القصة هي فكرة مصاغة بأسلوب مشوق مضاف إليه بعض من الخيال و الأحداث و تنتهي بعبرة و قيمة معينة . وللأسف كمربين أهملنا جانب القصص المهم في حياة كل طفل و حتى لدى المربي. من الجيد أن نركز مع الطفل على توصيل المعلومات و تقديم الدروس و مساعدته على فهمها و إدراكها . و لكن من جهة أخرى لا يجب أن نهمل دور القصة بأنواعها .فالقصة لها دور كبير في التربية و التأثير.
و كما قلنا سابقا أن القصة مهمة جدا للطفل و المربي فمثلا نجد أن القصة تؤثر بشكل ايجابي على الأم أو الأب فتعتبر تفريغ نفسي لهما مع الابن .بحيث أي شيء يريدان إيصاله للطفل من ملاحظات أو توجيهات يمكن أن يقدماها من خلال قراءة قصة معينة تخدم الهدف.. و مع الوقت سيجد المربي نفسه قد طور مهاراته المختلفة سواء في القراءة أي طريقة الإلقاء أو التخيل أو تمثيل الأدوار أو حتى تأليف القصص أي أنها تنمي الخيال أيضا له .و سيجد المربي نفسه يتملكه شعور بالسعادة و الرضا بعد نهاية كل قصة .
أما تأثيرها على الطفل فلا يخفى عن شخص مدى تأثيرها و مدى سعادة الطفل عندما يحين وقت القصة. فهي تنمي أيضا جانب الخيال لديه و تعمل على زيادة الترابط بين الطفل و المربي . تعدل له بعض السلوكيات الخاطئة و تصحح له بعض الأفكار المغلوطة أيضا لها دور كبير عاطفيا إذ أنها تعمل على دعم الإشباع العاطفي ..و كم سيكون جميل لو أن القصة تقرأ أو تروى بطرق مختلفة و وسائل متنوعة فالكثير يعتقد أن القصة يجب ن تكون ورقية و لكن الحقيقة انه يمكننا قراءة أو تأليف قصص بأنواع مختلفة منها طبعا الورقية . القصص التي تقدم في مسرح الظل .القصص التي تقدم بمسرح العرائس و أيضا القصص السجادة و هذا النوع الأخير للأسف ليس معروف تماما في بلادنا و اغلب الروضات و حتى الأولياء لا يعرفونه وفيها تكون القصة تفاعلية تتخللها مقاطع لأغاني أطفال أو أناشيد.
و لكن يجب أن نكون على بينة عندما نريد أن نختار القصص لأبنائنا ..فليست كل قصة مناسبة لسن أبنائنا .فالطفل في شهوره الأولى و حتى سنواته الأولى يحتاج لنوع من القصص التي تختلف عن الطفل في سن أربع سنوات مثلا ..الطفل و هو رضيع يحتاج لان يرى قصص واقعية لا خيال فيها لأنه غير مدرك بعد لواقعه . أما من سن أربع سنوات و ما فوق فانه يحتاج لقصص بخيال محدود بحيث لا يجب أن نتوسع معه في الخيال أو ما يسمى الخيال الحر .و هذا الأخير سيكون مطلوبا أكثر من سن ثمان سنوات فما فوق ضف إليها انه في هذا السن يحتاج الطفل إلى القدوة و هنا نستطيع أن نبدأ معه قصص الأنبياء و المخترعين و الناجحين في حياتهم …الخ
القصة يمكنها أن تعدل للطفل سلوكه و يمكن أن اكتشف معه ماذا يخبئ عقله اللاواعي من خلال أنني اطرح عليه الأسئلة على كل حدث رأيت انه قام به أو أن هناك أمورا حدثت معه و لا يمكنه إخباري بها كالتحرش أو التنمر ..الخ
القصة مهمة جدا للتربية فهي تعتبر العنصر الثالث بعد الأم و الأب و المدرسة حول التأثير على الطفل و يمكننا علاج كثير من المشاكل التي يعاني منها المربي مع الطفل فقط من خلال القصة .
بقلم: نبيلة بن سالم
مكونة دولية في منهج منتسوري
استشارية تربوية