تعتبر مشكلة الصحراء الغربية من أعقد المشكلات التي واجهها المجتمع الدولي والتي صارت محل نزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، ودخل في هذا الصراع أطراف أخرى، وقد عادت لتطفو من جديد لتحتل واجهة الأحداث العالمية وتستحوذ على قدر كبير من الاهتمام السياسي والإعلامي.
ورغم المساعي المستمرة من طرف الهيئات الإقليمية والدولية والوسطاء الدوليين للتوصل إلى تسوية مقبولة بين طرفي النزاع إلاّ أن الأوضاع بقيت على ما هي عليه، بل أثرت على تطور تفعيل الاتحاد المغاربي منذ انطلاقته عام 1989.
وتبقى الصحراء الغربية منطقة مُتنازع عليها مع المغرب منذ عقود ولها في ذلك أسبابها التاريخية، في حين لم تفلح الجهود الدولية حتى الآن في حل النزاع لأسباب أبرزها إصرار المغرب على عدم الاحتكام للقرارات الدولية، وتمسكه بالحكم الذاتي بدل الاستفتاء، مقابل تأكيد الصحراويين على مواصلة الحرب إلى غاية تحقيق الاستقلال التام.
حول هذا النزاع كان لـ “أخبار دزاير” لقاء مع الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور “حكيم غريب”…
أخبار دزاير: على اعتبار أنّ الصحراء الغربية منطقة مُتنازع عليها مع المغرب منذ عقود، ولها أسبابها التاريخية، في حين لم تفلح الجهود الدولية حتى الآن في حل النزاع عليها لأسباب أبرزها تنصل المغرب من التزاماته وإصراره على الحكم الذاتي، فما هي الخلفيات التاريخية للقضية الصحراوية؟
د. حكيم غريب: الحقيقة التي يجب أن يعرفها العالم والقادة السياسيين الغرب أن أزمة الصحراء الغربية تعد واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم. وتحظى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنت جبهة “البوليساريو” عن قيامها عام 1976 باعتراف حكومات عدّة كما أنها عضو في الاتحاد الإفريقي.
وقد طرحت فكرة الاستفتاء حول مستقبل الصحراء إلاّ أنه حدث خلاف حول تعريف الصحراويين ومن يحق له الاستفتاء، وعاد التوتر مجدداً وفي عام 1991 وبقرار من مجلس الأمن تشكلت بعثة المراقبين الدوليين (المينورسو) إلاَّ أن الأمم المتحدة لم تتمكن من حل الصراع، دون أن نهمل حلقة مهمة في تاريخ النزاع على أنّه بدأ فعلياً عام 1975 عندما وقّعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية اتفاقية “مدريد” مع كل من المملكة المغربية ودولة موريتانيا والتي اقتسم بموجبها البلدان الجاران للصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو رفضوا الاتفاقية وواصلوا مطالبتهم بالانفصال، وصعّدت الجبهة من وتيرة عملياتها ونظمت المظاهرات المطالبة بالاستقلال، بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.
ويرى المغرب الذي يسيطر على 80% من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظلّ تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، وترفض الرباط حاليا أي تصويت يكون فيه الاستقلال خياراً وتعتبر أن الحكم الذاتي هو فقط المطروح على الطاولة وهو ضروري للأمن الإقليمي.
أخبار دزاير: فأي دور يناط إلى المجتمع الدولي أمام هذه الحقائق خاصة والوقت الرّاهن؟
د. حكيم غريب: أرى أنه لابد أن يكون للمجتمع الدولي الإرادة الحقيقية لإنهاء هذا الوضع وبصورة أسرع من تنظيم استفتاء والاعتراف بالجمهورية الصحراوية… في حين فإنّ الطبيعة القانونية والسياسية لمسألة الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار لا لبس فيها، لذلك على الجمعية العامة أن تحدد موعدا لإجراء استفتاء تقرير المصير، حيث يُمكّن لشعب الصحراء الغربية ممارسة حقّه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال تماشيا مع مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء الاستعمار…
فبعد 29 عاما على إنشاء بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لتنفيذ خطة التسوية المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي قبلها الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب في عام 1988 وأقرها مجلس الأمن في عامي 1990 و1991، فشلت الأمم المتحدة حتى الآن في تنفيذ الولاية التي أنشئت من أجلها البعثة، وذلك في إجراء استفتاء حر ونزيه يمكن لشعب الصحراء الغربية بموجبه أن يمارس حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وبالتالي إنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا.
ونتأسف أنه ومنذ استقالة المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، الرئيس هورستكوهلر (في ماي 2019)، لم يفعل مجلس الأمن شيئا لإعادة تفعيل عملية السلام الأممية أو لمنع المغرب من تخريب العملية، بل على العكس من ذلك، وقف المجلس متفرجاعلى سلسلة الأعمال الاستفزازية المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الاحتلال المغربي بما في ذلك الفتح غير القانوني للقنصليات في المناطق المحتلة في الصحراء الغربية، كما فشل المجلس أيضا في إدانة انتهاكات المغرب الصارخة لوقف إطلاق النار والاتفاق العسكري (رقم 1)، وهو ما تسبب في شلّ عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية كما أدى التأخير في تعيين مبعوث شخصي جديد إلى تفاقم “حالة الشلّل” هذه،
و نؤكد في هذا الصدد على ضرورة أن يبعث المجتمع الدولي برسالة قوية إلى المغرب مفادها أنه إذا استمر في عرقلة استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، فإن الجمهورية الصحراوية ستمضي في تبوء مكانها المشروع بين المجتمع الدولي للأمم و في حربها لتحرير أراضيها المحتلة من طرف المحتل المغربي.
فالتطورات الأخيرة والأسباب التي أدت إلى انهيار وقف إطلاق النار تعود بشكل مباشر إلى الفشل الواضح للأمم المتحدة ومجلس الأمن في فرض تنظيم استفتاء تقرير المصير.
أخبار دزاير: فكيف تقيمون الوضعية الحالية التي آلت إليها إذا قضية الصحراء الغربية؟
د. حكيم غريب: إنّ دولة الاحتلال المغربي مسؤولة إلى ما آلت إليه الأوضاع في الصحراء الغربية عقب الهجوم الغادر الذي شنته ضد المدنيين الصحراويين المتظاهرين أمام الثغرة غير القانونية في الكركرات، فخرق القوّات التابعة للجيش المغربي يشكل إطلاق رصاصة الرحمة على اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهو يتحمل كذلك سبب الانسداد الذي وصلت إليه خطّة التسوية الأممية الأفريقية التي أعتمدها مجلس الأمن في العام 1991 وتم بموجبها توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، نشير في هذا الصدد بأن الثغرة غير قانونية كون الاتفاق المشار إليه يمنع على كلا الطرفين تغيير الوضع على الأرض.
أخبار دزاير: وما تفسيركم للتوتر الواقع حاليا بمنطقة “الكركرات” جراء خرق إطلاق النار الوارد من المغرب بحجة غلق المعبر، وفي الوقت هذا بالذات الذي تشهد فيه المغرب عدم استقرار اقتصادي؟
د. حكيم غريب: إن المملكة المغربية تسببت في اندلاع الحرب عقب عدوانها العسكري على منطقة الكركرات ونهايتها مرهونة بإنهاء احتلاله غير الشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وإن نهاية الحرب مرهونة الآن بإنهاء الاحتلال المغربي غير الشرعي للجزء المحتل من أراضي الجمهورية الصحراوية، وأن هذه الثغرة لم تكن موجودة قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وهي ليست طريقا دوليا أو إقليميا بل طريق لنهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي وإغراق إفريقيا بالمخدرات.
فالمغرب هو الذي بادر بالحرب برفضه إغلاق هذه الثغرة والإعلان عن بدء عملية عسكرية.
إن الوضع المزري الذي تعيشه المغرب والتوترات الشعبية داخل المغرب جعلها تعتدي على حرمة وسيادة الأراضي الصحراوية لامتصاص غضب الشعب المغربي وخاصة أن تراجع التصنيف الائتماني للمغرب في ظل تقارير دولية تتفق حول توجه البلد المغاربي نحو ركود اقتصادي سيؤثر سلبا على عدد كبير من القطاعات، حيث أفاد البنك الدولي أن صدمة كوفيد ـ 19 ستدفع الاقتصاد المغربي على نحو مفاجئ نحو ركود شديد هو الأول منذ سنة 1995، في حين يتوقع البنك الدولي في أحدث تقرير له حول الوضع الاقتصادي للمغرب على أنه سينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاقتصاد المغربي بنسبة 5 بالمائة مع نهاية سنة 2020 وفق السيناريو الأساسي وهو ما يتناقض بشكل حاد مع النمو المتوقع قبل الوباء بنسبة 3,6 بالمائة، من هنا نرى أنّ الحالة الاقتصادية بالمغرب في منحى سيئ خاصة حين تزامن الوضع مع حالة الجفاف التي يعرفها البلد وتسبب الفيروس في تعطيل عجلة السياحة وتعليق أنشطة مصانع إنتاج وتجميع السيارات، إضافة إلى توقيف سلسلة الامدادات بسبب تراجع الطلب العالمي والتهرب من مواجهة الوضع المزر للشعب المغربيباختلاق أزمات إقليمية بهدف صرف الأنظار عن الظّلم المطبق على الشعب المغربي…
أخبار دزاير: فما انعكاسات الوضعية على المنطقة؟
د. حكيم غريب:فيما يخص انعكاسات الأزمة على المنطقة نرى أنّ نزاع الصحراء الغربية يعتبر الرهان الرئيسي للمستقبل الأمني للمنطقة المغاربية، حيث أن اندلاع حرب بين الصحراء الغربية والمغرب قد يؤدي إلى تدهور أمني في المنطقة المغاربية نتيجة تداعياتها على دول الجوار، وقد يؤدي إلى تفاقم التهديدات الأمنية كالهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والإرهاب لأنّ حالة الفوضى توفر البيئة لتنامي التهديدات، كما يعد مؤشرا أكثر خطورة في ظهور دول جديدة كفاعلين أساسيين في النزاع وهي دول الخليج والتي نعرف ما قامت به في ليبيا وسوريا وحتى فلسطين، إذ أينما تدخلت أدت إلى تعقيد الوضع وهو ما يؤثر سلبا على المستقبل الأمني و السياسي للمنطقة المغاربية و العربية و الإفريقية.
أخبار دزاير: لقد اعتبرت جبهة “البوليساريو” أن العملية هذه تعني انتهاء وقف إطلاق النار موضحة أنّ نهاية الحرب مرتبطة بنهاية الاحتلال؟ ما تعليقكم على هذا؟
د. حكيم غريب: من المؤكد أنه بتطبيق مخطط السلام الأممي الإفريقي سيمكّن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء على أن يكون حرّا ونزيها، وبذلك ستكون نهاية الحرب بين الشعبين، في حين استمرار الاعتداءات المغربية على الشعب الصحراوي وتهاون المجتمع الدولي وعجز بعثة المينورسو عن القيام بمهامها وعدم تحمل الأمم المتحدة للمسؤولية جعلا الوضع مستعصيا ودون حل، ولهذا نرى ضرورة عودة “المينورسو ” لممارسة مهامها بشكل كامل وعلى بذل جهود لإنهاء الوضع في الجمهورية الصحراوية مع الاسراع في تطبيق لوائح الأممية خاصة تلك المتعلقة بالاستفتاء، فنهاية الحرب مرتبطة بنهاية الاحتلال ونهايتها مرتبط باستئناف عملية التفاوض بشكل فوري، فالمغرب البلد المعتدي يتمادى منذ سنوات عديدة في عدوانه بسبب غياب قرارات تجبره على الدخول في حوار جاد، فهذا العدوان يضاف إلى العديد من أعمال العنف السابقة التي ارتكبها المغرب في السنوات الأخيرة…
من هنا، يتعين على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمؤسسات الدولية الأخرى أن تكثف العمل لضمان حوار كامل ولأجل التنظيم الفوري لاستفتاء حول تقرير المصير للشعب الصحراوي وفقا لقرارات الأمم المتحدة مع ضرورة أن تكون جبهة البوليساريو أحد المنظمين والمراقبين الرئيسيين لهذا الاستفتاء كممثل قانوني لسكان الإقليم.
أخبار دزاير: ما موقف الجزائر في هذه المعادلة؟
د. حكيم غريب: تبقى الجزائر دائما في مواقفها الثابتة إزاء قضية الصحراء الغربية وعلى مساندة الشعب الصحراوي في خياراته وفي أسلوب كفاحه من أجل انتزاع حقه في العيش الحر على أرضه وفي دولة مستقلة، حيث تجدّد الجزائر مناشدتها الدائمة للأمين العام للأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث شخصي في أقرب وقت ممكن والاستئناف الفعلي للمحادثات السياسية وفقا للقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادئ الميثاق.
والموقف الثابت للجزائر إزاء القضية الصحراوية نابع من مبادئ بيان فاتح نوفمبر وقيم الثورة التحرير التي خاضها الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. كما نشير هنا أنّ الجزائر أكدت في أكثر من مناسبة على موقفها الداعم لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفق ما تنص عليه قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة ومبادئ ومقاصد ميثاق المنظمة الأممية.
أضف إلى ذلك التأكيد على موقف الجزائر الثابت اتجاه حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير وفق ما تنص عليه القرارات الدولية، ولاسيما وأن مسار التسوية لم يشهد تقدما منذ استقالة المبعوث الشخصي ” هورست كوهلر”.
ولهذا، فإن الجمود الذي ترسخت فيه إجراءات الأمم المتحدة بات يشكل مصدر قلق عميق و يزعزع ثقة الطرفين في تنفيذ عملية السلام وهو ما يزيد من تفاقم التوتر في المنطقة.
أخبار دزاير: هل الوضع الحالي بالنسبة إليكم كان منتظرا؟
د. حكيم غريب: إن حالة الحرب كانت منتظرة بعد الخروقات التي ارتكبها المغرب سواء بخرق وقف إطلاق النار أو نهب ثروات الصحراويين أو انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والتباطؤ في تعيين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من طرف المغرب، في الوقت الذي ضاعت فيه ثقة الصحراويين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن…
أخبار دزاير: العالم كله على اطلاع دائم بقضية الصراع في الصحراء الغربية لكن يقف موقف المتفرج، كيف ترون الفعل الإيجابي لدحض هذا الوضع؟
د.حكيم غريب: إن قضية الصحراء الغربية مدرجة ضمن قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي وأن عملية إنهاء الاستعمار فيها واجه العديد من العقبات لما يقرب من ستين عاما.
وتتجلى إحدى أهم الخصوصيات المثيرة للانتباه للنزاع حول آخر مستعمرة في إفريقيا في التوتر الناتج عنها ما بين القانون والسياسة: فمن جهة توجد قرارات شرعية دولية حاسمة سيمكن تنفيذها بصفة فورية وبسيطة من حل هذا النزاع الطويل، ومن جهة أخرى يوجد عدد من المناورات السياسية الهادفة إلى شل فعالية القواعد القانونية…
وقد رأينا كيف فشلت الأمم المتحدة في حل أي نزاع دولي قديم أو حديث، وكل ما تفعله الأمم المتحدة من خلال مراقبيها ومبعوثيها أن تسجل ما يجري من صدامات وتحاول منع التصعيد.
إن العالم كله يعلم بقضية الصراع في الصحراء الغربية ويمكنه التدخل لحل الأزمة ولكن الدول الوحيدة التي يمكن لها أن تضغط على المغرب لأنهاء الصراع هي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وهذه الدول في حقيقة الأمر راضية بالأوضاع المالية والاستراتيجية على هذا النحو ولهذا لا تتدخل لحل الصراع، وقد كانت ولازالت المغرب ترد دوما على موضوع احتلالها للصحراء الغربية بتصريحات هستيرية عدوانية وتفلت من العقاب الدولي والملاحقة بكل سهولة، وهذا لا يمكن أن يحدث لو لم تكن المغرب قد وقعت على اتفاقات سرية مع الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا بالسكوت مقابل نهب الخيرات والموارد الطبيعية في الصحراء الغربية.
والمشكلة أيضا، فإن غالبية وسائل الإعلام العالمية تتجاهل تغطية الصراع على الصحراء الغربية وإذا تناولته فيكون من الجانب المغربي فقط وليس من جانب الشعب الصحراوي، كما إنّ فرنسا لها علاقة تاريخية مميزة مع المغرب باعتبار أنها كانت تحتل المغرب حتى عام 1956 علاوة على أن الحكومة الفرنسية من سياسيين والنخبة المثقفة لهم عقارات في المغرب ذو الطبيعة الخلابة وهذا يجعلهم يساندون النظام في المغرب حتى في مسالة احتلاله للصحراء الغربية…
أخبار دزاير: ما دعوتكم من موقعكم كخبير استراتيجي؟
د. حكيم غريب: هنا ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياتهما أمام هذا الاعتداء السافر لتفادي تدهور الوضع ودخول المنطقة في صراع إقليمي لا نهاية له الذي يراد من خلاله تقويض عملية تسوية قضية الصحراء الغربية العادلة التي تشرف على رعايتها الأمم المتحدة، ووضع حد للتماطل الأممي لانتهاكات المخزن ضد شعب أعزل.
فما يقوم به المحتل المغربي من خروقات لاتفاق وقف النار مع الصحراء الغربية ما هو سوى محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية خدمة لأهداف استعمارية مشبوهة وخطيرة، والتي يعتبر نظام المخزن – حسبها – أحد أدواتها في المنطقة المغاربية في إطار سياستيه التوسعية في المنطقة.
فالاعتداء على الشعب الصحراوي الأعزل سببه حالة التخبط والانهيار النفسي التي يعيشها نظام المخزن تجاه صمود وبسالة الشعب الصحراوي وتمسكه بحقه في تقرير المصير وبناء دولته الوطنية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة.
أخبار دزاير: كلمتكم الأخيرة في الموضوع؟
د. حكيم غريب: إن المغرب يريد أن يغير الواقع على الأرض في منطقة الصحراء والمسبب الرئيس في تعطيل الاستفتاء في الصحراء، وأن فرنسا هي الداعم الأساسي للمغرب في تحركه في منطقة الصحراء، وقضية الصحراء فكرة متجذرة في عقيدتها الاستعمارية التي لا تريد أن تتخلص من عقدتها.
لكن حقوق الشعوب لا تموت بالتقادم والمنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد تصرف المغرب على هواه وضربه عرض الحائط كل المواثيق الدولية، واستمراره في نهب خيارات الشعب الصحراوي المحتل وفتح القنصليات وأن الأمم المتحدة تتحمل جزء من المسؤولية بعد سكوتها المتواصل على اعتداءات المغرب الذي يحاول اليوم لعب دور الضحية.
حوار: بوبكر سكيني