أمام قلة الأمطار ونضوب أكثر الآبار الإرتوازية الفردية والجماعية لملاكي النخيل، تعرف زراعة النخيل تراجعا فضيعا، جعل البساتين التي كانت توصف بالجنة الخضراء شاحب مصفر لونها ..حالها كأعجاز نخل خاوية ..وقد عمق ” واد جدي -أطول واد – الذي يصب في شط ملغيغ من هول الكارثة، بحيث لم تجد نداءات الفلاحين والمواطنين و المهتمين آذانا صاغية لإستثمار المياه المتدفقة فعوض أن تروي النخيل والأشجار ومختلف المزروعات تحولت الى خطر داهم يسهم في تآكل شريط النخيل على حواف الواد.
السلطات أدركت حجم المخاطر المحدقة – غير أن تدخلها لم يكن في المستوى المطلوب ــ في بحثها عن البدائل الممكنة والتي لم تتجاوز إختيار مواقع لحفر آبار إرتوازية “ألبية” يعني عميقة ..وبحسب ما تحصلت عليه “أخبار دزاير” فإن موقعين جد هامين ينتظر تسلمهما النهائي .
بئرا ” السوارق ” و “كاف التراب” … أمل الفلاحين المنشود
وهما البئران اللذان سيعيدان الأمل للفلاحين ..وبالتالي يوفران مناصب عمل كادت تعدم بحيث أنهما يقعان على مسافة قريبة، 5 كلم عن المدينة بالجنوب الشرقي بالنسبة لبئر” السوارق”، و3 كلم لبئر ” كاف التراب ” بالجنوب الغربي…هذان المشروعان بلغت نسبة الإنجاز بهما 100 بالمائة .
بئر ” العسل ” الألبياني.. ينتظر رفع التجميد
فيما طعم مياه العسل لم تصل أفواه منتظريها، كونه في طريق الإنجاز ما يبقي على حالة التساؤل عن الأسباب التي ساهمت في التأخر قائمة، إذ علمت “أخبار دزاير” أن بئر ” فيض الحبال ” والذي يقع في المدخل الشمالي للمدينة الحديث عنه يغري كونه سيعيد المجد الفلاحي للمدينة مما حذا القائمين عليه لمراسلة الوصايا لرفع التجميد عن مشروع حفره ..بالكاد ينتظر موقع البئر الألبي ” القرباع ” اشارة إنطلاق مشروعه هو الآخر.
محطة تصفية المياه المستعملة .. رهان آخر ينتظر التجسيد
وفي سياق ذي صلة يأمل المهتمون بالشأن الفلاحي والزراعي أن يكون لمشروع تصفية المياه المستعملة دورا لا يستهان به لإعادة بعث الحياة من جديد لبساتين النخيل .
يذكر ان الآبار القديمة ” الألبيانية ” في قرية ديفل والعسل ..قد أعطت مردودها ولقيت استحسانا منقطع النظير من قبل الساكنة و الفلاحين .
في وقت حديث عن مشاريع لسدود لا طعم لها ولا لون ولا رائحة ..بحيث تفيد المعاينة أنها شبه سدود عبارة عن حواجز مائية كما هو الشأن للحاجز المائي في منطقة كل من العسل ديفل” ، الطريفية، القرباع، والتي ينتظر أن تتوج ” بسد أولادجلال الأعظم ” الذي يجعل من مياه واد جدي” العملاق النائم ” تستيقظ على جدار يسمح بإستغلال مياهه ..سقيا ..اسطيافا..سياحة.. وربما تربية ثروة مائية …ما يجعل المنطقة تتأهل لتكون كاليفورنيا الزاب الغربي ومنطقة واد ريغ وشط ملغيغ…
واد جدي الذي يمر على ولاية أولادجلال – مرورا بالأغواط – هاته الأخيرة التي تكون قد عرفت من أين تِؤكل الكتف ، يمر على ولاية أولادجلال المنتدبة وما جاورها بقطعه لمسافة قد تصل 70 كلم من الغرب إلى الشرق.
ويشدد المختصون على السلطات المركزية الإسراع بإجراء دراسة هيدرولوجية عبر تراب البلدية تسهل في عملية إنجاز المشاريع الخاصة بالمياه الصالحة للسقي والإستهلاك.
” أم الجياف “… جوهرة متيجة الجنوب
أم الجياف موقع فلاحي جد هام اسمه لا يعكس بالضرورة حيويته فهي وإن تبعد بحوالي 20 كلم في الجهة الجنوبية الشرقية ..فهي بحق جوهرة متيجة الجنوب كونها أصبحت تسيل لعاب الكثير من المستثمرين في المجالات الفلاحية ..فهي ذات أراضي خصبة مسطحة تربتها تتجاوب مع مختلف الزراعات المحمية ..وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد استطاع أحد المستثمرين المنحدر من ولاية تيبازة أن يحولها من أرض بور إلى أرض يشع منها النور تنتج مختلف أنواع الخضار وهذا راجع للإستعمال الأمثل للبيوت البلاستيكية المتعددة الأسقف ..ومما عجل في نجاحه بحسب ما علمته ” أخبار دزاير ” أن المياه بهذه الجهة تتواجد على عمق لا يتجاوز الـ100 متر .
هذا المستثمر الذي يشغل عمال بالعشرات من دون شك له القدرة والتجربة على توسيع زراعاته ومحيطاته إلى مناطق شتى من تراب الولاية المنتدبة إذا ما وجد وغيره اليد الممدودة .
أخبار دزاير: السعيد بن بوزيد