الشعور هو نشاط عقلي يرتبط بدرجة معينة من المتعة أو من المعاناة ..أي مشاعر السعادة و الفرح أو مشاعر الحزن و الألم و غيرها من الأحاسيس . و الطفل مثله مثل البالغ يمر بمراحل شعورية مختلفة و متنوع طيلة اليوم .بل هو أكثر حساسية و انقلابا في المشاعر و العواطف من الإنسان البالغ الناضج .
الأمر كله متعلق بدماغ الطفل و بالتحديد الفص الجبهي الذي يكون غير ناضج .و هذا الجزء هو المسؤول عن العواطف و الأحاسيس و كلما كان ناضجا كلما زاد التحكم في المشاعر و العواطف .. و طبعا لن ينضج إلا إذا نضج عقل الإنسان و هذا مع مرور سنوات ..إذن هل ننتظر حتى يكبر الطفل لنفهم شعوره واو انه ينتظر نفسه حتى يكبر و يمكنه التحكم و التعبير عن شعوره..لا يمكن ذلك أكيد
لذلك من المهم جدا أن نتمكن من بعض المهارات التي تساعدنا على فهم و تفهم مشاعر أبنائنا و أيضا نحسن الترف إزاء أي شعور .
و علينا بداية أن نشرح للطفل ما هو الشعور الذي يحس به ..و أن هذا الشعور طبيعي ..لنأخذ مثلا شعور كثير ما يحس به الأطفال و هو الخوف..الخوف من الظلام .من الشخص الغريب. من بعض الحشرات من أمور حدثت فأربكته ..الخوف من الضياع في الشارع ..الخ
أول شيئ علينا القيام به هو أن نطمئنه أن هذا الشعور يمكن لأي شخص أن يشعر به ..و أن الأمر طبيعي جدا ..و يمكن أن نعطيه أمثلة عن مواقف حصلت لنا في صغرنا و إحساسنا بالخوف .و كيف كانت ردة فعلنا مثلا عندما ابتعدنا عن المنزل أو عندما سمعنا صوتا مدويا ..الخ .
الخطوة الثانية: هي تسمية ذلك الشعور ..كيف ذلك .بان أقول للطفل أن هذا الشعور الذي تشعر به هو الخوف أو الفرح أو الغضب و الحزن و بمناسبة الحزن فهو شعور عميق يشعر به الطفل دون أن يدرك ما هو ..لو نعمل تجربة مع أي طفل لثلاث أو أربع سنوات و نقول له هل أنت تشعر بالحزن سيكون جوابه لا لأنه غير مدرك لاسم هذا الشعور ..يجب أن نكون على علم أن دماغ الطفل يسجل فقط أعراض الشعور و لا يهمه الاسم و هذا ما يجعل الطفل قادرا على وصف الأعراض مثلا كارتجاف اليدين و خفقان القلب و غير قادر على تسمية الشعور نفسه لغويا، و هنا دورنا أن نربط تلك الأعراض بالاسم و نقول له أنت تشعر بالخوف أو بالسعادة و هنا يسجل الطفل في دماغه هذه المصطلحات و في كل مرة سيشعر فيها بالخوف أو الفرح سيقول لك أنا سعيد أو أنا حزين ..
الخطوة الثالثة: هي ربط تلك المشاعر برموز أو ايموجي للتعرف أكثر على أعراض هذا الشعور و من خلال البطاقات يمكنني أن اعرف كيف كان شعور الطفل مثلا في الروضة أو المدرسة .خاصة إذا كان الطفل من النوع الخجول أو الذي لم يحسن بعد التعبير عن مشاعره .أضع له البطاقات التي تعبر عن المشاعر و اسأله هل كنت اليوم سعيدا كهذا و اقصد البطاقة ..لماذا كنت سعيد ..مع من تشعر بالسعادة ..ما هو الشيئ الذي عندما تقوم به يسعدك ..و نفس الشيئ نقوم به مع باقي البطاقات
الخطوة الأخيرة هي أن أعلمه كيف يتحكم في تلك المشاعر أو كيف يتصرف أثناء و بعد تلك المشاعر سواء كان غضب او خوف أو سعادة و أن أجعله يفهم أن تلك مشاعر مؤقتة يجب أن نحاول أن نتحكم فيها ..
هذه مهارات جد مهمة تجعل الطفل يحسن إدارة مشاعره و كلما أحسن ذلك زاد ذكاؤه العاطفي ..
بقلم: نبيلة بن سالم
مدربة دولية في منهج “منتسوري”
استشارية تربوية