تحتل بلدية حد الصحاري موقعا جغرافيا متميزا جعل منها مركز عبور هام ونقطة التقاء تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وهي تقع في الشمال الشرقي لولاية الجلفة شمال الأطلس الصحراوي،
وجنوب الأطلس التلي مما جعلها تتميز بمناخ شديد البرودة شتاءا بمتوسط برودة يقدر ب : 11.5 إلى 1.1 مما جعل المنطقة تعرف ظروفا طبيعية قاسية، يبلغ ارتفاعها 870 متر على مستوى سطح البحر، تعداد سكانها يقدر ب : 30023 نسمة حسب إحصائيات 2008، وبمساحة تقدر بـ : 85029 هكتار، كما أن المنطقة تعرف بجبالها (جبل الصحاري الظهري) يقع بين خطي طول : 3.30 و 3.00 شمالا وخط عرض 35.00 و 35.30 شرقا تتخلله غابات وغطاء نباتي متنوع.
تأسست هذه المدينة العريقة في القرن الثامن الهجري حيث كانت بداية العمران بها عند الينابيع المائية قرب الجبال، استقر بها الأتراك (العثمانيون) لاعتبارات طبيعية حيث شيدو بها عدة مباني وقد ذكرت هذه المدينة (الصحاري) وهي الجذور القبلية عند مشاهير المؤرخين، مثل المؤرخ أحمد توفيق المدني في كتابه (مدن الجزائر) ومبارك الميلي خصص له حيزا من كتابة (تاريخ الجزائر القديم والحديث)، وذكر أن أصل (الصحاري) إنما هو من بطون بني هلال، وتم لهم الاستقرار في المنطقة، وسميت باسمهم وفي بداية القرن العشرين ثم تحولت التسمية من (بويرة الصحاري) التي أطلقها الأتراك إلى اسم (زنزاش) في الحقبة اللإستعمارية ، وكانت تابعة إداريا فيما مضى إلى بلدية (عين بوسيف) بولاية المدية·
خلال سنة 1981 سميت المدينة بـ(حد الصحاري) تطابقا مع موعد السوق الأسبوعي وكذا نسبة لأصل السكان، سنة 1991 انبثق التقسيم الإداري للدوائر عن ترقيتها من بلدية إلى دائرة، تحت وصايتها الآن بلدية عين أفقه وبويرة لحداب،تاريخ المدينة جعل منها لبلدية الأقدم على مستوي الولاية ولكن هذا القدم لم ينعكس إيجابا على ما يعيشه مواطنو هذه البلدية من نقائص تنكد عيشهم ، نقائص نلخصها إجمالا في ما يلي :
الخدمات الصحية:
ظلت الخدمات الصحية في مدينة حد الصحاري الهاجس الأكبر للمواطنين الذين يطالبون منذ زمن طويل بضرورة تسجيل مشروع مستشفى بهذه المنطقة، تتوفر بلدية حد الصحاري على عيادة متعددة الخدمات لكنها لا تحمل من الخدمات إلا الاسم، حيث تفتقر لأبسط الإمكانيات، و يشكوا السكان حرمانهم من العلاج على مستوى هذه العيادة و ذلك لنقص التأطير حيث لا تتوفر العيادة ألا على ستة أطباء عامين يعملون بالتداول(اثنان في كل يوم) لا يحققون الاكتفاء للمرضي المتوافدين على العيادة بالمئات،تتوفر العيادة على طبيب أسنان واحد يعمل يوم واحد في الأسبوع حيث يوجه اغلب المرضي للأطباء الخاصين وذلك لانعدام أبسط وسائل العمل، و لا يوجد بالعيادة أي قابلات لذلك يضطر الحوامل للتنقل إلى مستشفى عين وسارة الذي يبعد عن بلدية حد الصحاري ب 50 كم، فمنهم من تصل و منهم من تلد بالطريق ومنهم من تجهض و منهم حتى من تموت، هاته المأساة التي يعيشها المواطنون ببلدية حد الصحاري يرجعها المواطنون لغياب الوصاية التي سمحت بتحويل العيادة المتعددة الخدمات إلي مستوصف للإسعافات البسيطة، لهذا يطالب المواطنون بتسجيل مشروع مستشفى لدائرة حد الصحاري التي بها أكثر 80 ألف نسمة (حد الصحاري، عين افقه، بويرة الأحداب)، أو على الأقل تجهيز العيادة بكل المعدات الضرورية و فتح اختصاصات كطب النساء و الأطفال .
انقطاعات متكررة للكهرباء
تعاني مدينة حد الصحاري منذ زمن طويل من ضعف التيار الكهربائي و انقطاعات متكررة للتيار صيفا و شتاءا خاصة أن المنطقة حارة جدا صيفا حيث يحرم المواطنين من استعمال المكيفات لضعف التيار وفي حالة حدوث أعطاب في الشبكة يضطر سكان حد الصحاري إلي المبيت في الظلام لغاية قدوم التقنيين من بلدية عين وسارة في اليوم الموالي وذلك لغياب مكتب سونلغاز في البلدية ، هذه الإنقطاعات سببت الكثير من الخسائر المادية للمواطنين، المادية من حيث فساد و تعطل الأجهزة الكهرومنزلة .
خدمات بريدية متدنية ، و فقدان متواصل للسيولة
رغم التعداد السكاني المعتبر لبلدية حد الصحاري (قرابة 40 ألف نسمة) لا تحتوي هذه الأخيرة سوى على مكتبين بريديين -في حين يقدر المعدل الوطني بنسبة مكتب واحد لكل 9500 نسمة- لا يلبيان هذين المكتبين الطلبات المتزايدة على الخدمات البريدية خاصة أن المكتب الثاني جديد يعاني من قلة التأطير و فقدان التجهيزات، حيث يعاني السكان دائما من تأخر وصول الرسائل إليهم أو ضياعها نهائيا وذلك لأن المكتبين لا يحتويان إلا على موزعي بريد (2) ، و اللذان لا يستطيعان تغطية تراب البلدية كاملا وذلك لقلة العدد والغياب الكامل لوسائل نقل موزعي البريد…
إضافة لما ذكر ، فإن المكتبين يعانيان من الغياب الشبه دائم للطوابع الجبائية و البريدية ، و غياب السيولة منذ اشهر حيث تأتي بين الفينة و الأخرى مبالغ جد ضئيلة توزع في لحظات و يبقي سكان البلدية يعانون إذ يتنقلون مئات الكيلومترات لعاصمة الولاية أو إلي بلدية “سيدي عامر” التابعة لولاية المسيلة للحصول على مرتباتهم…
الشباب و الرياضة :
تفتقر حد الصحاري لكل ما له صلة بالشباب و الرياضة كدور الشباب و الملاعب الجوارية و ساحات اللعب و المساحات الخضراء، حيث يوجد بالبلدية مركب جواري يفتقد للتجهيز و التأطير .
المكتبة البلدية : هي من مشاريع الرئيس التي تم إنجازها بكل بلديات الولاية ما عدا بلدية حد الصحاري حيث يبقى سبب إلغاء المشروع مجهولا لدى سكان البلدية .
دار حضانة في كل بلدية : تم تجسيد المشروع في بلدية حد الصحاري و انتهت به الأشغال منذ عدة سنوات و لكنه لغاية اليوم هو هيكل من غير روح، فلم تفتح دار الحضانة أبوابها أمام أطفال حد الصحاري لغاية اليوم لأسباب تبقى مجهولة .
الإتصالات :
تم ربط الأحياء الرئيسة بشبكة الهاتف بحد الصحاري أول مرة سنة 2001 من ذلك الوقت لم يتم توسيع شبكة الهاتف إلي يومنا هذا رغم الطلبات المتزايدة و الحاجة الملحة للإستعمال الإنترنات لم يتم ربط الكثير من الأحياء .
الغابات :
تتربع بلدية حد الصحاري على ثروة غابية معتبرة تتركز خصوصا بالسلسلة الجبلية “القعدة” لكن هذه الثروة و التي كلفت ميزانية الدولة الملاييرهي اليوم تعاني تحت وطأت الرعي العشوائي و قطع الأشجار و الصيد العشوائي مما أدى إلى انقراض بعض الأصناف التي كانت تتواجد بكثرة بالمنطقة كالأرنب البرى هنا نذكر غياب مصالح الغابات للحفاظ على هذه الأصناف كمنع الصيد في مواسم التكاثر و منع الرعي العشوائي و تربية الأصناف المهددة بالانقراض و تحريرها في الغابات للتكاثر….
أخبار الجلفة/ جابر. م