الرسالة الناصعة في جوهر العلم الساطع (الرد والاحتساب )..
أتبع أثارها، فإنها ناصعة ذات بيان خارق من “شهد” عصر رائق ولا من ازكى بضروبه طهر العلم الفالج، وميزه من العترة الصالحة وجعله بالقبول والإحسان مدام على الدوام ، وأنا أتصبب في ريحانة عطرها وجدت من العرق الخاثر قد تملكني، وأنا أقارع نفسي المتبدية بين بحر ين وعارفين من أحباب الرحمان ، ومن أكون أنا إلا نقيطة في دجى المحاولة، وبالله التوكيد، وهذه رسالة سلمني إياها ابن الشيخ سي يحي مسعودي المجل الإبر عبداللة أمد الله في علمه صرحا طوليا ..
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
العالم الفاضل والمحب الكامل السيد عطية بن مصطفى الإمام بالمسجد الجامع بالجلفة، وكافة الجماعة عمار المسجد، حفظهم الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أحمد الله على عافيتكم واسأله لكم الإعانة على أعباء ما تحملتم به من الإرشاد لإقامة الدين وحفظ شعائره فذلك هو الجهاد الحق، فإن الوقت قد جلب فيه إبليس وأتباعه على أهله بخيله ورجله واستولى عليهم فلا يستطيعون خلافه ويستحسنون ويستصوبون ما يمليه عليهم مع جهلهم المركب، وإني أهنئك بمثل تهنئتك لنا بليلة الميلاد التي هي أفضل من ليلة القدر فقد حضر ملائكة وحور عين لوضعه وظهوره في عالم الشهود نسأل المولى الكريم أن يجعلنا من حزبه وأتباعه المحبين فيه والمتبعين له فيما جاء به ، وأحمد الله الذي جعلنا من أمته كما نرجو منه سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ونبلغ كلنا ما يرجوه ويتمناه وقد أديتم واجبكم، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بكل ما قدرتم عليه، وحيث كانت الآذان صمّا و العيون عمْيا، فلم يبق إلا الإنكار بالقلب، ومنى السلام إلى كافة جماعة المسجد ،وأسأل من الجميع صالح الدعاء، كما هو منَّا لكم، ودمتم في أمان الله وحفظه من الشيطان ومكره، والسلام .
كتب عن إذن الشيخ سيدي مصطفى بن الشيخ سيدي محمد بزاوية الهامل، حفظه الله، عبده مصطفى بن محمد وفقه الله .
الشيـخ سـي مصطفـى محمـد ألقاسمي شيخ زاوية الهامل ، بوسعادة1944
بعبق وأريج الراحة السكونية، يتواضع العالم الروحاني سيد عطية إلى مبجل العلماء وتحفة الإعجاب سيد محمد أبي القاسم احرص الهامل ولنباله الإشراف يرد الشيخ سي عطية هذا نصه :
بعد السلام مع التحيــ * ـة والثناء السرمـدي
لجناب ذي المجد الأثير * ـل،وذي النجار الأحمدي
ضخم المكاسب وألموا * هب ، والمناقب والـيد
أهل ألوفا وأخو الصفـا * ومصطفى بن محمد
فاسمح، وجُد كرما بـما * أرجوه يا ذا الســؤدد
فـوزا يضاف لغـانــم * أن كـان عندك سيــد
لا زلت ترْقى للعــلا * ترعاك عين الـواحـد
وتنـال غـايات المنـى * في ذي الحياة وفي غـدِ
والله يبقـي عـزّكــم * وينيلـكم ما تجندي
واسمح لنا ظمها الفقــ * ـير ، فإنه صفر اليـد..
… يقرن العالم سي أعطية مرفوع المكانة، تحفة السعدية بالمقامة الروحانية ذكر السلام مفتاح الخلود في الحضرة الرحمانية فأطيب معناه يوم تلقاه لا نظر ولا منظور إلا بعد السلام يالها من فوقه جليه معصرة ثجاجة كأنها الدرة الخفية المعدة لصالح الأمة النبوية ، يسردها السلام والتحية ومرادها العناق ووجلة العلماء وقد سبق الذكر في فضائل التأدب مع الشيخ كما ابره اللوذعي إمامنا سيدي أعطية في بهرجة زائر النية للشيخ سي عبدا لقادر بن مصطفى طاهري مولى زنينة نفعنا الله بما ترك،وقوله الثناء السرمدي دعوة إلى تقدير وتحية مهما أتي اللسان ذكرها فهي خلوص إلى ما لانهاية من التشبيه بحيث لا شبيه لها ولا مشبه فالسرمد يقال على الأزل والبعيد البعيد الذي لا يبلغه طول ول إلا حول المولى الموهوب للأخيار والاغيار بالبصيرة ، وهي تحية إجلال للعترة النبوية الشريفة التي تمتد منها روحانية القاسيمية الشريفة، فقد جمع له العالم سي أعطية كل نفائس ودرر النعم من ما أوتيت عترتم من فضائل الجود والكرم والقراءة والإحسان، وبالا روعة الوصف إن وصف سيدنا أبي القاسم بأنه من إخوان الصفا عليهم انعم الله أولئك المبجلين ومن الاغيار البدل الذين لاشبيه لهم في العطاء والعمل ، ويتلطف باستحياء العلماء طلبا لنسخة من كتاب نادر سقط عليه خاطر سيدي أعطية فرجاه رجاءا من أبي القاسم لعله بفتح تنتقل معه خواطر لا نعرفها نحن ولا انتم من سائر الأمصار والدوائر، فلا تكن بشرحها شاطر والتزم ،صوبهما بالنية،وانتقي من سره ما استطعت فهاهو يطلبه،من عالم اجل وقادر
فرد عليه الشيخ سي مصطفى ـ قدس الله روحه ـ بهذه الرسالة :
الذكي الألمعي المنوّر اللّوزعي، المهذّب اللبيب، العالم الأديب المحب السيد عطية بن مصطفى، منحت الفوز برضا أهل الاصطفاء ومن لك، بعد سلام أكمل ودعاء أشمل ما شتَّت يُسرُ الله عسرا وقبلَ محبٌ ممن يود عذرا، فقد كان وصَلنا جواب النظم الفائق البديع الرائق، فسررنا به جدا ،و أعجبنا صدرا ووردا ، وشهد لكم عندنا بالود الصريح والذوق الصحيح، وأنكم من البلغاء الأدباء والشعراء النجباء، وقد حمدنا الله تعالى على نبوغك بتلك الديار ، وتنوير لبِّك بالمعارف والأسرار زادك الله تحلية بالعلم ، ومنحك سلامة الإدراك والفهم، وأبقاك زينة للبلاد،وأمدك بما أمدَّ به أهل العناية والوداد ، وقد فهمنا من القطعة الأدبية الحالية المادحة العالية التماسكم منَّا ” فوز الغانم ” ولتعلم أيها الولد البار، والمحب السار، أننا منذ وفود جوابكم الكريم ، ونحن في البحث والسؤال على تحصيل نسخة لكم منه ، ولو بالشراء، وما ظفرنا به لعزته نفاد ما كنَّا طبعنا منه ، ولذا تأخرنا برد الجواب إليكم إلى حدّ الآن، هذا هو عذرنا في التأخير، والسبب الداعي للتقصير، ونحن إن حصّلناه مستقبلا فستأتيكم منه نسخة إن شاء الله ، وإني لا أنساكم من صالح الدعاء وعلى الله القبول والسلام . كتب عن إذن الشيخ مصطفى بن محمد القاسمي، فسح الله في مدته وحرس كما له ومجده، آمين .حرر بتاريخ 23/11/1930 م