منذ أن يولد الطفل و هو في حالة استكشاف للعالم الخارجي المحيط به بدءا من غرفته إلى حيه الذي يعيش فيه و كلما كبر كبر معه شغفه و فضوله للاستكشاف ..خاصة عندما يتعلق الأمر بالطبيعة.
منذ مدة تابعت روبرتاج في إحدى القنوات الأجنبية يتحدث عن نوع من الحضانات و الروضات في إحدى البلدان الأوروبية .
هذه الروضة تعلم جميع أنواع المهارات و لكن خارجا في الغابة ..نعم الغابة حيث يلمس الطفل لحاء الشجر الخشن و ساق النبات الطري و يشم روائح الورود و يدوس على الأعشاب الميتة فيسمع خشخشتها و يسمع صوت الريح و الشجر عندما يداعبها.
و هو بذلك يحفز جميع الخلايا و الحواس و ينمي مهاراته و أيضا يلبي شغفه و فضوله بالاستكشاف.
الطفل منذ الولادة يحتاج أن يتفاعل مع الطبيعة و يتواصل مع الآخرين. فكل حركة يقوم بها و كل كلمة نتحدثها أمامه منذ ولادته و حتى قبل ذلك و هو في بطن أمه “لأن الأم تكون الرابط بينها و الجنين و العالم الخارجي ” لذلك ينصح دائما أن تتواصل لغويا المرأة الحامل مع جنينها
تخيل معي أن دماغ الطفل ينتج من سبعمائة إلى ألف خلية عصبية في الثانية فقط في الخمس سنوات الأولى للطفل.
و أن هذه الخلايا لها دور كبير في تطوير ذكاء الطفل. و لن تتحفز إلا إذا تفاعلنا معه و جعلناه يتفاعل مع المحيط الخارجي و يستكشفه .
كلما تفاعل الطفل مع الخارج و مع الطبيعة كلما زادت الخلايا العصبية و كلما زادت الخلايا العصبية تشابكت فيما بينها و كونت لنا تشابكا عصبي ..
و لكن ما علاقة الطبيعة بالموضوع و مادورها ؟
الطبيعة هي المكان المفضل للطفل بسبب أنه يجد كل ما يريد من أجل أن يتفاعل و يحفز دماغه و يكون له تشابكات عصبية تنمي دماغه .فهذا التحفيز مرتبط ارتباط وثيق بالحواس الخمسة.
الطفل الذي لا يخرج للطبيعة هو طفل محروم . محروم من تنمية مهاراته و قدراته و حتى من تقوية جهاز مناعته.
أتذكر أنه عندما كنت أريد أن أخرج مع أبنائي للطبيعة .. أذهب معهم للجبل من أجل جني الزيتون يشاهدون جميع الحشرات و حتى الحيوانات . يشاهدون خلايا النحل يتسلقون الشجر و يفهمون من أين يأتي زيت الزيتون و حتى يطورون مهاراتهم في الحديث و ينمون الذكاء الاجتماعي .
بالعودة للريبورتاج عن تلك الروضة في الغابة، فإن أجمل جملة سمعتها من أم ابنها مشترك في تلك الروضة حينما قالت ” أجمل شيء هو عندما يعود ابني ملطخا بالوحل من الروضة هذا يعني انه استمتع” ..
بقلم: نبيلة بن سالم
مكونة دولية في منهج منتسوي
استشارية تربوية