للفن السابع في الجزائر رواد من صفوة المجال، محمد الأمين مفتاحي من نخبة السينما تمثيلا وإخراجا يطمح للنهوض بالصناعة السينمائية المحلية إبداعًـا واقتصادًا ورد الاعتبار للفنان الجزائري والحفاظ على المكانة الثقافية الوطنية عالميا طمعًا بالتتويج بجائزة الأوسكار في الإخراج السينمائي ورفع راية الجزائر في المحافل الثقافية الفنية. يناشد الجهات المعنية للإلتفات لحال الفنان الجزائري والفن السينمائي المحلي.
حاورته: بشرى بلمامي
- إذا أردنا أن نتعرَّف على حضرتكم، من هو محمد الأمين مفتاحي؟
← مفتاحي محمد الأمين فنان جزائري يبلغ من العمر 26 سنة ولد في 09/02/1994 بقرية أولاد مفتاحي ينعدم فيها الفن نهائيا حيث تنتمي لمدينة هنين ولاية تلمسان ، انتقلنا سنة 1998 إلى مدينة الرمشي حيث بدأت الدراسة هناك، منذ صغري وأنا أعشق تقليد الشخصيات.
عندما انتقلت للمتوسط زاد شغفي بالفن كون والدي متأثر بالسينما المغربية وكان يؤمن بأنني سأصير فنانا يوما ما.
- كيف كانت بداياتكم مع التمثيل؟
بدايتي في التمثيل كانت صعبة جدا خاصة الحي أين كنت أقطن كان بعض الأشخاص لا يتقبلوم الجديد. أما من ناحية العائلة فكنت أتلقى الدعم دائما. وعندما بلغت 14 سنة كنت شغوفا بالفن وطلبت من العائلة أن ألتحق بالمسرح. وفي ذلك الوقت كنت متأثرا بعدة شخصيات من بينها : عادل إمام ، أحمد زكي الذي يعتبر الشخصية الأسمى لي في التمثيل، أما الفنانين على المستوى الوطني : حسان الحساني، رويشد، الحاج عبد الرحمان، عثمان عريوات، سيد علي كويرات و كذلك الفنان القدير صالح أوڨروت.
لما كنت بالمتوسط تم اختياري للمشاركة مع الفرقة مسرحية في مسابقة مابين المتوسطات. لتحتل تلك المسرحية المركز الأول بين المتوسطات لتبدأ مسيرتي الحقيقية في الفن هنا.
بعد مدة انضممت لفرقة بولاية تلمسان مختصة في الفن. وكان الأستاذ يقول لي: ” أنت تصعد للخشبة وكأنك تصعد للحلبة تريد القتال”
وبعد أن شاركت في أول مسرحية مع الفرقة ازادت رغبتي في التمثيل وزعبتي في أن أتعلم أكثر وأكثر.
بعد أن انتقلت للثانوية تعرفت على أشخاص آخرين في التمثيل وأشرفت على ورشة التمثيل هناك.
في الجامعة اخترت تخصصا بعيدا عن الفن لكن سرعان ما غيرته وتخصصت في الفنون بجامعة تلمسان لكن لم يكن هناك تخصص مسرح بجامعتنا فواصلت الدراسة فنون تشكيلية لكن كان هناك قاعة خاصة لتعلم التمثيل بالجامعة فكنت أستغل وجودها في تعلم المزيد حول المسرح.
- من المسرح إلى السينما، حدثونا عن هذه النقطة:
لا يغيب على كل فنان أن المسرح هو أساس إعداد الممثل وتكوينه وتعليمه تعليما أساسيا يرقى به لدرجات عليا في التمثيل ، لكن إنتقالي من المسرح إلى السينما كان على حسب ميولي حيث ولجت للسينما حبا فيها،
ففكرت في التخصص أيضا في السينما فالتحقت بدورة للإخراج السينمائي بوهران لأبدأ بذلك الإخراج السينمائي منذ سنة 2018 وذلك بإخراج عدة أفلام من بينها : المكتوب ، القرار، دير الخير تلقاه، المجرم..
كما كانت لدي أفكار وسيناريوهات أعجز عن توظيفها في المسرح و يعجز المسرح على تبنيها ، إضافة إلى أنني رأيت تضائل الإقبال على المسرح في الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة، فقمت بتبني أفكاري و مسائلي ومشاكل المجتمع ككل بتحويلها لأفلام قصيرة تغير ولو بالقليل عقلية المجتمع.
- لماذا اخترتم الإخراج السينمائي عوض التمثيل؟
في الأول بدأت كممثل و أردت أن أواصل في التمثيل ولا أتبنى الإخراج نهائيا لأني أعرف قدراتي في التمثيل ، لكن شاء القدر وشاءت السينما الجزائرية أن أصير مخرج. حيث لم تتح لي إلا فرص قلائل في التمثيل لذلك قررت أن أقوم بإخراج أفلام عوض أن أنتظر مكتوف الأيدي و في جعبتي الكثير لأقدمه.
- إلامَ تطمحون في هذا المجال؟
يجب أن تطمح في الكثير لكي تصل ولو للقليل
طموحي أن أتبنى أفلام طويلة سواء من شركات إنتاجية التي هي قليلة في الجزائر أو من التلفزيون الجزائري بحد ذاته.
كان حلمي منذ الصغر أن أصير نجم من نجوم التمثيل لكن تغير حلمي إلى جائزة الأوسكار في الإخراج السينمائي.
سيقول الكثير كيف تفوز بجائزة الأوسكار و أنت من الجزائر.
سأرد على كل هذا بـ” بالطموح تستطيع أن تحرك جبلا كاملا ”
- كيف ترون واقع السينما الجزائرية كإبداع وكصناعة؟
فيما يخص واقع السينما في الجزائر يتضائل يوما بعد يوم لعدم الإهتمام به ولعدم تشجيع المخرجين وشركات الإنتاج، إضافة إلى أنه لا يوجد أي منافسة في إنتاج الأفلام السينمائية، فأصبح المخرج منسيًّا.
وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة في شاشات التلفزيون الجزائري، كما أن السيناريوهات يجب أن تعالج وتصحح من طرف مختصين في هذا المجال وليس كل سيناريو يمكن أن يتحول لفيلم حيث يوجد معايير معينة لقبوله.
فبعض الأفلام إذا حللناها وجدنا أنها لاتمت بأي صلة للواقع إضافة إلى أنها خالية من الحبكة والسيرورة الحقيقية لأحداث القصة.
- ماذا تقترحون للنهوض بالصناعة السينمائية في الجزائر؟
للنهوض بالسينما في الجزائر يجب أولا وقبل كل شيء إختيار النصوص والسيناريوهات الحقيقية التي لها علاقة بالزمان والمكان و تفيد المجتمع إضافة إلى اختيار الممثلين وإنتقائهم إنتقاء يصلح بأدوار الفيلم، و عدم التصنع سواء في الإخراج أو التمثيل فلو سلطنا الضوء على السينما في الجزائر.
سنوات السبعينات مثلا : فيلم سنوات الجمر للمخرج الجزائري الكبير لخضر حمينة هذا الفيلم يحكي الوقائع والأحداث النضالية للجزائرين من أجل نيل الحرية والإستقلال ، إذن نلاحظ أن السنة لديها إرتباط وثيق بالفيلم .
سنذهب إلى فيلم آخر وهو المفتش الطاهر يسجل هدف الذي تم إنتاجه سنة 1975 من طرف المخرج قدور إبراهيم زكريا، حيث تدور أحداث هذا الفيلم في وهران ، يقوم فيها المفتش الطاهر و لابرانتي بالتحقيق في قضية بسيطة لحادث مرور بطريقة كوميدية جد رائعة.
هنا نرى أن السينما في الجزائر سنوات السبعينات كانت جد راقية وممتعة على الوقت الحالي نتيجة إهتمامهم بالعنصر المشوق وإختيار النصور ومعالجة القضايا والمشاكل بالسينما الذي كان لها دور فعال في المجتمع الجزائري. إضافة إلى تشجيع المخرجين وذلك بتوفير صندوق يدعم السينما في الجزائر ( les sponsors) حيث لا يوجد داعمين لهذا المجال نهائيا.
لقول شكسبير
“اعطنى مسرحا وخبزا أعطيك شعبا عظيما ”
لم يقل أعطني مسرحا فقط، لأن الممثل والمخرج و كل فنان بصفة عامة يحتاج للدعم المادي قبل الدعم المعنوي ، نتمنى أن يسلط الضوء على هذه النقطة المهمة.
- كلمة ختامية لقراء جريدة أخبار دزاير..
السينما فن ، السينما حياة ، أقول مجددا أن الذي لا يعرف السينما لا يعرف معنى الحياة الحقيقية. بالسينما ترتقي العقول.
ومن هذا المنبر أشكر العائلة الكريمة التي ساندتني ودعمتني في هذا المجال ولا تزال كذلك أشكر فرقة سينما 7 و كل الأصدقاء.
كمخرج و كفنان أتوجه بالشكر لكل من يعاني و يتألم بل يسقط وينهض لبلوغ الفن و لتبليغ الرسالة التي تنهض بهذا المجتمع أعلى الدرجات .
شكرا لكل من فتح في وجهي نافذة أتنفس عبرها وأطل منها بل أوجه رأيي من خلالها لكل الأذان الصاغية والأعين الناظرة و الأيادي المساندة شكرا لكم.
حاورته: بشرى بلمامي