” لجميع القطاعات لمتابعة تقييم الأضرار والتكفل بالمتضررين من الحرائق التي ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين (الماك) و(رشاد) في إشعالها، وكذا تورطهما في اغتيال المرحوم جمال بن سماعين“.
وقد جندت قيادة الجيش الوطني الشعبي كافة الإمكانيات البشرية والمادية للسيطرة على هذه الحرائق من مفارز ومروحيات عسكرية، بعد أن كشفت الأدلة أن هذه الحرائق جزء من مخطط إجرامي خارجي يستهدف أمن الجزائر واستقرارها، إذ كان للمركز الوطني لاستغلال سواتل الكشف عن بعد التابع لوزارة الدفاع الوطني دور كبير في تقديم الأدلة والصور والبيانات، وفي رسم مخطط السيطرة والتحكم في هذه الحرائق التي اندلعت بعدة ولايات.

وزارة الدفاع الوطني تقحم الاقمار الصناعية الجزائرية لرصد ومتابعة ومواجهة الحرائق
عمل المركز للمركز الوطني لاستغلال سواتل الكشف عن بعد وبالتنسيق مع الوكالة الفضائية الجزائرية على استغلال الأقـمـار الصناعية ” ألسات ـ 2 أ “، ” ألسات ـ 1 ب ” و” ألسات 2 ب”، لرصد ومتابعة الحرائق والتقاط الصور الساتلية وإرسالها، ” بالإضافة إلى أقمار أجنبية أخرى قصد تدعيم البيانات الملتقطة عن طريق أقمارنا الصناعية علاوة عـلـى ذلك وفي الـيـوم الموالي مـن اندلاع الحرائق واتساع رقعتها، أنشئت على مسـتـوى المركز الوطني لاستغلال سواتل الكشف عن بعد خلية أزمة مكلفة بمراقبة ومتابعة الأوضاع المتعلقة بحرائق الغابات متكونة من خمسـة خبراء مـن الـوكـالـة الفضـائـيـة الجزائـريـة وثلاثة ضباط من المركز الوطني لاستغلال سواتل الكشف عن بعد”، وفق ما نشرته مجلة الجيش في عددها الأخير.
وأوضح العقيد فقيقي محمد بلحول، مدير المركز بالنيابة في تصريح لـ مجلة الجيش “يندرج تسيير المخـاطـر الـكبرى ضـمـن مهامنا الأساسية وحرائق الغابات هي جزء من هذه المخاطر، لذلك من واجبنا تسخير كل الوسائل وتوفير الحلول بالاعتماد على الـتـقـنـيـات الفضائية التي باتت تقدم لنا دعـمـا كبيرا في رصد وتسيير ومـواجـهـة الكوارت الطبيعية”.
وأشار في تصريحه” إلى أن الخرائـط الـقـضـائـيـة تـوقـر لـنـا الـيـوم معلومات قيمة لفائدة مختلف الهيئات المعنية بمجال الوقاية من حرائق الغابات ومـكـافـحـتـهـا، على غرار المديرية العامة للغابات والمديرية العامة للحماية المدنية”.

وكشف المقدم عميرة نصر الدين، رئيس خلية الأزمة لـ مجلة الجيش ” تتم عملية المتابعة على أربـع مـراحـل: برمجة الأقـمـار الصناعية الجزائرية، جمع الصور، معالجة البيانات ومن ثمة إعداد التقارير الخاصة بالحصيلة والخسائر”، في وقت أضاف المقدم بـوخـروبـة صبر الـديـن، رئيس قسم الاستعلام بالصور في تصريحه ” أن الصـور الـتـي يـتم استقبالها عبر محطات الاستقبال التابعة لنا، يتم إرسالها مباشرة وفي وقت حقيقي إلى المركز والوكالة الفضائية الجزائرية عبر خطوط خاصة ومـؤمنـة مـن الألياف البصرية”، وتابع ” وبالنظر إلى حجم الحرائق و امتداد رقعتها، قمنا بالتنسيق مع عدة شركاء أجانب قصـد تـغـطـيـة جـميع المناطق المتضررة من الحرائق وللحصول على عدد كبير من المعلومات والمعطيات الساتلية”.
وقال بوخروبة صبر الدين أن “المركز الوطني إضافة لاستغلال سوائل الكشـف عـن بـعـد قـام أيضا بجمع كل المعلومات المناخية درجة الحرارة، سرعة الرياح واتجاهها، درجة الـرطـوية، لـكـل المناطق المتضررة من الحرائق بالتنسيق مع مركز الأرصاد الجوية التابع للقوات الجوية، وذلك في الفترة الممتدة من 9 إلى 18 أوت 2021، وهو ما سمح لنا بدراسة وتحليل هذه البيانات لمعرفة الأحوال الجوية التي ساعدت على انتشار هذه الحرائق.”
ومن جهته، ذكر الرائد حسين أحمد، أحد أعضاء خلية الأزمة في تصريح نقلته مجلة الجيش ” بـأن الـنـتـائـج المتحصل علـيـهـا والمتعلقة بتحديد المساحات والمناطق التي طالتها الحرائق، يـتـم إعدادها على شكل تقارير يومية تساعد على متابعة دقيقة لتطور الحرائق”.
و للإشارة، يتم إرسال هذه التقارير بانتظام إلى القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي مرفوقة بوثائق ومعلومات تتضمن إحصـائـيـات ورسومات بـيـائـيـة، مسـاحـات المناطق المحروقة، عدد بؤر الحرائق ونقاط اندلاعـهـا، خـرائـط فـضـائـيـة لـمـنـاطق المحروقة وخرائط طبوغرافية لتضاريس المنـاطـق المنكـويـة، بالإضافة إلى خرائط الأرصاد الجويـة تـوضـح الأحـوال الجويـة السائدة خلال فترة الحرائق.”
أخبار دزاير: كريم يحيى