تطرقت إفتتاحية الجيش في عددها لشهر جانفي والتي اختير لها عنوان ” الجزائر عصية على الأعداء ” إلى توديع العالم لسنة “ميّزتها المآسي والمخاطر ويستقبل سنة ميلادية جديدة يحاول من خلالها معالجة الجراح وإصلاح ما أفسدته جائحة كورونا ومواجهة التحديات خاصة الاقتصادية”.
وأوضحت افتتاحية مجلة الجيش ” بلادنا على غرار بقية دول المعمورة، كان لها نصيب من أذى الوباء، إلا أنها نجحت في مواجهته واتقاء شروره – مقارنة بالكثير من دول العالم – بفضل تكاتف جهود جميع الأطراف لمواجهة الوباء وبفضل التسيير الناجع للدولة الجزائرية ومتابعة المنظومة الصحية ووعي المواطنيين الذين يستحقون كل التقدير والعرفان نظير التزامهم بكل التدابير الصحية التي اتخذتها السلطات العليا للبلاد.”، وأضافت ” في هذا الخصوص، كان رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون قد أسدى قبل عودته إلى أرض الوطن من مشفاه بألمانيا تعليمات للحكومة لاقتناء اللقاح المضاد لكوفيد -19 واستهلال عملية التلقيح مطلع سنة 2021.”
وكشفت افتتاحية الجيش أن ” جائحة كورونا لم تكن لوحدها الحدث المهيمن على السنة الفارطة، فقد عاشت بلادنا حدثا بارزا ومميزا ممثلا في الاستفتاء على دستور نوفمبر 2020، الذي جنب بلادنا التعرض لمعاضل لا تحمد عقباها وسيسمح لها بالتفرغ للتنمية الوطنية الحقيقية وإشراك الشباب والمجتمع المدني فعليا في عملية البناء والتشييد ومنحه الفرصة للمساهمة في إحداث التغيير الشامل ومن ثم الرقي بالمجتمع على عديد الأصعدة لأن بلوغ الاستقرار الدائم لوطننا والخير العميم لمجتمعنا ليس صعبا ولا مستحيلا.”
وتحدثت الإفتتاحية عن مجهودات الجيش الوطني الشعبي ومواصلة نشاطه العملياتي والتحضير القتالي وعمله على عدة جبهات سواء تعلق الأمر بالقضاء على ما تبقى من فلول الإرهاب أو محاربة التهريب والجريمة المنظمة وغيرها.
وأكدت افتتاحية الجيش أن ” هذه الحقائق رسالة إلى حفنة من المرتزقة والمتسلقين الذين أدمنوا الاصطياد في الأوحال وتعودوا على تأويل الأحداث على أهوائهم، لأنهم يتجاهلون أويجهلون الرابطة بين الأمة وجيشها ليست حديثة النشأة أو ظرفية أملتها أحداث استثنائية غير متوقعة . وإنما هي تعبير عن علاقة وجدانية ربانية ستظل قائمة بل تزداد ترسخا وعمقا.”
وأردفت الإفتتاحية ” الحديث عن هذه العلاقة التي تتنامى وتتعاظم في كل حين، لا تحتاج لتبريرات وأدلة، لأن الشعب هو أصل ومنبت الجيش، كلاهما شرب من ينبوع الوطنية الخالصة”.
وشددت الإفتتاحية ” وسيظل الجيش الوطني الشعبي يواجه التحديات الأمنية المتسارعة في محيطنا الجغرافي ويتصدى لكل المحاولات العبثية والآمال الوهمية. وهو مستعد للتضحية بفضل ترسانته القوية ووحداته المحنكة وقبلهما عزيمة الرجال الأشاوس الذين لا ترهبهم التهديدات ولا التحالفات لأنهم بكل بساطة يحملون الجزائر في قلوبهم ويؤمنون بعقيدة جيشهم، لا يتنكرون لتاريخهم وأشقائهم، لا يحيدون على مبادئهم الثابتة التي لا تباع ولا تشترى. ينصرون الضعيف ويساندون كل المطلوبين التواقين للحرية ويظلون دوما أوفياء لتضحيات اسلافهم فهذا الشبلب من ذاك الأسد”.
واختتمت إفتتاحية الجيش بالتأكيد أن ” الشعب الجزائري في كل ربوع الوطن وفي أصقاع الدنيا يدرك يقينا ويؤمن بالقطع أن جيشه سيبقى درعا متينا وقوة ردع ضد أي تهديد أو حتى مجرد نية من أي جهة أو تحالف كان، لأن التفكير في المساس بأمن وسلامة وسيادة الجزائر الغالية هو من قبيل الوهم والسراب .. ”
أخبار دزاير: كريم يحيى