” نادي المعلِّم”..ترقيّـةٌ بشريّـةٌ و تطويرٌ بيداغوجيّ
• تتبنّى الدّولةُ مشاريعَ و مخطّطاتٍ تربويّةً رائدةً ، تزكّي بها الدّورَ المنشودَ للمعلّم في ظلِّ تحديّاتِ سياستِها الجديدة ،و تبقى النّتائجُ و التّحصيلاتُ السّنويّةُ تحملُ الكثيرَ من التّساؤلات عن تردّي أو نقصِ المردودِ التّربويّ للتّنميّةِ العلميّةِ داخلَ هذه السّياسة المنتهَجة ؛
و بالنّظر إلى حصرِ تلك العوائق نجدُ في جملتها عاملاً مهمًّا، مؤثّرًا بصفةٍ مباشرةٍ في قضيّة المأمول من جيلٍ توفّر له دولتُهُ ما يحتاجه،للرّقيّ به مواطنا صالحًا، مقدِّرًا لقيمته و لمكانته بين الدّول ،و لا يقدّمُ المنتظَر منه ،و هو يعيش ظروفا أفضلَ مما عاشته أجيالٌ و أجيال.
• إنّ من أساسيّاتِ الرّفعِ من مستوى التّعليم _ و قد قَدّمتْ مديرياتُ التّربيةِ لكلّ ولاية هذه الأيّامَ تقاريرَ إلى وزارتنا المختصّة ،تخصُّ المعوّقاتِ والحلولَ المرتقبَة لترشيدِ المساعي التربوية،و تقويمها _ السُّموَّ بأهليّةِ المعلّم و كفاءته ،و تحسينِ مستواه، لتنشيطِ و تفعيلِ دوره التّربوي ،إذ يجب أنْ نؤكّدَ على جدّيّةِ حلقةٍ قيّمةٍ مفقودةٍ، تُزكّي مردودَه،و تعزّزُ نشاطَه و طموحاته؛ ألاَ و هي مشروع “نادي المعلّم”.في وجود ٱتهاماتٍ تتقاذفُه بالتّقصير، بَدْءًا بتأنيبِ ضميره وصولاً إلى مُعايرَة الأولياء و المسؤولين.هذا و لن نتغافلَ عن المسؤوليّة الموكَلةِ إلى شركاءِ المؤسّسةِ التّربوية في تعميق هذا الوضع المتردّي.
***
من بين الأهداف الهامّة لمشروع ” نادي المعلّم ” الرّائد :
1_ لَمُّ شتاتِ الطّاقم التّربوي ،و توجيهُ ٱهتماماته ،و تنسيقُ عمله.
2_ كسرُ رتابةِ الوقتِ ( الرّوتين) بعدَ الزّمن الدراسي.
3_ إعادةُ دمجِ المتقاعدينَ للقضاء على شبَح الفراغ القاتل.
4_ بعثُ روحِ رسالةِ التعليم، و دَحْضُ فكرة ” التّعليمُ وظيفةٌ ليس إلاّ”.
5_ مناقشةُ الأمورِ التّربويةِ داخلَ النّادي للحفاظ على أسرار المهنة.
6_ ترشيدُ الكفاءاتِ الحديثة،و مدُّ جسرِ التّواصل بالخبراتِ القديمةِ في إطار مجايلة ناجعة ،مستمرة و فاعلة .
7_ تجهيزُ النّادي بمكتبة و أنترنيت للمطالعة و البحث.
8_ تقديمُ خدماتٍ بمقهى النّادي موازيةٍ للخدماتِ العامّة (مشروبات، حلويّات).
9_ فتقُ روحِ الإبداع للتّعبير الفنيّ و الأدبيّ و الرّياضيّ بورشاتِ عمل.حيثُ يمكنُ الاستفادةُ من توسيع دائرةِ نشاط النّادي من مقاطعة إلى أخرى داخلَ الولاية الواحدة، ترقُّبًا لمنافساتٍ مماثلة بين الولايات عبرَ تراب الوطن.
10_ إجراءُ منافساتٍ فنّيةٍ و أدبيّةٍ و رياضيّةٍ (شطرنج ،شعر ،مسرحية ،موسيقى،مباراة رسم/إلخ ) للتّسلية و التّثقيف.
11_ توثيقُ كلِّ النّشاطاتِ بنشريّةٍ شهريّة أو فصليّة أو سنويّة بمجلة ” نادي المعلّم “.
• إنّ الرّقيَّ بمستوى المعلّم يتولّد عن روح خلاّقةٍ ، تعمل بما تؤمن به ،و تصدّقُ بما تعمل به. و قد سيَّرَ التّعليمَ رجلٌ لا يثقفُ معنى الجمال ،و لا يفهم لغتَه، فكيف له أنْ يمدَّ النّشءَ بما يفتقده ؟!..و لن أردّدَ قولَ الشّاعرِ متذرّعًا :
( لا تلُمْ كفّي إذا السّيفُ نبَا … صحَّ منّي العزمُ ،و الدّهرُ أبى )
( رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِـهِ … أَخطَأَ التَّوفيقَ فيمـا طَلَبا ).
و لكن سأغنّي ما قال الشّاعر:
(و الذي نفسُـه بغيرِ جمالٍ…لا يرى في الوجود شيئًا جميلا ).
..كما لن أخفيَ سرًّا أنّ هناك مَن سيستهزئُ بالفكرة و يسخرُ منها ،على ٱعتبار تدليلِه بأنّها ستطالُ فئةً قليلةً من معلّمين، سيلبّونَ نداءَها،ثمّ سرعانَ ما يزولُ شغفُهم،فتنطفِئَ شمعتُها.و ليَكُفَّ المتشائمُ لسانَه عن تثبيط العزائم،في مقابل عدمِ دعمِه للمشروع، عمَلاً بنصيحةِ الشّاعر:
(لا خيلَ عندكَ تُهدينا ولا مالُ … فليسْعَدِ النّطقُ إنْ لم يَسعَدِ الحالُ).
***
• مشروعٌ كهذا _في قُرانا خاصّةً _ لا غنًى عنه في ٱنعدام المرافق المشجّعةِ على التّنفيس و التّسلية بالنّظر إلى كُبرياتِ مُدنِنا ؛ و ليس التّحسُّرُ على فواتِ الأوان أو قلّةُ الحيلةِ ببديلٍ عن نيّةٍ صادقةٍ ، يودُّ صاحبُها أن يطوّرَ في إمكاناتِه و ينمّيَ ذوقَه ،و يكتنفه الحياءُ في هذه السّنّ و لا يجيدُ النّقرَ على الحاسوب،فيستسلمَ لموتٍ مبكّر.و قد تكونُ الفكرةُ بسيطةً و لكنّها فعّالةٌ و مغريةٌ ، ستبعثُ في أفق التّربية و التّعليم جيلاً محلّقًا بالجمال و الفنِّ و المعرفة.متشرّبًا من نبعٍ صافٍ رقراقٍ عذب.
بيري