بث مساء أمس التلفزيون الجزائري أولى حلقات سلسلة ” عاشور العاشر” في جزئه الثالث ، وهو المسلسل الذي انتظره الجزائريون بشغف كبير وسط شكوك بعدم بثه أو تغيير سيناريو السلسلة وتخفيف بعض العيوب للواقع الحقيقي للجزائريين والعمل لصالح السلطة بعدما تدخل التلفزيون الحكومي لشرائه والتعويل عليه لربح منافسة البرامج خلال شهر رمضان الكريم .
وقد حافظت الحلقة الأولى لسلسلة عاشور العاشر في موسمها الثالث على نفس السيناريو، عبر النقد لبعض الممارسات بطريقة غير مباشرة.
وحمل المسلسل نفس الانتقادات التي وجهت في المواسم السابقة إلى المجتمع و السلطة ، فالمتابع اليوم لهذه الحلقة لا يلمس أي تغيير في طريقة معالجة الواقع المعيشي في الجزائر حتى وإن كانت هذه السلسة ترتكز أحداثها على “الفانتازيا ” والخيال للحديث عن حياة السلطان عاشور العاشر وعلاقاته مع أفراد عائلته وحاشيته.
وقد لمحت السلسلة في حلقتها الأولى إلى قضية السكن في إشارة واضحة إلى أن السلطة تعتمد على هذه الورقة لشراء السلم الاجتماعي، فيما صورت المجتمع كيف يتنازل على بعض الأشياء لمصالحه الشخصية.
ويرى مراقبون أن توجه التلفزيون الحكومي إلى شراء و بث مثل هذه الأعمال لم يعد يشكل حرجا للسطلة التي تسعى إلى التعامل بكل شفافية مع المواطنين في تسيير الأزمات، خاصة بعد أن بدأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد إنتخابه الى تسليط الضوء على مناطق الظل، وفضح المسؤولين المتقاعسين مع المواطنين.
ففي جويلية الماضي، أنهى رئيس الجمهورية مهام عدد من الولاة بسبب تقاعسهم في خدمة المواطنين بناء على سلسلة من الروبورتاجات أنجزها التلفزيون الجزائري عبر نشراته الإخبارية ، كما تم توقيف رؤساء دوائر وأميار ومدراء عدة هيئات وطنية بعدما حاولوا تزييف الواقع في مناطق الظل .
و يؤكد مراقبون أن التوجه الجديد للتلفزيون الجزائري عبر اسقاط الوزراء من نشرة الثامنة والإكتفاء بنشاطاتهم المتعلقة بالمواطنين فقط خطوة أخرى تُحسب للتلفزيون الرسمي في علاقاته مع السلطة والمواطن .
ويرجح الكثيرون نجاح مسلسل ” عاشور العاشر ” خاصة في جزئه الثالث الذي يعرض على التلفزيون الجزائري، كونه يطرح بجرأة الواقع الجزائري المعيش، بطريقة احترافية، وهي الميزة التي ارتبطت بأعمال المخرج جعفر قاسم.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب