كشف المسؤول الأوّل ببلدية البيرين المتواجدة في أقصى شمال ولاية الجلفة في حديثه مع (أخبار الجلفة) بكل موضوعية عن أهم المشاكل التي تعتّرض بلديته و تجعل حياة قاطينها صعبة، مشيرًا أنه يسعى إلى تحسين الوضع في البلدية من خلال اقتراح البدائل و الحلول التي يراها الأنسب للنهوض بها و جعلها ترقى إلى مصاف البلديات المتقدّمة، فيما أشار نائبه بأنه يراهن على خلق منطقة صناعية للاستثمار لتدعيم ميزانية البلدية.
– زكرياء مداح
وذكر في هذا الشأن رئيس بلدية البيرين “جلولي السائح” أنّ مداخيل البلدية هذه السنة قُدّرت بأكثر من 11 مليار سنتيم موزّعة على مداخيل السوق الأسبوعية للماشية و مداخيل الجباية، وهو غلاف مالى اعتبره محدّثنا بالضئيل جدًا، و الذي قال أنه يبقى غير كافي لتغطية حتى أجور عمال البلدية، ما يجعل بالضرورة البلدية اليوم فقيرة من حيث المشاريع التنموية، و السبّب بالدرجة الأولى يعود –حسبه- إلى ضعف الميزانية المالية التي تستفيد منها البلدية التي عجز مسؤوليها في تجسيد عديد المشاريع على أرض الواقع، ممّا جعل رئيس المجلس الشعبي البلدي و أعضائه يطالبون السلطات الولائية بضرورة رفع الميزانية و تقديم الدعم للنهوض بالقطاعات التي بقيت فيها بعض المشاريع متأخرة و متوقفة، فيما صرّح محدثنا أنه تمّ تسطير مشاريع تقابل تلك القيمة المالية و قد قمنا بوضع اقتراحات ضمن المخطّط البلدي للتنمية تمس من خلالها شبكة التطهير و المياه الصالحة للشرب، و كذا التهيئة الحضرية أو ما يسمى بالتحسين الحضري، فافترضنا أننا سننجز تلك المشاريع التي يعلّق عليها سكان المنطقة أملهم من أجل القضاء على بعض مشاكلهم اليومية، والتي وعدنا بها المواطنون، الأمر الذي ربما سيجعل تفهمهم صعبًا للغاية، كما أشار إلى أنّ البلدية تتطّلعّ إلى مشاريع إضافية تجعل من البلدية قطبًا اقتصاديًا واجتماعيًا تستطيع من خلاله تحقيق التنمية المستّدامة، خاصة إذا ما علمنا أنها لم تستفد من أيّ ميزانية إضافية قدمتها السلطات الولائية.
مشاريع سكنية هامة قريبًا
و بخصوص قطاع السكن صرّح المتحدث أنه يوجد حصص سكنية مبرمجة بمختلف الامتيازات هي في طور الانجاز، مؤكدًا في السيّاق ذاته أنه يوجد برنامج (150+30) للسكن الاجتماعي هي في طور الانجاز و تتراوح نسبة الأشغال بها حوالي 80 بالمائة، مشيرا أنّ هناك برنامج آخر لـ 350 سكن اجتماعي هي أخرى في طور الانجاز و تترواح نسبة الأشغال به 30 بالمائة، إضافة إلى برنامج آخر لـ 250 حصة سكنية اجتماعية انطلق مؤخرا و تتراوح نسبة الأشغال به حوالي 10 بالمائة، ومن المشاريع المستقبلية أيضا -يضيف محدثنا- أنّ القطاع سيتدعم كذلك بـ 50 مسكن تساهمي مبرمجة، مشيرا أنه تمّ من خلالها تعيين المرّقي، أين ستبدأ بها الأشغال في الأيام القليلة القادمة، كما أشار أيضَا أنّ هناك حصة لـ 100 سكن ضمن صيغة البيع بالإيجار قد تمّ من خلالها اختيار الأرضية، وبالنظر إلى عدد الملفات المطروحة لدى مصالح البلدية، أشار محدثنا أنّ مصالحه تحصي 5 آلاف طلب سكن اجتماعي، مؤكدًا بأنهم محتاجين إلى تدعيمهم بالسكن الريفي من أجل تغطية النقص في هذا المجال، قائلا أنه تمّ تقديم اقتراحات بطلبات لحوالي 500 سكن اجتماعي، و 250 سكن ريفي من أجل تغطية النقص في هذا المجال، لأنّ مشكل السكن يبقى قاعدي يلاحق سكان المنطقة، خاصة إذا علمنا أنّ الحصّص السكنية التي تحصلت عليها البلدية ضعيفة، مقارنة بالكثافة السكانية العالية و عدد الطلبات المودعة.
وفي سياق متصّل أشار نائب رئيس البلدية (السعيد عبد الوهاب) أنّ بلدية البيرين مصنّفة الثالثة رياضيًا عبر تراب الولاية بعد كل من بلديتي الجلفة و عين وسارة، حيث أكّد أنّ هناك ناديان ينشطان على مستوى عالي، كـ (جمعية الهواة لكرة اليد)، و كذا (النادي الرياضي للجيل الصاعد بالبيرين) الذي ينشط ببطولة الجهوي الأول لكرة القدم ممّا يستدعي –حسبه- الالتفات إليهم، مشيرًا إلا أنّ فريقهم لا يزال يلعب على أرضية ترابية، حيث أكد في هذا الجانب بأنهم مستعدون بالتنازل على الملعب البلدي في حال تمّ منحهم ملعب معشوشب من الجيل الخامس لمديرية الشباب و الرياضة، من جهته أشار في السيّاق ذاته رئيس المجلس الشعبي البلدي أنّ هناك إعانة لـ 3 بالمائة من طرف ميزانية البلدية، و هناك إعانة تخص مديرية الشباب و الرياضة، موضحًا في ذلك بأنّ ميزانية الجمعيات الرياضية تمّ تحدديها بأكثر من 96 مليون سنتيم، مشيرًا أنهم قاموا بتوجيه دعوة للمجلس من أجل منح الغلاف المالي الذي يدخل ضمن ميزانية البلدية.
و من جانب آخر طالب “عبد الوهاب” الجهات الوصية إلى تدارك التأخر الذي تشهده القاعة متعددة الرياضات المتواجد بطريق حد الصحاري التي لا تزال الأشغال بها تتراوح مكانها بالرغم من مرور عدة سنوات في الانطلاق بها لأسباب قال أنها تبقى مجهولة لدى الكثير من شباب المنطقة.
فيما استنكر من جهة ثانية مواطنو المنطقة تباطؤ المقاول من إنجاز مشروع مستشفى 60 سرير بعد انتظار دام أكثر من 4 سنوات منذ الإعلان عن إدراج هذا المرفق ضمن المشاريع التنموية، و يرجو “نائب المير” من والي ولاية الجلفة التدخل السريع للإسراع في إعطاء تعليمات صارمة لانجاز هذا المشروع الذي قال أنه في وضع لا يحسد عليه، فيما تساءل أين يكمن وراء هذا التعطيل بالرغم من تخصيص الدولة له غلاف مالي ضخم، الأمر الذي يتطلب-يقول- الإسراع في اتخاذ الإجراءات الميدانية من قبل المصالح المعنية لإعادة الحياة له باعتباره المرفق الهام بالبلدية الذي من شأنه أن يخفف معاناة المرضى.
و من جهة أخرى كشف رئيس بلدية البيرين أنّ قراراتهم على مستوى المجلس في التنمية لن تكون أحادية، و إنما يقول محدثنا أنها ستكون بإشراك الجمعيات الناشطة في الميدان باقتراحاتهم للمشاركة و المساهمة في التنمية، مشيرًا أنّ هدفهم هو تقديم اقتراحات للمجتمع المدني بالمدينة و من ثمة نقوم بمناقشتها للخروج بالحل الذي يخدم المنطقة على حدّ تعبيره، و في هذا الصدّد أشار نائب رئيس البلدية أنه سيتم إعادة هيكلة المجتمع المدني بصفة شبه قانونية، حتى يكون شريك في العملية التنموية بالمنطقة، موضحا في ذات السيّاق أنه تمّ هيكلة 15 حي بصيغة شبه قانونية من ضمن 31 حي للمساهمة و إشراكهم في التنمية المحلية.
حملة نظافة أسبوعية في أحياء المدينة
من جهته أكّد “جلولي” أنّ بلدية البيرين اختيرت من أنظف بلديات الولاية، بحكم أنها قال رائدة على مستوى بلديات الجلفة من ناحية البيئة، و هذا بمساهمة جمعيات البيئة و كذا رفقة أفراد الجزائر البيضاء، بالإضافة إلى مديرية البيئة، مشيرًا أنه تمّ القضاء نهائيًا على المفرغات العشوائية بالمدينة، كما دعا سكان المدينة إلى المشاركة في عمليات النظافة من خلال إزالة القمامة أمام منازلهم و كل ما يشوه البيئة و المنظر العام للمدينة، موضحًا في السيّاق ذاته أنه تمّ تخصيص كلّ يوم خميس من أيام الأسبوع حملة نظافة بمساهمة شباب البلدية، من خلال توفير وسائل البلدية، مضيفًا بأنه تمّ تخصيص كل يوم خميس من أيام الأسبوع حملة نظافة بمساهمة شباب البلدية.
أما فيما يخص الجانب الثقافي فقد أشار أحد أعضاء المجلس بأنّ رئيس البلدية ذهب معهم في هذا الجانب لأبعد الحدود، مشيرَا أنّ المشكل يبقى في تسيير المكتبة الذي تتوفر عليه البلدية، موضحَا في ذلك أنّ المجلس ليس من صلاحياته التدخل في تسيير هذه المؤسسة، لأنّ مديرها موجود رغم ما تتوفر عليه من وسائل مجهزة بأحدث التجهيزات، مؤكدًا أنهم مستعّدون لإعطاء مردود و تقديم يد العون إلى كلّ الراغبين في تقديم أيّ جديد، و قال بأنّ أبوابنا مفتوحة لكلّ مبادرة تنتشل المدينة من النسيان الثقافي، آملين في ذلك أن تتحرك الجمعيات التي تبقى تنشط في المناسبات فقط، و بخصوص التشغيل داخل البلدية فقد أوضح أحد أعضاء المجلس بأنّ عدد المؤطرين يتراوح بحوالي 89 عامل، منهم 21 عامل و 12 عامل في إطار الشبكة الاجتماعية، و 37 عامل متعاقد، و 17 عاملا يعمل في الحالة المدنية، أين طالبوا في ذلك بترسيم عمال الحالة المدنية بحكم العديد القليل مقارنة مع عدد عمال البلديات الأخرى.
نراهن على الاستثمار بالمنطقة
كما أكّد من جانب آخر و في نقطة مهمة (عبد الوهاب السعيد) أنه يسعى إلى ضرورة بعث المنطقة الصناعية بالبلدية من خلال تشجيع و جلب مستثمرين حقيقيين بكل الوسائل من أجل إنشاء مؤسسات اقتصادية ناجعة و ناجحة للمساهمة في القضاء على هاجس البطالة، مشيرًا إلى أنّ سلطات البلدية عملّت إلى توفير كلّ الظروفالملائمة للمستّثمرين ورجال الأعمال إلىالاستثمار بالمدينة من أجل خلق فرص عملجديدة للشباب، مطالبًا من مصالح الولاية تسهيل الإجراءات لبعث المنطقة من جديد، مشيرًا أنه بصدّد التواصل مع عدّة مستثمرين على غرار مؤسسة العجائن الغذائية و الكسكس، و كذا فيما تعلّق خاصة بتربية الدواجن و إنشاء مستثمرات فلاحية، أين أكد “عبد الوهاب” أنّ هناك العديد من المجالات التي ينبغي أن نشرع في الاستثمار فيها، موضحًا في السيّاق ذاته أنّ هدفه هو جلب أكبر عدد ممكن من المستثمرين للشروع في العمل الفعلي بالمنطقة، أين أشار بأنه تمّ تقديم اقتراحات لمديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في انتظار الموافقة عليها.
و ختّم “جلولي السائح” رئيس بلدية البيرين حديثه مع (أخبار الجلفة) بقوله: (إنّ كل ما أصبو إليه و أراهن على تحقيقه و أنا على رأس المجلس و كل الأعضاء بدون استثناء هو تحسين الإطار المعيشي للسكان و جعل البلدية ترقى و تطلّعات المواطنين و طموحاتهم، مع أخذ الملفات الحسّاسة محمل الجدّ على غرار السكن، الصّحة و الرياضة و الاستثمار و الشغل و الطابع الجمالي للمدينة، مشيرًا إلى أنّ البلدية لها مستقبل واعد في المجال التنموي، إلا أنها وللأسف الشديد فقيرة من حيث المشاريع التنموية نظرًا للميزانية الضئيلة التي تتوفر عليها.
– مختار مداح زكرياء